المحامي مارون عبود في مقاله:
عندما تأتي هذه الغيرة وهذا الدفاع من " أحمد " الطيبي فإن قيمتها مضاعفة وهي خير صورة لشعب متكامل لرجل الشهامة
هناك من يخشى من ارتفاع شعبية الدكتور الطيبي في اوساط المسيحيين العرب فاخطأ الحساب وكتب ضد خطوة احبها الجمهور واعجب بها
ما قام به د. احمد الطيبي لم يكن " فشّة غل " وإنما كان تعبيراً عن موقف أخلاقي وطني ديني سياسي عبّر من خلاله عن الوحدة والتضامن الإسلامي المسيحي
رسالة الطيبي كانت واضحة جريئة قوية لا تقبل التأويل وهي تماماً ما يقوله في خطابه: نحن لا نعتدي على أحد ولكن لا نتنازل ولا نسمح لأحد بأن يعتدي علينا
صحيح أن الدين المسيحي هو دين تسامح وأن يسوع المسيح دعا إلى عدم الانتقام ولكن لا يعني ذلك ألا ندافع عن أنفسنا وعن الانجيل مثلما فعل هو ذاته عندما " دخل الهيكل وطرد جميع الذين يبيعون ويشترون في الهيكل
إن الشعور الذي أصابني كمسيحي وأنا أرى شخصاً حقيراً عنصرياً فاشياً هو ميخائيل بن آري، يمزّق الإنجيل المقدس ويفتخر بذلك امام الكاميرا ليوزع الصور على الصحافة، هو بمثابة طعنة خنجر في أقدس مقدساتي. وتساءلت ما الذي استطيع فعله لكي أدافع عن مسيحي ..وعن إنجيلي الذي اراه يتعرض لهذه الإهانة والإساءة؟
تمزيق أيديولوجية الكراهية
وسرعان ما انتابتني نشوة وجاءني الرد عندما رأيت الدفاع الأقوى يأتي من الدكتور النائب احمد الطيبي، الذي وقف بجرأة وشجاعة ومزّق صورة الحاخام كهانا، الأب الروحي لبن آري، ليس من منطلق الموازاة بين كتابنا المقدس وبين صورة رجل بغيض، فشتان بين الاثنين ولا مجال للمقارنة بين كتاب الله وبين صورة فاشي، وإنما هي إشارة الى تمزيق أيديولوجية الكراهية والبغض والعنصرية التي بثها كهانا وتغلغلت في بن آري الذي سولت له نفسه الدنيئة بفعل فعلته النكراء.
موقف أخلاقي ووطني وديني
إن ما قام به د. احمد الطيبي لم يكن " فشّة غل " وإنما كان تعبيراً عن موقف أخلاقي، وطني، ديني، سياسي، عبّر من خلاله عن الوحدة والتضامن الإسلامي المسيحي، وعلى موقفه هذا يستحق منا الشكر والتقدير. فلقد كانت رسالته واضحة، جريئة، قوية لا تقبل التأويل، وهي تماماً ما يقوله في خطابه : نحن لا نعتدي على أحد .. ولكن لا نتنازل ولا نسمح لأحد بأن يعتدي علينا.
المساس بمقدساتنا
وبخطوته هذه قال الطيبي لكل من يعتدي على مقدساتنا المسيحية وعلى رأسها الإنجيل : نحن لا نعتدي على أحد ولكن لا نسمح لأحد بأن يعتدي علينا. فتكلّم بلساننا وعبّر عن نبض قلوبنا.
وفي هذا السياق، استأت من مقال كتبه زياد شليوط ونشر في صحيفة كل العرب ينتقد فيه ما قام به الدكتور احمد الطيبي بدلاً من أن يثني عليه وربما كتبت صحيفة حزبية بنفس الروح مما يرسخ لدي قناعة أن هناك من يخشى من ارتفاع شعبية الدكتور الطيبي في اوساط المسيحيين العرب فاخطأ الحساب وكتب ضد خطوة احبها الجمهور واعجب بها .اقول لهؤلاء: إن لم تملك القدرة على تقديم الشكر فعلى الأقل لا تذم. انزعج شليوط ورفاقه من أن الصحف تمتدح الطيبي على ما فعله دفاعاً عن الانجيل. لِمَ لا تمتدح ؟ أليس هذا المشهد هو الذي سيبقى راسخاً في مخيلة بن آري المأفون وأشكاله حتى لا يتجرأوا على المساس بمقدساتنا ؟!! أليس هذا ما أزعجهم أكثر من كل التصريحات الفضفاضة الخجولة ، إلى درجة أنهم هددوا الطيبي بالقتل؟!
الغيرة على بيتك ستلتهمني
صحيح أن الدين المسيحي هو دين تسامح وأن يسوع المسيح دعا إلى عدم الانتقام، ولكن لا يعني ذلك ألا ندافع عن أنفسنا وعن الانجيل مثلما فعل هو ذاته عندما " دخل الهيكل وطرد جميع الذين يبيعون ويشترون في الهيكل، فقلب مناضد الصيارفة ومقاعد باعة الحمام، وقال لهم :" مكتوب : بيتي بيت الصلاة يُدعى وأنتم تجعلونه مغارة لصوص " ( انجيل متى 21 : 12-13 ) ، وعن نفس الحادثة جاء في إنجيل ( يوحنا 2: 13- 18 ) : فرأى في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام، والصيارفة جالسين إلى مناضدهم. فجدل سوطاً من حبال، وطردهم جميعاً من الهيكل مع الغنم والبقر، ونثر دراهم الصيارفة وقلب مناضدهم ، وقال لباعة الحمام : " ارفعوا هذا من هنا، ولا تجعلوا من بيت أبي بيت تجارة " فتذكر تلاميذه أنه مكتوب " الغيرة على بيتك ستلتهمني " .
شكرا أيها الفارس العربي
نعم الغيرة على الانجيل المقدس التهمتني، ولقد اوصانا المسيح من خلال هذه الحادثة بأن ندافع عن هيكله ، فكم بالأحرى على انجيله المقدس. وعندما تأتي هذه الغيرة وهذا الدفاع من " أحمد " الطيبي، فإن قيمتها مضاعفة، وهي خير صورة لشعب متكامل، لرجل الشهامة .. وأقل ما يكون أن نقول له :شكرا.. شكراً احمد الطيبي ايها الفارس العربي !.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net