الشخصيات المشاركة دعت الى العمل من أجل صيانتها وتعزيزها في مواجهة الأخطار المحدقة بالشعب الفلسطيني ومقدساته مؤكدة على وحدة الهدف والمصير
المطران سهيل ديواني:
البعد الاسلامي جزء لا يتجزأ من الهوية المسيحية الفلسطينية كما ان البعد المسيحي جزء لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية المسلمة
التاريخ العربي واللغة والحضارة والفكر والفلسفة والنهضة العربية الحديثة في القرن الماضي وتطلعاتنا نحو الحرية والاستقلال والعيش الآمن كلها امور سار فيها العربي المسيحي والمسلم جنبا الى جنب
أكدت شخصيات دينية وسياسية على تميز العلاقة الاسلامية المسيحية وضيعة التعايش المشترك بين الفلسطينيين، داعية الى العمل من أجل صيانتها وتعزيزها في مواجهة الأخطار المحدقة بالشعب الفلسطيني ومقدساته، مؤكدة على وحدة الهدف والمصير.
وجاء ذلك خلال حفل افطار اقامه المطران سهيل ديواني، مطران الكنيسة الانجليكانية الأسقفية في القدس والشرق الأوسط، حضره رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض، وغبطة البطريرك ثيوفولوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس، والمطران يوسف الزريعي مطران الروم الكاثوليك، ومحافظ القدس المهندس عدنان الحسيني، والشيخ عزام الخطيب مدير أوقاف القدس، ووزير الاقتصاد جواد ناجي، ووزير التخطيط محمد أبو رمضان، وزياد البندك مستشار الرئيس للشؤون المسيحية، وأحمد هاشم الزغير رئيس اتحاد الغرف التجارية، وحنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومحمد بكيرات مدير المسجد الأقصى، ورئيس أساقفة الروم الارثوذكس ارسطاخوس وممثل الكنيسة القبطية الأب انطونيوس الأورشيلمي وممثل الكنيسة الأرمنية رئيس الاساقفة نورهان مانوغيان، وعدد من رجال الدين وممثلي المجتمع المدني والقوى السياسية والفعاليات الاقتصادية.
تعزيز أواصر الأخوة
وقال الدكتور هاشم في كلمته: "نرحب بكم جميعا اجمل ترحيب في رحاب كاثدرائية القديس جورج وفي نزل الحجاح التابع لها. بنيت كاثدرائية القديس جورج الانكليكانية عام 1898 وبالترتيب مع الكنيسة الارثوذكسية الشقيقة في القدس. تتواجد مطرانية القدس في خمس دول في منطقتنا، وتدير ما يزيد عن ثلاثين مؤسسة خدماتية من مشافي، عيادات طبية ومراكز تأهيل بالاضافة الى سبعة عشر مدرسة في جميع المدن الرئيسية، وتقدم هذه المؤسسات الخدمة للجميع دون تمييز خصوصا في المناطق الاكثر احتياجا كقطاع غزه حيث المشفى الاهلي العربي ومستشفى مار لوقا الانجيلي في نابلس. يشرفنا حضوركم معنا في هذا الافطار الرمضاني والذي اصبح تقليدا سنويا يقيمه سيادة المطران سهيل دواني في كل عام وللسنة الخامسة على التوالي لتعزيز اواصر الاخوة المشتركة والتواصل بين اهلنا في القدس وفي فلسطين. واهلا وسهلا بكم ثانية وكل عام وانتم بخير".
العدل والسلام
أما المطران سهيل ديواني فقال: "اصحاب المعالي والسادة ايها الاخوات والاخوة، باسم مطرانية القدس للكنيسة الاسقفية في القدس والشرق الاوسط نرحب بكم اجمل ترحيب في شهر رمضان المبارك، فصل الصوم والعبادة، حيث نتشارك نحن كمؤمنين في واجب الصوم كل على طريقته لكن المضمون هو واحد التقرب الى الله وطلب الرحمة والمغفرة من لدنه. في كتابنا المقدس نقرأ "هذه هي ارادة الله قداستكم". والقداسة كما جاءت في الكتاب المقدس لا تعني ان يكون الانسان منزها ومعصوما عن الخطأ، ذلك لان الخطية كامنة فينا وملازمة لنا "ان قلنا اننا لم نخطىء نضل انفسنا وليس الحق فينا" فالعصمة والكمال لله وحده عزّ وجلّ. ولا تعني القداسة عدم مهاجمة التجارب لنا لان الشيطان يحاول ابدأ اغراءنا واغواءنا، القداسة تعني ان نعمل ارادة الله الصالحة لما هو خير اخينا الانسان. في علاقتنا المشتركة الاسلامية والمسيحية يجب ان تركز على البعد الايماني والعلاقة بالله الواحد خالق هذا الوجود، فنحن المؤمنين ماثلون امام الحضرة الالهية، امام الاله الواحد، نريد ان نفكر معا في واقعنا الانساني المشترك، وفي التنوع بيننا وفي مقدرتنا على تعزيز العيش المشترك. ففي صومنا وتعبدنا الاله الواحد سواء كنا مسلمين او مسيحيين يجب ان نعمق فينا القيم الدينية السماوية مثل التسامي فوق الذات وقبول الاخر واحترامه ومساعدة الذين هم اقل حظا منا في الحياة، لاننا كلنا خليقة الله ومتساوون امامه ومعا يجب ان نعمل لاقامة العدل والسلام في ربوع بلادنا المقدسة".
التاريخ العربي
وأضاف: "اجتماعنا اليوم حول مائدة الافطار تأكيد على الرسالة التي يجب ان يسمعها الفلسطيني المسيحي والمسلم وهي ان البعد الاسلامي جزء لا يتجزأ من الهوية المسيحية الفلسطينية كما ان البعد المسيحي جزء لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية المسلمة، فالتاريخ العربي واللغة والحضارة والفكر والفلسفة والنهضة العربية الحديثة في القرن الماضي وتطلعاتنا نحو الحرية والاستقلال والعيش الامن كلها امور سار فيها العربي المسيحي والمسلم جنبا الى جنب. نظرة سريعة الى واقع المجتمع العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص تجعلنا نحكم ان صيغة التعايش بين المسلمين والمسيحيين في الاراضي المقدسة هي صيغة ممتازة اذا ما قورنت ببعض المجتمعات الاخرى. ان غالبية المسلمين والمسيحيين ترفض أي صيغة علنية للتفريق بل هنالك رغبة جماعية لترسيخ الوحدة الاسلامية المسيحية لما في مصلحة الوطن وتحقيق امانيه في التقدم والازدهار. وعليه فان مؤسسات مطرانية القدس المنتشرة في مناطق المطرانية الخمس من مدارس ومستشفيات وعيادات ودور تأهيل ويزيد عددها عن ثلاثين مؤسسة يعمل المسلم بجانب المسيحي في تقديم افضل الخدمات لكل الناس دون تفرقة في مجالات الصحة والتعليم والتأهيل وهذه شهادة للحضور المسيحي الهام في هذا المشرق مهد الديانات وموطن الانبياء. وفي هذا السياق نثمن الجهد المتواصل الذي يقوم به الاخ دولة رئيس الوزراء سلام فياض في بناء دولة المؤسسات وبناء نظام ديمقراطي يقوم على الشفافية ومشاركة الجميع لما فيه مصلحة هذا الوطن . وصلاتنا ان تتحقق اماني شعبنا بالحرية والاستقلال والعيش الكريم الامن. ان هذا الشهر الفضيل يذكرنا بأهمية التكافل لمساعدة المحتاجين، العمل الانساني مكمل للعمل الديني فان محبة الله الحقيقية تأتي من محبة الانسان الذي نرى الله في وجهه وهو الذي خلقه على صورته ومثاله. ارحب بكم ثانية واتمنى للجميع صوما مقبولا وكل عام وانتم بألف خير".