يجب على الآباء والأمهات أن يقللوا من العقاب ما استطاعوا لذلك سبيلا لأن العقاب ليس هو وسيلتنا ليتعلم أبناؤنا ما نريده ولنصبر على ذلك كله
الضرب .. الصفع .. الرقع .. الجلد ... إعطاء علقة ساخنة .. سمه بأي اسم شئت، ولكنه في الحقيقة لا يعنى سوى شيء واحد، وهو أن الآباء ما زالوا في حاجة إلى تعلم الكثير بعد أن فقدوا السيطرة على أنفسهم .
صورة توضيحية - تصوير: Think Stock
يخطىء الطفل فينهال عليه أبوه وأمه ضربا ، فيهرب إلى سريره وينام بحسرته ، وما تلبث الأحلام المزعجة أن تداهمه فيستيقظ فزعا .. هذا مشهد يتكرر في كثير من بيوتنا ... وأكثر العائلات تتبع مبدأ العقاب بالضرب لتربية الطفل . رغم أن بعض الأبحاث العلمية أثبتت أن هذه الوسيلة عديمة الجدوى ، ولا ينتج عنها سوى اضطرابات نفسية وجسدية وعقلية قد تصيب الأطفال، فتحد من نشاطهم وقدراتهم وحيويتهم، وقد تؤثر على درجة ذكائهم، بل إن بعضها قد يترك آثاره الدائمة على أجساد أولادنا من عاهات وغيرها .
عقوبة شديدة
إضافة إلى أن استخدام العقوبات المتكررة للطفل خاصة في بداية التعلم أي في مرحلة الروضة أو بداية المرحلة الابتدائية قد يؤدي إلى حدوث صعوبات في العلم لدى الطفل ، كما أن مبدأ العقوبة الشديدة قد يصنع عند الأبناء شعورا بالنقمة وحب الثأر من المعاقب ولو كان ولده .. ولقد لفت "ابن خلدون" النظر في مقدمته إلى مساوىء استعمال الشدة في التربية، فقال: "من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به إلى القهر، وضيق على النفس في ابنساطها، وذهب بنشاطها، ودعا إلى الكسل، وحمل على الكذب والخبث خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه، علمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقا وفسدت لديه معاني الإنسانية".
سمة العنف
إن استمرارنا في ضرب أبنائنا يجعلهم يعتقدون بعد فترة أن الضرب هو أحد وسائل التفاهم بين البشر، لأنه ليس معقولا أن يكون كل هذا الضرب من قبل الآباء الذين يدعون أنهم يحبونهم عقابا، لابد أن الضرب هو أحد اللغات المعتمدة بين بني البشر للتفاهم فيبدءون في التفاهم مع بعضهن البعض بالضرب، ثم مع أقرانهم ثم مع آبائهم ، ثم يتحول العنف إلى سمة من سمات حياتهم ، فنحن الذين زرعناه وساعدنا على نموه .
معالجة المشاكل الناشئة
إننا ننسى أننا نحن المربون المسؤولون عن تربية أبنائنا، لذا لا يصح أن نشكو بحيث تبدو تصرفاتنا وكأنها رد فعل لتصرفاتهم .. من الكبير ؟ ! من المسؤول ؟ ! من المطلوب منه التحكم في تصرفاته . هل الأطفال الصغار أم الكبار؟ ! إننا يجب أن نفهم أطفالنا حتى نستطيع التعامل معهم ، فإستخدام الشدة في التربية إذا وسيلة غير ناجحة في التربية، ولا يمكن أن تعالج أخطاء الأبناء، وقد برهنت هذه الوسيلة على فشلها الذريع في معالجة المشاكل الناشئة، لأنها ليست الأسلوب العقلاني الإنساني الذي يمكنه أن يضع حدا نهائيا لأكثر سلبيات الأولاد. وأمام فشل هذه الوسيلة علينا أن نبحث عن الطرق التربوية الناجحة التي يمكنها أن تضع حداً لكل ما يرتكبه الأولاد من أخطاء وسلبيات.
التربية عملية صعبة
لذا يجب على الآباء والأمهات أن يقللوا من العقاب ما استطاعوا لذلك سبيلا ، لأن العقاب ليس هو وسيلتنا ليتعلم أبناؤنا ما نريد ، ولنصبر على ذلك كله ، لأن التربية عملية صعبة طويلة مستمرة ، ولأن تغيير وتعديل السلوك يحتاج إلى شهور مع الإصرار على هذا التغيير والتعديل . ورحم الله من قال " لا أستعمل سوطي ما دام ينفعني صوتي ، ولا أستعمل صوتي ما دام ينفعني صمتي" .
موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net