الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

علاقة الجيش المصري بالشعب/ بقلم: سعد بوعقبة

كل العرب
نُشر: 12/09/12 08:03,  حُتلن: 08:06

سعد بوعقبة في مقاله:

ها هو الجيش المصري ينظف صفوفه من الذين كان الفريق سعد الدين الشاذلي يعتبرهم حالة عارضة على قيادة الجيش المصري

يجب أن نعترف أن الجيش المصري هو الجيش العربي الوحيد الذي لم يتورط طوال تاريخه الطويل في إطلاق النار على المواطنين

كل البلدان العربية بلا استثناء يقف فيها الجيش إلى جانب الحاكم الظالم إلا الحالة المصرية وهي ظاهرة تستحق الوقوف عندها

في الثمانينات كنت لا أخفي استيائي من حالة الجيش المصري العظيم الذي عبث به السادات بعد حرب أكتوبر.. وذات يوم قلت لنمر الصحراء المرحوم الفريق سعد الدين الشاذلي: لماذا لا يوجد أمثالك في الجيش المصري الآن حتى يعبث به السادات؟! فكان رحمه الله يقول لي: الجيش المصري في عمومه سليم ورائع وبعض ما يظهر عليه من عوار يعود فقط إلى بعض قادته، وهي حالة عارضة في تاريخ مصر لن تطول وستنتهي.! وكنت أقول في نفسي: إنه يقول لي ذلك لأنه يحب الجيش الذي بناه ولأنه مصري لا يريد الإساءة إلى جيش بلده.

حالة عارضة
ولكن، اليوم، بعد الذي حدث في مصر، تمنيت لو أن هذا الرجل مازال حيا ليرى ما كان يقوله لي قبل 20 سنة... ها هو الجيش المصري ينظف صفوفه من الذين كان الفريق سعد الدين الشاذلي يعتبرهم حالة عارضة على قيادة الجيش المصري.

ثورة الشعب
نعم، يجب أن نعترف أن الجيش المصري هو الجيش العربي الوحيد الذي لم يتورط طوال تاريخه الطويل في إطلاق النار على المواطنين.! لم يحم هذا الجيش الحكام المصريين من ثورة الشعب عليهم في أي حقبة من الحقب.. وكان هذا الجيش يقف دائما إلى جانب الشعب عندما يواجه الشعب الحكام الظلمة.! كل البلدان العربية بلا استثناء يقف فيها الجيش إلى جانب الحاكم الظالم إلا الحالة المصرية.. وهي ظاهرة تستحق الوقوف عندها.

تنظيف قيادة الجيش
ربما هذه الخاصية في الجيش المصري هي التي سهلت مهمة الرئيس مرسي في تنظيف قيادة الجيش في ظرف قصير وإحالة أكثر 70 ضابطا على المعاش في ظرف أسابيع.! نعم، قد يكون مرسي فعل ذلك لأنه فقط رئيس منتخب ويستند إلى قاعدة شعبية انتخبته.. ولكن أعتقد أن هذا وحده لا يكفي لإزاحة هذا الكم الهائل من القيادات التي عمّرت في الجيش، لو لم يكن داخل هذا الجيش خميرة طيبة وهي الغالبية الساحقة من الجيش المصري والتي حدثني عنها الفريق سعد الدين الشاذلي في الثمانينيات ولم أفهم قصده في ذلك الوقت.!

فتح النار على الشعب
هل معنى هذا أن القيادات الشابة والنظيفة في الجيش المصري، ساعدت الرئيس مرسي في مهمة التغيير، من خلال دعمه في إحالة هؤلاء على التقاعد.. أي أن الجيش المصري نظف نفسه بمساعدة الرئيس.! ليت جيوش العرب التي تقتل الشعوب في العديد من البلدان لحماية الحاكم من غضب الشعب، تأخذ العبرة من الجيش المصري في علاقته بالشعب.! إن قوة الجيوش الغربية ليست في عدتها وعتادها.. بل قوتها أيضا في نظافة عناصر هذه الجيوش، فلم نسمع بأن جيشا غربيا فتح النار على الشعب لحماية حاكم من غضب الشعب.! هل نتعظ نحن بما حدث في مصر؟! نتمنى ذلك؟!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة

.