الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

نسرين مرقس امرأة ناجحة ابنة كفرياسيف:يؤسفني الفرز في مجتمعنا

سليمان حلبي -
نُشر: 09/08/12 12:22,  حُتلن: 21:05

نسرين مرقس مديرة المركز الجماهيري في حي الحليصة في حيفا:

دوري ما زال صغيرا وفي بدايته لكنني أحلم بأن يكبر وأن أقدم وأبني الأطر التربوية لهذه المجموعة من أجل قضاء ساعات الفراغ بصورة ناجحة

طموحاتي في العمل أن يُبنى مركز جماهيري للحليصة يخدم كل السكان العرب في حيفا ويتخصص بأمور معينة وطموحي الثاني يأتي من خلال عائلتي والتي أملي أن تستمر بذات الدرب التي خططنا لها

أعتقد بأننا كأقلية دخلنا في تحدي واضح وعرفنا أن العلم هو مفتاح حياتنا ونجاحنا كمجتمع عربي ولكي نجد لنا في هذه الدولة مكانا يعجبني ايضا أن مجتمعنا يفتخر بكونه عربيا فلسطينيا ولا نخبئ ذلك

لا تعجبني الطائفة والتي لم تكن من قبل عندما كنت طفلة ولم أكن أشعر بذلك رغم أنني جئت من بلدة صغيرة فيها جميع الطوائف من دروز ومسلمين ومسيحيين وقد تعودنا أن نعيش كإخوة في أحياء مختلطة ولم نشعر يوما بأننا مختلفين

تأتي نسرين مرقس من بيت له تجربة واسعة في التعامل مع الناس وقضاياهم، يحملون هموم الناس ويعملون على حلها وتقديم الأفضل لأهلهم وإخوانهم في بلدهم. يسألونها أحيانا "كيف استطعت الإستمرار بعملك وعدم اليأس رغم الظروف؟" القاسية فتوضح بأنها "جزء من عائلة تعمل دائما لصالح الجماهير ونمت وترعرعت في بيت عرف أن الخدمة الجماهيرية هي واجب انساني".


نسرين مرقس

نسرين مرقس ابنة نمر مرقس رئيس مجلس كفرياسيف سابقا، وزوجة لمجيد بلان مراقب بلدية الناصرة حاليا، وتعمل مديرة للمركز الجماهيري في حي الحليصة في حيفا، وهي أم لولدين تسكن في نتسيرت عيليت وعملت في العمل الجماهيري والتربوي وبقيادة مشاريع تربوية. نسرين تحدثت بإسهاب عن موقفها من التعددية الطائفية داخل الأقلية العربية، وأنها "جزء من الفكر الذي يتحدث عن واجب المشاركة والوحدة ومنع عملية الفرز بين أبناء المجموعة الواحدة رغم الفوارق في المعتقدات الدينية".

العرب: من انت واين تعلمت؟
نسرين: أعمل منذ ما يقارب ثلاث سنوات مديرة لمركز جماهيري في الحليصة أسسته بنفسي وقمت ببنائه خطوة خطوة، فعندما وصلت الى هذا العمل لم أعرف أنني سأدير مركزا لم يكن موجودا بتاتا لكنني قبلت هذا التحدي الكبير، فقد عملت في الماضي كمديرة لمشاريع تربوية في مجال الديمقراطية وحل النزاعات وكنت أدرب مرشدين في هذا المجال في بلدان واسعة. درست علم الاثار واللغة العربية في جامعة بئر السبع وبعد ذلك تخصصت في موضوع توجيه المجموعات في جامعة حيفا. بدايتي كانت في كفرياسيف ولها محبة خاصة في قلبي.

العرب: وماذا مع العائلة؟
نسرين: زوجي مجيد بلان يعمل في بلدية الناصرة مراقبا، وولدي أصبحا كبيرين. فجريس يتعلم للماجستير في جامعة حيفا وهو في طريقه الى امريكا لإكمال دراسته العليا، أما ابني نمر فقد أنهى الصف الثاني عشر وينتظر أجوبة من الجامعات لقبوله للتعليم العالي.

العرب: ما هي طبيعة عملك؟
نسرين: أعمل بصورة مكثفة كوني أبني مركزا جماهيريا جديدا لم يكن موجودا ولم أبدل أحدا، فقد انطلقت من نقطة الصفر وفي كل مرحلة افتتح فيها مشروعا جديدا وأقوم بتجنيد الميزانيات لهذا العمل مقابل البلدية وشركة المراكز الجماهيرية والجمعيات. أقوم ببناء أطر جديدة في حارة الحليصة ودائما أتعلم وأدرس الأمور والإحتياجات وبعدها أبني خطة العمل والتي بموجبها سأقدم الأفضل لهذه الحارة وأهلها والذين أحترمهم بصدق وأقدرهم وأخدمهم بإخلاص، وأملي كبير أن يصل ابناؤهم الى أفضل المراحل التعليمية.

العرب: ما هو دورك في دعم الشبيبة في الحليصة ؟
نسرين: دوري ما زال صغيرا وفي بدايته لكنني أحلم بأن يكبر وأن أقدم وأبني الأطر التربوية لهذه المجموعة من أجل قضاء ساعات الفراغ بصورة ناجحة، وليعرفوا أن هنالك أمورا كثيرة في العالم يستطعون الوصول اليها. نحن نقدم الإثراء والدورات لتوسيع الآفاق والأمسيات التي نقدمها للشباب والمخيمات الصيفية، وجميع هذه الفعاليات تهدف الى رسم مشوار رائع لهؤلاء الشباب والذين يعرفون أنه يجب قضاء أوقات الفراغ بصورة ناجعة وليعرفوا أنهم ينتمون الى حي له تاريخ ويستطيعون الإفتخار به وبعراقته من خلال البحث عن الجذور والتاريخ الماضي، وذلك يتم من خلال المخيمات والفعاليات التي نوفرها بكل فخر وإعتزاز وبالتواصل مع المسنين والقياديين.

العرب: هل انت مرتاحة من النتائج حتى الآن؟
نسرين: صعب أن أستكفي بما وصلنا اليه حتى الآن وأطمح دائما للأفضل والأحسن، ولذلك أنا غير راضية حتى الآن وأتطلع الى أن يخدم هذا المركز أكبر نسبة من الأبناء وليصبح مؤسسة تخدم ايضا شباب من أحياء اخرى، أنا أطمح لأن يتوسع هذا المركز وأن لا يبقى في غرف مستأجرة ويجمع بداخله فعاليات واسعة مع قاعة رياضية لنستطيع تقديم أفضل الخدمات. لا يمكن أن نقيم فعاليات في ملجئ وغرف مستأجرة ونحن بحاجة لدعم أكبر من أجل زيادة العطاء، ولولا دعم البلدية لكان الوضع سيئا جدا فقد حصلنا على ميزانيات أفضل وأكبر من السنين الماضية وتضعنا البلدية في أول سلم الأفضليات من الناحية المهنية والمعنوية والمادية.

العرب: ماذا يعجبك في المجتمع العربي؟
نسرين: هنالك الكثير من الأمور التي تعجبني في مجتمعنا وأولها أننا نهتم ببعضنا وبحياتنا الأسرية وتقديم المساعدة الواحد للآخر، وأعتقد أنها الغيرة والحرارة في علاقتنا من أجل دعم الواحد للآخر والتواصل معا. أعتقد بأننا كأقلية دخلنا في تحدي واضح وعرفنا أن العلم هو مفتاح حياتنا ونجاحنا كمجتمع عربي، ولكي نجد لنا في هذه الدولة مكانا. يعجبني ايضا أن مجتمعنا يفتخر بكونه عربيا فلسطينيا ولا نخبئ ذلك.

العرب: ماذا لا يعجبك في مجتمعنا؟
نسرين: لا استطيع أن أكون ناقدة لمجتمع كبير كمجتمعنا، وأنا واحدة من هذا المجتمع وقد أقوم بأمور سلبية ايضا وقد أنتقد من قبل الآخرين. لا تعجبني الطائفة والتي لم تكن من قبل عندما كنت طفلة ولم أكن أشعر بذلك رغم أنني جئت من بلدة صغيرة فيها جميع الطوائف من دروز ومسلمين ومسيحيين، وقد تعودنا أن نعيش كإخوة في أحياء مختلطة ولم نشعر يوما بأننا مختلفين. ما يحصل منذ عشرين عاما أن هنالك فرز واضح للطوائف والذي يتجلى في الأفراح والأتراح، ولم نعد نلاحظ المشاركة من قبل الطوائف جميعها إنما يقتصر الأمر على من يتبع للطائفة المعينة ويهمه الأمر، وهذا أمر صعب، فأنتم الشباب الصغار لم تعيشوا الفترة التي نتحدث عنها نحن. البيوت كانت مفتوحة بين ابناء البلدة الواحدة وذلك ما لا نشعر به اليوم، فحتى طريقة الحديث وتعريف الإنسان أصبحت تعتمد على دينه، فمثلا يقال "هذا الشخص الدرزي وهذا المسيحي وهذا المسلم" وأنا لم أعتد على ذلك فقد تربينا في بيتنا على نهج آخر فذلك يمس بمجتمعنا حيث أصبحت الإحتفالات دينية والتعريفات دينية وكل شيء يقوم على التفكير الديني. أنا أتيت من بيت يوجد فيه ايضا رجل دين لكن لم نشعر يوما بهذا الدورـ ولم يفرض علينا أحد أن نعمل بهذه الطريقة وأنا اشعر بأننا أصبحنا نفتقد لصفة التسامح.

العرب: ما هي طموحاتك المستقبلية؟
نسرين: طموحاتي في العمل أن يُبنى مركز جماهيري للحليصة يخدم كل السكان العرب في حيفا ويتخصص بأمور معينة، وطموحي الثاني يأتي من خلال عائلتي والتي أملي أن تستمر بنفس الدرب الذي خططنا له، أملي أن يصبح الطاقم في المركز بعد خمس سنوات مجموعة من حي الحليصة ليستطيع ابن الحي أن يقدم لأهله. فهم سيصبحون الإدارة والمهنيون وبذلك ينتهي دوري بعد وأكون قد أديت رسالة مهمة في العطاء لهذا المجتمع ولهؤلاء الأهل.

العرب: من هي المرأة الناجحة في نظرك؟
نسرين: هي المرأة التي تُحدث تغييرا في منطقة معينة دون أن تفكر بأنها يجب أن تجري تغييرا، أنا لا أُفرق بين رجل وامرأة ولكن يجب أن تكون هنالك مهنية وإخلاص في العمل وهذا يؤدي الى النجاح. أنا أبحث عن محبة الناس قبل نجاحي الخاص وذلك عبر تلبية احتياجات مجتمعي، فالناجح لا يرفع يديه عند الوصول الى العقبات إنما يستمر بالتقدم ولا يستسلم أمام الظروف القاسية. النجاح دائما يأتي من خلال العمل بشراكة وليس بصورة ذاتية وكلما توسعت دائرة الشراكة يزداد النجاح.

مقالات متعلقة

.