يوسف شدّاد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:
ظاهرة الاعتداء على المقدسات المسيحية والإسلامية ليست مجرد حدث عابر إنما هي تصرف حيواني يكشف مخططا غير مسبوق للنيل من العرب
العنصرية تتفشى في جسد اسرائيل وتتنامى وأحداث عنصرية كثيرة متنوعة يمكن رصدها في كل مرافق الحياة في البلاد في الشارع والمقهى والمطعم والحافلة والمؤسسات الرسمية والتعليمية والتربوية وفي المجمعات التجارية وفي أماكن الاستجمام وفي الملاعب وفي كل مكان!
في كل مرة نصف اعتداء عنصريا على العرب بأنه " تتويج " للعنصرية بحقنا نفاجئ بشدة العنصرية والكراهية في الحدث الذي يليه
الاستنكار الصادر من قبل قادة اسرائيل والشخصيات الحكومية الرسمية والأمنية مهم وهو حاضر ولكن أين التطبيق الميداني لمجابهة هذا السرطان ؟
العنصرية في اسرائيل ستظل ترتدي زيا رسميا ما دامت هذه الإجراءات مغيبة وهذا ما يحرج اسرائيل في المحافل الدولية
انظروا الى الكنيست والعنف اللفظي والجسدي (أحيانا) الغارقة فيه حتى أذنيها ولا تنسوا أن الناخب هو من أختار ديمقراطيا تركيبة هذا البرلمان وستجدون أوجه الشبه لما يحدث في الكنيست والشارع الاسرائيلي
قبل فترة وجيزة مزق اليميني المتطرف بن آري الانجيل امام عدسة الكاميرا بكل فخر واعتزاز مظهرا أبشع الصور التي تكفي لأن يقوم مستوطن معتوه بتنفيذ اعتداء آثم على عرب أو مقدسات اسلامية أو مسيحية لمجرد أنه رأى هذا الضال وهو يمزق الانجيل
إنها بداية لصراع ديني يشن من جهة واحدة على المواطنين العرب من قبل المتطرفين في المجتمع الاسرائيلي مستغلين الصمت الرسمي وهو الصراع الذي لا يمكن لنا أن نكون ضلعا فيه لأن ديانتنا وأخلاقنا وعقيدتنا لا يسمحون لنا بذلك ولأننا ننادي ونؤمن ونطبق التعايش السلمي بين كل الأديان
نحن غارقون في همومنا اليومية وقياداتنا مصابة بحالة التشرذم وأفقنا يفتقد للموقف الموحد في المطالبة بحقوقنا المدنية والسياسية وهمومنا الاقتصادية والاجتماعية تكاد تقضي علينا وما زلنا في جدل حول لجنة المتابعة للجماهير العربية وتركيبتها وطريقة انتخابها وإصدارها للقرارات ما يعني أن مرجعيتنا في القضايا المصيرية تهتز
ما زلنا نفكر كيف سيغطي راتبنا الشهري مصاريف المنزل وفاتورة الكهرباء والمياه في ظل الغلاء الجنوني في الأسعار وكيف سنسد ديوننا في البنوك وكيف سيكفي راتبنا ثمنا للوقود والخبز وكيف سنتغلب على عادة السحب الزائد من حسابات البنوك (المينوس) أما مصيرنا فيبقى بعيدا عن سيطرتنا
إن ظاهرة الاعتداء على المقدسات المسيحية والإسلامية هي ليست مجرد حدث عابر ، وليست جناية فقط وليست ظاهرة يتم القضاء عليها ومحاربتها بالقانون والاعتقالات وفرض الحراسة على بيوت الله ، إنما هي تصرف حيواني مقزز حاقد أقل ما يقال عنه أنه نابع من كراهية عمياء، تسري في دماء منفذيها، يكشف مخططا غير مسبوق للنيل من العرب من خلال مقدساتهم وترهيبهم بأبشع الوسائل ليشككوا في وجودهم على تراب هذه البلاد.
ممارسات حيوانية بحق المواطنين العرب
لقد شهد عام 2012 تصعيدا خطيرا على مستوى الممارسات الحيوانية بحق المواطنين العرب في البلاد ومقدساتهم ، تخللت اعتداءات على رموز الديانتين المسيحية والإسلامية كان آخرها دير اللطرون وانتهاك حرمة المسجد الكبير في بئر السبع ، اضافة الى الاعتداءات على العرب من قبل يهود متطرفين ، وسبق أن كتبت في مقال سابق لي أن من لا يعجبه الآن صوت الآذان ( عضو الكنيست انستاسيا ميخائيلي وزمرتها وجابسو رئيس بلدية نتسيرت عيليت وحاشيته) ستزعجه أصوات أجراس الكنائس عندما ينال من الأول وهذا ما يحاول هؤلاء تحقيقه.
العنصرية تتفشى في جسد اسرائيل
العنصرية تتفشى في جسد اسرائيل وتتنامى، وأحداث عنصرية كثيرة متنوعة يمكن رصدها في كل مرافق الحياة في البلاد. في الشارع وفي المقهى وفي المطعم وفي الحافلة وفي المؤسسات الرسمية والتعليمية والتربوية وفي المجمعات التجارية وفي أماكن الاستجمام وفي الملاعب، وفي كل مكان!.
وفي كل مرة نصف اعتداء عنصريا على العرب بأنه " تتويج " للعنصرية بحقنا، نفاجئ بشدة العنصرية والكراهية في الحدث الذي يليه، ما يجعلنا نتساءل الى أية درجة من التطرف والتعصب سيصل هؤلاء العنصريون في الاعتداء المقبل ؟.
مؤشرات خطيرة
ما من شك أن الحالة العامة تظهر مؤشرات عنصرية خطيرة تلقي بها حكومة اسرائيل الى الهامش، غير آبهة باقتلاعها من جذورها لتطهير المجتمع من آفات لها اسقاطات بذيئة على الحياة اليومية في البلاد. فالاستنكار الصادر من قبل قادة اسرائيل والشخصيات الحكومية الرسمية والأمنية مهم وهو حاضر ، ولكن أين التطبيق الميداني لمجابهة هذا السرطان ؟ وأين سلطات الدولة وأذرعها لعلاج هذا الهجوم الشرس على مقدسات العرب في البلاد؟.
العنصرية بزي رسمي
إن العنصرية في اسرائيل ستظل ترتدي زيا رسميا ما دامت هذه الإجراءات مغيبة، وهذا ما يحرج اسرائيل في المحافل الدولية. انظروا الى الكنيست والعنف اللفظي والجسدي (أحيانا) الغارقة فيه حتى أذنيها ، ولا تنسوا ان الناخب هو من أختار ديمقراطيا تركيبة هذا البرلمان، وستجدون أوجه الشبه لما يحدث في الكنيست والشارع الاسرائيلي.
شرعنة اعتداء المتطرفين
قبل فترة وجيزة مزق اليميني المتطرف بن آري الانجيل امام عدسة الكاميرا بكل فخر واعتزاز، مظهرا أبشع الصور التي تشرعن اعتداء المتطرفين أمثاله على المقدسات. إنها صورة تكفي لأن يقوم مستوطن معتوه بتنفيذ اعتداء آثم على عرب أو مقدسات اسلامية أو مسيحية لمجرد أنه رأى هذا الضال وهو يمزق الانجيل فيستمد شرعيته منه.
صراع ديني
أعزائي.. إنها بداية مرحلة جديدة. إنه صراع ديني يشن من جهة واحدة على المواطنين العرب من قبل المتطرفين في المجتمع الاسرائيلي مستغلين الصمت الرسمي، وهو الصراع الذي لا يمكن لنا أن نكون ضلعا فيه، لأن ديانتنا وأخلاقنا وعقيدتنا لا يسمحون لنا بذلك، ولأننا نؤمن وننادي ونطبق التعايش السلمي بين كل الأديان.
قياداتنا بحالة تشرذم
وفي خضم ذلك ، نحن غارقون في همومنا اليومية. قياداتنا مصابة بحالة التشرذم، وأفقنا يفتقد للموقف الموحد في المطالبة بحقوقنا المدنية والسياسية وبحل قضايانا الكبرى ، وما زلنا في جدل حول لجنة المتابعة للجماهير العربية وتركيبتها وطريقة انتخابها وإصدارها للقرارات ما يعني أن مرجعيتنا في القضايا المصيرية تهتز، وما زلنا غارقين نفكر كيف سيغطي راتبنا الشهري مصاريف المنزل وفاتورة الكهرباء والمياه في ظل الغلاء الجنوني في الأسعار، وكيف سنسد ديوننا في البنوك وكيف سيكفي راتبنا ثمنا للوقود والخبز ، وكيف سنتغلب على مشكلة السحب الزائد من حساب البنك؟ وهذا الى جانب هموم تربية الأولاد وتأمين مستقبلهم ازاء التحديات الكبيرة والآفات الاجتماعية المتكاثرة التي تقف في وجه الأب والأم ، ومن أبرزها العنف المستشري وافتقاد المدرسة كجهاز تربوي وتعليمي وتثقيفي لهيبتها في السنوات الأخيرة.
الى متى؟!
إن هذه الحالة تخدرنا وتتعبنا وتؤدي الى قطيعة بين المواطن وبين قضايا حقوقه المدنية والسياسية – قضايا المسكن والخرائط الهيكلية والمساواة والفقر وفرص العمل والتعليم - وقيادته ، فيصاب مجتمعنا باليأس والوهن. وبالتالي فإن ضعف موقفنا والتشبث بمقولة ما باليد حيلة يقزم من قدراتنا. ويبقى سؤال الى متى سنسمح بالتلاعب بمصرينا؟. الى متى؟.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net