التدريس برياض الأطفال بحاجة إلى خبرة في التعامل معهم والتماشي مع طرق تفكيرهم وحتى الساذجة أو الخيالية منها بواقع يفرض على المعلمة امتلاك مهارات العطاء بالتوقيت المناسب
التدريس برياض الأطفال يحتاج لمواصفات شخصية تعتبر ندرة لإجادة الأداء بدلالة أن ذلك قد أصبح أحد التخصصات الجامعية المهمة التي تدرس مساقاتها عبر السنوات فالخبرة في التدريس والتماشي مع الأطفال بالانسجام مع طريقة تفكيرهم كمجتمع صغير يعتمد على الغيرة والخيال
التعليم مهنة مقدسة يحمل همومها نخبة اجتماعية مميزة بالأداء والتضحية والايمان بقدسية المهمة ألا وهم جيل المعلمين الذين يستحقون الاحترام والتقدير في كل الأوقات لنبل الرسالة وصعوبة المهمة بهدف ترجمة أهدافها لواقع سكاني تتشكل منه الفئات الاجتماعية للأوطان، فتعلم الحرف والكلمة على أصولها وبناء تداخلاتها يحتاج لجهود هؤلاء النخبة الذين نذروا وأقسموا بعد قناعة بحساسية الدور المطلوب، فالأمم المتعلمة تتمتع بحصانة ذاتية ومناعة عفوية لرياح التغيير متمثلة بجرعة البداية كمصدر للقوة واحترام الذات، ترجمة لجهود هؤلاء كأساس لفرز وفلترة الطاقات التي يمتلكها الطفل منذ ولادته بجهود يصعب تقييمها ولكنها تستحق الاعتراف بدورها الجليل لمستقبل الكل منا.
صورة توضيحية- تصوير: Think Stock
يبدأ الطفل رحلته التعليمية بدخول رياض الأطفال التي تختلط برامجها المدروسة – بعد أن أصبحت مساقا علمياً – بحكمة موجهة بمزيج من عناصر اللعب والتعلم وإظهار المواهب بالتقاسم مع عناصر الوقت لينال الطفل قدر من كل الأركان ضمن مفاصل التطور والنمو، وأجزم أن البداية الصحيحة بخارطة الطريق التعليمية للفرد والتي تبدأ بالروضة تشكل الركن الأساس بتروية شتلة العطاء للمستقبل بل بإطلاق اشارة الفرز للثمار الصالحة كما نتمنى، أمر يلزمنا أن نغير فكرة قديمة عن دور الروضة المنحصر باللهو واللعب لفترة زمنية يومية لظروف الأهل، لنؤمن بقناعة أن دور الروضة يتعدى حدود التفكير السطحي بعالم الطفولة إلى واقع تهيئة الطفل لرحلة الحياة المثالية والتي من شأنها أن تصنع منه فردا منتجا ومفكرا، وعلى الأقل فرصة لتحقيق حلم لكل منا بأبنائه بدون التجاوز والمخاطرة بخطوط الممنوع.
دور مشترك ومتكامل
التعامل مع هذه الحقيقة يحتاج لدور مشترك ومتكامل بين المنزل والمدرسة، خصوصا أن تطور العملية التعليمية ومراجعة سياساتها قد اعترف بإلزامية سنوات الروضة كمتطلب أساسي لدخول سنوات الدراسة الابتدائية، وترجمة هذا الاعتراف يحتاج لجهود فئة مضحية من المعلمات اللواتي يدركن أن التعامل مع الأطفال يحتاج لصبر وجهد وعاطفة بل وفاصل من الأمومة بحضن يشع الدفء والطمأنينة، بإعتبارهن قبطان المحطة الأولى للطفل خارج حدود المنزل، منعطف حياتي قد يساهم بقلب صفحات المستقبل حيث يودع الأطفال كأمانة لديهن بمرحلة حساسة جدا كفيلة بارتداء الطفل لثوب الانجذاب للمدرسة أو الابتعاد عنها اعتمادا على احداث التعامل اليومية لإطلاق إشارة البدء لرصف الطريق.
الخبرة في التدريس
التدريس برياض الأطفال يحتاج لمواصفات شخصية تعتبر ندرة لإجادة الأداء بدلالة أن ذلك قد أصبح أحد التخصصات الجامعية المهمة التي تدرس مساقاتها عبر السنوات، فالخبرة في التدريس والتماشي مع الأطفال بالانسجام مع طريقة تفكيرهم كمجتمع صغير يعتمد على الغيرة والخيال يمثل أحد أركان التميز للشخصية، خصوصا أن أطفال اليوم مُراقِبون ومُقلِدون بدرجة من الحس والوعي تفوق حدود اعتقادنا، فأي جرح نازف يحتاج لجهد مضاعف لطمس آثاره وقد يصعب رثيه بعروض التعويض والاغراء كما نعتقد، واقع مؤثر يفرض علينا عدم الاطمئنان لسلاح عامل الوقت والزمن والنسيان لنبرر الخطيئة بحق الطفولة المقدس.
مهارة التفاعل
التدريس برياض الأطفال بحاجة إلى خبرة في التعامل معهم والتماشي مع طرق تفكيرهم وحتى الساذجة أو الخيالية منها، بواقع يفرض على المعلمة امتلاك مهارات العطاء بالتوقيت المناسب، فاللعب الموجه تحت الاشراف المباشر أو برمجة فرص التعلم الذاتي أو توجيه مركبة التعلم لفاصل الأغاني والأناشيد وسماع الموسيقى، أو ممارسة مهارة التفاعل مع برامج الحاسوب أو الاعجاب بفقرة أداء دِعائي، كلها فواصل عمرية منتجة بحياة الطفل، يتمثل سحرها بامتلاك فنون التوجيه والمديح الفعال والاقناع وسماع الرأي بعد طرد شبح الخوف والعقاب، يحتاج لابتسامة تبلسم التخبط بعيدا عن الأداء العصبي مهما كان التصرف خاطئا، مظلة حنان تؤثر بسلوك الأطفال بدرجة تفوق جدار حماية الأهل لأبنائهم بظروف مطابقة.
احترام المعلم من أفراد المجتمع يمثل سلوكا حضاريا لسكان المجتمعات التي تبحث عن مقعد دائم بعضوية الأمم المتقدمة ومهما كانت ظروفها الاقتصادية والاجتماعية، فهي سلوك جيني يوّرث وليس صفة مكتسبة بحكم الزمن تتغير مع عقارب الساعة وتقلبات السنين.
موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net