مرعي حيادري في مقاله:
قتلوا رئيس جمهورية كاملة في التعاون مع امريكا التي خططت مع من هم في الحكم اليوم ولكن دون اي شيء يحرز او يقدم لشعب العراق
لم نعد كبشر قادرين على الفصل بين الأصح والخطأ ومعرفة إن كان هناك مايسمى القمح والزيوان أم هو الشعير الذي لا تأكله إلا البغال من الرؤساء العرب
سوريا هي الأم والقلب والوطن والشام تاريخنا العريق أزليا وسيتبقى بهيبتها ونظامها من خلال تكاتفها شعبا وجيشا ضد كل ما يحاك من مؤامرات من تلك الانظمة البائدة
الثورات العربية التي تزحف بخريفها السلفي من مكان لآخر غربا ومشرقا هي مجرد تخطيط وإستراتيجية موضوعة من اجل عدم استقرار الاوضاع والرجوع الى الوراء اكثر
سألني احد الاصدقاء ونحن نتمشى سويا بعيدا عن الناس، ووسط جبلين كبيرين وبينهما واد واسع وطويل ، يمتد مسافة العشرات من الكيلومترات وسرعان ما قطعنا تلك المسافات دون أن نشعر في الوقت مع الحوار متجاوزين حدود المسافات مع الزمن ، أنينا وتأوها وحزنا رهيبا على ما يحدث لأمتنا العربية من المحيط العربي الغربي والى مرابط خيولنا العربية في الخليج ألعربي ومع بداية غروب اشعة الشمس وحوارنا المسترسل ودون أن نشعر بوقتنا فعلا قطعنا شوطا لا بأس به من تلك المسافات (الكيلومترات) وبنا الرغبة والشوق لإكمال مشوار حياتنا نحو غد أفضل واجدى وانفع، لما فيه مصلحة امتنا العربية وما ينتابها من تشرذم وسبات لا يطاق إطلاقا حيث لم نصل لنتيجة تحليل الموت البطيء لهذه الامة العربية والإسلامية في تغيير معالمها وفقدان حضارتها ، بين الاوراق والدساتير الحياتية المفقودة عبر هذا الزمان والغدر الذي ينتابنا من أقرب الناس لنا عربا وإسلاما
ومن خلال المشي والهدوء الذي بدأ يخيم علينا.
غياب خيوط الشمس
مع اختفاء أشعة الشمس وغروبها ، تكزني صديق حيث شردت قليلا متأملا غياب خيوط الشمس والظل الذي بدا يحل علينا اثناء السير، فعاودنا الحوار متسائلين عما يدور في اروقة العالم العربي ، وما تمر به البلاد العربية من فوضى لا مثيل لها والغدر الحاصل من اقرب الناس لأخوة لهم في الشق الاخر من الوطن وإذا بصديقي يقول لي .. هيا لنتحرك اكثر حيث بدت العتمة تلاحقنا والفضاء على وشك ان ينحسر وينقطع، فهممنا في المشي خطوات اكثر استعجالا، ومع ان النظر مع الغروب بات رائعا في هدوئه وسكينته وجمال اشجار البلوط والخروب ورونقه يضفي علينا رونقا، وتاريخا فلكلوريا عريقا لمن سكنوا تلك الاماكن وعابروها خلال الحروب والتاريخ المدون سابقا.
متى ستنتهي قضايانا العربية؟
تناقشنا وتحاورنا واستمرينا في الحديث حتى باتت الطريق على وشك الانتهاء سبرا وإذا بصديقي المحاور يقول لي_ يا أخي متى ستنتهي قضايانا العربية خلافا ونفاقا وتشرذما ؟؟ ألا ترى أن ما حصل في العراق بلاد الرافدين ، قد اضحت تاريخا يدون ويكتب ، ولكن دون فخر أو اعتزاز ، فقد قتلوا رئيس جمهورية كاملة في التعاون مع امريكا التي خططت مع من هم في الحكم اليوم .. ولكن دون اي شيء يحرز او يقدم لشعب العراق وكل ما سمعناه من حجج واهية لضرب وتشريد ابناء العراق ووضعها الحالي وبدويلاتها الثلاث والتقسيم الطائفي ، كان مبرمجا ولا أساس لصحة ما اشيع عن (الكيماويات اطلاقا)؟؟!! وما حدث في الصومال من قبل امريكا هو نفس المخطط ، وما فعلته امريكا وحليفاتها في السودان ، امر في قمة التمييز والعنصرية والتقسيم الطائفي ، لكسب الثروات الطبيعية منها، في ما يسمى (دولة جنوب السودان)..؟!
خريف سلفي
ألا ترى أن الثورات العربية التي تزحف بخريفها السلفي من مكان لآخر غربا ومشرقا ، هي مجرد تخطيط وإستراتيجية موضوعة من اجل عدم استقرار الاوضاع والرجوع الى الوراء اكثر وهنا وضعفا في الاقتصاد والخلخلة في النظام والحكم حتى يرتبون اوراقهم على ضعف الزعماء المنافقين والمداهنين والموالين لهم؟؟ فيا ترى ليبيا ماذا يحدث لها اليوم ؟؟ فوضى عارمة وحر وبات قبائل وطوائف ، (حلة حكم) ومن المستفيد امريكا وحلف الناتو ومن يؤيده... سرقة ثرواتها الطبيعية، وعدم استقرارها والعودة لما كانت عليه، ستكون سنوات طويلة؟! وبالطبع هذا ما ينطبق على اليمن وعلى مصر والدور آت على المتعاونين مع الولايات الامريكية؟!.
الظلمة والنهار
قطعنا شوطنا وقاربنا على الانتهاء تقريبا وبدأ الظلام يحل علينا ، ولكن حوارنا جعلنا ننسى الفرق بين الظلمة والنهار، لأن الحياة الانسانية على وجه البسيطة أضحت قابلة للتغيير في الجنون والفنون ، وأصبحوا العقلاء مجانين ، والعكس هو الصحيح .. ولم نعد كبشر قادرين على الفصل بين الأصح والخطأ ، ومعرفة إن كان هناك مايسمى القمح والزيوان أم هو الشعير الذي لا تأكله إلا البغال من الرؤساء العرب ، وغير قادرين على مضغة ولكن اسيادهم يجبرونهم على مضغ الفول القبرصي الاكل المحبذ للحمير ، والشعير المرغوب فيه اكلا مفضلا عند البغال.. فسمعت قهقهة صديقي عاليا لمن اتكلم عن وضعي في واقعنا المحزن والمأساوي فحتى نحن العقلاء والكتاب والمفكرين ، اصبحنا لا نميز ، وغير قادرين على معرفة تلك الخروق الانسانية والرئاسية والملوكية والأميرية... طاعة لأسيادهم من اجل البقاء في العرش ؟!.
تفاقم الوضع في سورية
وقبل أن نصل الى نهاية المسار وبالقرب من الوصول للشارع الرئيسي نحو القرية الهادئة التي كانت تاريخا وأصبحت اليوم مدينة تعج بالضوضاء وعدم الهدوء والسكون قديما، قال لي رقيقي الم ترى أن الوضع في سوريا اخذ في التفاقم لما يحاك ضد نظامها القومي والوطني من مؤامرات غربية وعربية للآسف فأجبته سوريا هي الأم والقلب والوطن .. والشام تاريخنا العريق أزليا وسيتبقى بهيبتها ونظامها ، من خلال تكاتفها شعبا وجيشا ضد كل ما يحاك من مؤامرات من تلك الانظمة البائدة التي تنتظر دورها اجلا ام عاجلا من نفس الحلفاء الغربيين المتعاونين معهم اليوم.
التعاون مع الغرب
فهم يخططون لسوريا، تماما كما خططوا للعراق .. التقسيم الى دويلات وطوائف ألم تلاحظ أن سياسة التقسيم الطائفي التي تحاك ضد دولنا العربية هي نفسها تخطيط متعاون مع الغرب ومن ألعرب وهي دليل واضح على قلة الوعي والإدراك لما حصل في دول ومواقع اخرى ؟؟!! ولكنها لم ولن تحدث في قلب سوريا الشام والأصالة والوحدة الكاملة والمتكافلة وبأذن الله سينتصرون على العملاء والمرتزقة والمأجورين.. تصافحنا لنودع بعضنا على الحوار الذي كان لا بد وان نتحدث فيه ، لأنه امر الساعة والحدث ، وما يقلقهم هناك يقلقنا هنا كعرب في المغرب والمشرف وودعنا بعضنا على أمل اللقاء في مسار أخر لنكمل مشوارنا المستقبلي تحليلا .. متى سيتوقف نزيف الدم العربي ومتى وكيف؟!!
وان كنت على خطأ اعزائي وقرائي صححوني.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net