البروفيسور تمار هرمان:
تقييم وضع إسرائيل الاقتصادي يميل إلى أن يكون تقييمًا إيجابيًّا
أغلبية اليهود يفخرون بإسرائيليتهم (89.1%) أما عند العرب فإن هذا الشعور أكثر انخفاضًا (44.5%)
تقييم الوضع عند اليهود أفضل بقليل إذ إن 38.4% منهم يقيّمون الوضع على أنه جيد مقابل 37.1% عند العرب
أغلبية اليهود (58.3%) يعتقدون أنه لا إجحاف بحق العرب بينما تعتقد أغلبية من العرب (74.9%) أن هنالك إجحاف بحقهم
اكتشفنا أن الشعور بالانتماء القوي إلى الدولة ومشاكلها عميق جدًّا لدى اليهود (72.9%) وسطحي جدًّا لدى العرب (27.7%)
بالرغم من الاوضاع الاقتصادية وموجه الغلاء التي تجتاح البلاد منذ اكثر من عام في الوسطين العربي واليهودي وفي ظل هذا التصعيد في الغلاء، الا ان البروفيسور تمار هرمان والتي ترأست الطاقم الذي قام بتحضير مؤشر الديمقراطية للعام 2012 تعتقد ان الوضع ما زال ايجابيا، وقال هرمان تتحدث لموقع العرب :"إن تقييم وضع إسرائيل الاقتصادي يميل إلى أن يكون تقييمًا إيجابيًّا. تقييم الوضع عند اليهود أفضل بقليل إذ إن 38.4% منهم يقيّمون الوضع على أنه ”جيد" مقابل 37.1% عند العرب، ويقدّر 41.1% من اليهود ذلك الوضع على أنه "نص- نص" مقابل 37.7% من العرب. 19.1% فقط من اليهود يقيّمون الوضع على أنه "سيء" مقارنة بـ 24.6% من العرب".
البروفيسور تمار هرمان
هذا وجاءت تصريحات تمار هرمان في مقابلة خاصة لموقع العرب وصحيفة كل العرب حور نشر معطيات استطلاع مؤشر الديمقراطية للعام 2012، وتم إجراء الاستطلاع من قبل طاقم تترأسه البروفيسورة تمار هرمان، في إطار مركز غوطمان في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية. تم جمع المعطيات من قبل معهد ب. ي. ويلوسيل كوهن لأبحاث استطلاعات الرأي العام، جامعة تل أبيب، منذ منتصف شهر نيسان وحتى منتصف شهر أيار 2012. شملت العيّنة هذا العام 1025 شخصًا أُجريت معهم مقابلات، منهم 834 يهوديًّا و 191 عربيًّا، وهي عيّنة تمثيلية قطرية عشوائية للبالغين فوق سن 18.
اغتراب مدني عميق
وتقول هرمان في مستهل حديثها :"لا تبدو، في تقييمات الجمهور للوضع السياسي والمستقبل المتوقع لإسرائيل، إشارات تدهور ملحوظة مقارنة بالعام الفائت. تشير المعطيات، في هذه السنة أيضًا إلى قدر غير قليل من عدم الرضا، وخاصة من أداء السياسيين والأحزاب. إلا أنه عند قياس هذه الأمور، لم نكن بصدد الحديث عن اغتراب مدني عميق بما فيه الكفاية من النظام، لينشأ ضغط فعّال من الأسفل يؤدي إلى حدوث تغييرات جذرية في البُنى والعمليات السلطوية". وحول رأي المواطنين في مستقبل اسرائيل تقول هرمان :"نسبة المتفائلين فيما يتعلق بمستقبل إسرائيل في المجتمعين اليهودي والعربي (78.8% في الوسط اليهودي و 60.2% في الوسط العربي) وترتفع بشكل واضح مقارنة بنسبة المتشائمين". وحول نتائج اداء الحكومة تقول تمار هرمان :"يميل تقييم أداء الحكومة إلى أن يكون سلبيًّا: تعتقد الأغلبية من اليهود والعرب على حد سواء، أن الحكومة تعالج مشاكل الدولة بشكل غير لائق (60% في الوسط اليهودي و 53.9% في الوسط العربي). أما مستوى اهتمام الإسرائيليين، من اليهود والعرب، بالسياسة مرتفع (68.7% في الوسط اليهودي و 57.1% في الوسط العربي).
تغيير سلم الأولويات الحكومية
وتضيف هرمان تقول :" تشعر الأغلبية في المجتمعين اليهودي والعربي أن قدرتها على التأثير في سياسات الحكومة قليلة أو أنها غير موجودة بتاتًا (61.5% في الوسط اليهودي و 68.6% في الوسط العربي). فيما ان أغلبية اليهود والعرب قد صرّحوا أنهم يؤيّدون أو أنهم أعضاء في أحد الأحزاب (77.2% في الوسط اليهودي و 65.4% في الوسط العربي). أكثر بقليل من ثلث اليهود (39.6%) وفقط 27.7% من العرب يشعرون أنه يوجد اليوم حزب يمثل وجهات نظرهم تمثيلا جيدًا". أما شكل المشاركة السياسية التي تعتبر مؤثرة جدًّا عند اليهود والعرب على حدّ سواء تقول تمار هرمان :"هو التصويت (61.9% في المجتمع اليهودي و 54.9% في المجتمع العربي). أمّا بالنسبة لاستخدام القوة فإن قلّة قليلة فقط من اليهود (10.8%) تعتبره شكل المشاركة الأكثر تأثيرا وهذه النسبة أقل عند العرب (21.5%)". وتضيف هرمان تتحدث في هذا الصدد , وتقول :"من بين العوامل المؤثرة على اليهود بالنسبة للحزب الذي يصوّتون له، اكتشفنا أن لزعيم الحزب التأثير الأكبر (28.4%)، ويليه ما حقّقه الحزب في الكنيست السابقة (21.1%). أما عند العرب، فكان العامل الأكثر تأثيرًا هو البرنامج الحزبي (22%) ويليه ما حقّقه الحزب في الكنيست السابقة (15.2%)". وتكمل هرمان تتحدث عن ابرز المعطيات وتقول :"أما بالنسبة للاحتجاجات فتشير المعطيات في مؤشر الديمقراطية لعام 2012 الى ان هنالك أغلبية بين اليهود والعرب تقدّر أن الاحتجاجات قد نجحت في تعزيز الموضوع الإعلامي والوعي الجماهيري للمشاكل الاجتماعية-الاقتصادية، ولكنها أقل نجاحًا في تغيير سلم الأولويات الحكومية. وفي إضعاف مكانة أصحاب رؤوس الأموال. تتحفظ الأغلبية من اليهود والعرب من فكرة الزعيم القوي (62.6% في المجتمع اليهودي و 53.9% في المجتمع العربي). وتوافق أغلبية (52.6%) العيّنة من اليهود على ضرورة منع كل من يلقي خطبة من إبداء انتقاد لاذع للدولة بشكل علني. أما عند العرب فإن الأغلبية تعارض مثل هذا المنع (68.6%).
التوتر العربي اليهودي
بالنسبة لتصنيف حدة التوترات في المجتمع الإسرائيلي، يتصدّر رأي اليهود والعرب في هذا السياق التوتر بين اليهود والعرب، ويليه: التوتر بين العلمانيين والمتدينين. وتقول هرمان :"اكتشفنا أن الشعور بالانتماء القوي إلى الدولة ومشاكلها عميق جدًّا لدى اليهود (72.9%) وسطحي جدًّا لدى العرب (27.7%). أغلبية اليهود (58.3%) يعتقدون أنه لا إجحاف بحق العرب بينما تعتقد أغلبية من العرب (74.9%) أن هنالك إجحاف بحقهم. أغلبية اليهود يفخرون بإسرائيليتهم (89.1%) أما عند العرب فإن هذا الشعور أكثر انخفاضًا (44.5%). ويقدّر العرب أن إسرائيل هي صهيونية أكثر من اليهود (68.6% عند اليهود و 56.3% عند العرب). يريد اليهود والعرب، على المدى البعيد، العيش في البلاد (87% في اوساط اليهود و 90.7% عند اوساط العرب). معظم اليهود الذين أُجريت معهم مقابلات (62.5%) يعتقدون أن قيادات المجتمع العربي أكثر تطرفًا في انتقادها للدولة من سائر المجتمع العربي، بينما قلة فقط من المجتمع العربي تعتقد ذلك (20.4%) بينما تعتقد الأغلبية غير ذلك، لأن القيادة تمثل الآراء السائدة (37.7%) أو أنها حتى أكثر اعتدالًا من المجتمع العربي (36.1%). فيما يمنح العرب علامة لمستوى التضامن لدى المجتمع اليهودي الإسرائيلي أقل من العلامة التي يمنحها اليهود (5.4 في المجتمع العربي و 6.2 في المجتع اليهودي). هذا وتتصدر ترتيب المؤسسات، التي يثق الجمهور العربي بها، المحكمة العليا (78%) ووسائل الإعلام (59.7%) بينما يضع المجتمع اليهودي في صدارة الترتيب جيش الدفاع الإسرائيلي (94.2%) ورئيس الدولة (84.3%).
احتجاجات اجتماعية اقتصادية عنيفة
وتضيف تمار هرمان وتقول :"ان نشاط العرب في المنظمات المدنية أكثر بقليل من نشاط اليهود (15.7% في المجتمع العربي و 8.8% في المجتمع اليهودي). الأغلبية في المجموعتين ليست نشطة. عدد أكبر من اليهود صرّحوا عن مشاركتهم في احتجاجات صيف العام 2011 (27.6% في الوسط اليهودي و 15.7% في الوسط العربي)". أما بالنسبة للبعد والمجالات الاجتماعية تقول البروفيسور تمار هرمان :"هنالك أغلبية في الجمهور العربي ممن يعتقدون أن إسرائيل ستكون قادرة على حماية نفسها من الناحية العسكرية الأمنية على المدى البعيد (62.8%) وأنه قد تثور احتجاجات اجتماعية - اقتصادية عنيفة (71.7%). ونصف المجيبين العرب تقريبًا ينسبون أنفسهم إلى مجموعة اجتماعية قوية أو قوية بما فيه الكفاية (49.2%). وتدعم أغلبية من العرب واليهود التمييز الإيجابي الذي يقضي بأن يكون ثلث كل قائمة مرشّحين حزبية لانتخابات الكنيست من النساء (68.1% عند العرب و 62.9% عند اليهود).