أمسكت الريشة في مرسمها المتواضع وأخذت تفكر فيما ترسمه
إنها سهى التي أخذت الرسم كهواية فأصبح كالوشم على ذراعها ومنها أخذت تعتاش منه لكثرة الطلبات على رسوماتها الجميلة
إن لديها طموح جامح وخيال واسع للوصول إلى العالمية، فحب الشهرة يجري في عروقها منذ أزل لنشر رسالتها المقدسة في جميع أنحاء العالم
ومرة أخرى عادت تنظر إلى الورقة البيضاء الناصعة محاولة أن تجد أي موضوع يجذب أكبرعدد من البشر
وفجأة قفزت الريشة من يدها ووقفت منتصبة قائلة لها: "صديقتي العزيزة سهى أنتِ تتمتعين بموهبة فاقت كل التوقعات لذلك سأساعدك! ما رأيك أن ترسمي عن أطفال غزة اللذين يعانون الأمرين في حياتهم هذه؟" فأجابت سهى قائلة: "فكرة رائعة يا ريشتي العزيزة سأسمع كلامكِ وسأنفذه فورًا
"
وبدأت سهى ترسم وتعيش معاناة أولئك الأطفال اللذين يعيشون لحظات القهر والعذاب وقد انبعثت مشاعر الخوف من قلبها لتصل إلى وجهها الرائع وشعرت بخفقات قلبها تشتد أكثر فأكثر
وأخيرًا أنهت رسمتها التي أخذت ساعة من الزمن، إلا أنها خرجت في غاية الجمال والروعة
وجاء وقت الامتحان وكما نعلم في الامتحان يكرم المرء أو يُهان، فقد رُشِّحت رسمتها في مهرجان الرسم العالمي، وها هم المحكمون يتجولون مع ثلة من الصحافيين في أنحاء القاعة ويتفحصون الرسومات بدقة إلى أن أعجبتهم رسمه بمنتهى الإتقان، فلم يحدث أن نثر اهتمامهم إلى لوحة بهذا الشكل فقد استحوذت على قلوبهم بسرعة
فقد كانت هذه اللوحة هي مسك الختام وهي رسمه لطائرة تقذف الصواريخ، فهي تنزل كما المطر على طفل يبلغ ثلاث سنوات وهو يحاول الاحتماء بحضن أمه ليخفي أمارات الخوف التي انتشرت في أنحاء جسده وظهرت على قسمات وجهه الصغير
أما الأم فهي تحضنه بكل حنيه ووجهها يبعث بروح الأمل والتفاؤل والثقة
نعم لقد كانت هذه اللوحة هي لوحة سهى التي فازت أخيرًا بالجائزة لشعورها النبيل اتجاه هذه الشريحة من الناس ولإيصالها رسالة المقاومة التي لا تنتهي أبدًا
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab
net