الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 02:01

ليلة القرآن في شهر القرآن/بقلم:أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 14/08/12 17:44,  حُتلن: 15:24

الليلة التي أُنزل فيها القرآن، ونزلت فيها أيضا ملائكة الرحمن، ومن كل أمر سلام هي حتّى مطلع الفجر، لنعلم كل العلم، ونتيقّن كل اليقين، بأنّ ليلة نزول القرآن هي بمثابة التأكيد على دعوة المسلمين لإحيائها وقيامها لعظيم شأنها وقدرها .
يتوجّب علينا تطبيق دعوة الله تعالى إلى الخير والسلام لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن الاستعباد إلى عبادة رب العباد، لا شكّ أنّ القدر الذي أُضيف لهذه الليلة يعني التعظيم كلّه وذلك لعظم شأنها وقدرها في القرآن الكريم والمثال على كلمة القدر كقوله تعالى: (وما قدروا الله حقّ قدره).


وقدرها يكمن في نزول الملائكة فيها والسلام حتّى مطلع الفجر، إنّها ليلة الرحمات والبركات لمن أحياها وقامها إيمانا واحتسابا لوجه الله تعالى، ولقيام ليلة القدر فضل وثواب وافر لأنّ الله تعالى جعلها خير من ألف شهر فالعبادة فيها تعدل ألف شهر، أي عبادة 83 سنة فهي أعظم من كل الليالي وهذا ما بيّنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف قال :" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدّم من ذنبه".
" ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدّم من ذنبه". والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم (إيمانا واحتسابا):أي تصديقا بوعد الله تعالى بعظم الأجر والثواب للصائمين والقائمين وهذا يكمن بالحديث القدسي من رب العزّة "كل عمل بن آدم له إلاّ الصوم فهو لي وأنا أجزي به ".
وكذلك الاحتساب فهو الطمع بالأجر وجزيل الثواب من الله تعالى أمّا قوله صلى الله عليه وسلم غُفر له ما تقدّم من ذنبه معناها مغفرة الذنوب والمعاصي وما حولها إنّها ليلة القدر التي منها انطلقت دعوة الله تعالى هناك حيث غار حراء بدأت الرسالة بكلمة **أقرأ**لذلك يتوجّب على الداعية بأن يكون قارئ وملم بعلوم الدين وبالذات العبادات والمعاملات .
إنّها الليلة التي أُنزل فيها القرآن الكريم، الذي هو المنهج القويم ، والصراط المستقيم، لبناء المجتمع السليم، الذي يتمثّل بقمّة الهداية إلى أقوم السبل وأعظمها بقوله تعالى :(إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) تنزّلت التوجيهات الربانية من حلال وحرام ليكون السلوك دائم الصفاء وساطع النقاء.
محذّرا من الانزلاق في وحل المعصية والرذيلة تنزّلت التوجيهات لتخاطب الظاهر والباطن والقاصي والداني،( ربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون )، توجيهات مضيئة صوب الحق والخير، إنّ ليلة القدر ذات منزلة جليلة في الإسلام وعند المسلمين، لذلك يجب علينا أن نلتمس هذه الليلة العظيمة ذات القدر الكبير لأحيائها وقيامها وطلب الدعاء فيها،(وقال ربّكم ادعوني استجب لكم) كما قال صلى الله عليه وسلم "التمسوها في العشر الأواخر" .
ولمّ سألت عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا أقول في هذه الليلة"؟قال لها قولي :" اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنّي ".ما علينا إلاّ أن نزكّي أنفسنا في هذه الليلة العظيمة وذات القدر الكبير كي نفلح في الدنيا والآخرة بقوله تعال:
( ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها* قد افلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها*)إنها ليلة القرآن في شهر القرآن تنزّل فيها عربيا مصرّفا بالوعيد بالتقوى كقوله تعالى:) وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرّفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتّقون أو يُحدث لهم ذكرى ).
إنّ معرفة الله تكمن بالتفكّر والتأمّل في مخلوقاته سبحانه لنتأمّل بالماء النازل من السماء , والخضر والشجر الخارج من الأرض بابتهاجها وجمالها , وكذلك جمال الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي , (وجعلنا من الماء كل شيء حي) .


لننظر إلى ما بين أيدينا وما خلفنا وفوقنا وتحتنا والله الذي يتأمّل ويتفكّر في صنع الخالق سبحانه وتعالى وليتأمّل سورة الأعلى، (سبح اسم ربك الأعلى* الذي خلق فسوّى* والذي قدّر فهدى*والذي اخرج المرعى*فجعله غثاء أحيى*سنقرئك فلا تنسى*) إلى آخر الآيات.
فما علينا إلاّ أن نتمسّك بكتاب الله عز وجل الذي تنزّل في هذه الليلة ذات القدر الكبير حتّى يرفعنا الله تعالى لنكون من أشراف الأمّة ومن أصحاب قيام الليل ومن حملة القرآن في صدورنا ليتحقّق فينا قوله صلى الله عليه وسلم:"أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل، اللهم إنّك عفوّ كريم تحب العفو فأعفو عنا .آمين..آمين. 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.