"لماذا هو ولست أنا"، سؤال يثير عند البعض منَّا شكوكًا وتساؤلات، فبعد أن يسبر الذاكرة عمقًا، يترك في نفسنا صحوة، صحوة لماضٍ ما فتئ أن غاب عنّا
سؤال دومًا يحثنا على تقديم الأفضل والأجود والأروع، ولكن هل "الأفضل" في نظري ونظرك واحد؟ عندما أقدم فكرة تثير جدلاً، وأطرح موضوعًا فيستقطب نقدًا، حينها سألتقي معك فيما تقول
في زمن لا ينطبق عليه منطق أفكارنا، بات من الصعب علينا فعل ما نشاء، فما نفكر به سيظل منوطًا بضميرنا، الذي يتحرك عند البعض ويدخل في سبات عند الآخر
كم أتألم حين أسمع وعظًا ونصائح، وحالما تُقال تختفي إثر محبة أكنُّها لك، أو هدية استلمها منك، أو حين تعجبني روحك المرحة
مصير مآله الهوان المحتوم، ومعلق بما يثير كل منَّا من مشاعر، حالية كانت أم قلّب الزمان منها صفحات
فأين لعقلنا أن يقول وينطق، إن كانت الثورة جامحةً وأبعادها قادرة على صدِّ أصوات الغير، دون أن تستطيع لجم أهوائها
هيهات لضمائر بعض البشر أن تصحو دومًا، لا لكي يفتح الستار ويُسدَل، فليس من السهل الخضوع والقبول، إن كان مصير العقل المثول، المثول أمام مشهد بات المتفرج فيه إن حرَّك ساعدًا، أزال ضبابًا وغيمًا كثيفًا
إن كان "هو" فليس لأنَّه مبدع أكثر وقادر أكثر، ربما يملك أمورًا نحن نجهلها بمقدار أكبر، هذا ما يجعل منه مهمًا، فلتسبحْ إنجازاته وأعماله في بحرٍ عاصفته هوجاء وأمواجه تتخابط
تارات نعزي أنفسنا ونجعل السلوى تدخلها، ولكنّها رغم هذا تبقى حزينة، فالحلم قد تبدَّّل، حاول أن ينتهز جميع الفرص ليجعل له مكانًا، لكن لسوء حظه بقي صامتًا إزاء شفاهٍ تتحرك وترتعش
لطالما عُرف عنّا مدى جهدنا وإخلاصنا، ولكن ظلّ كلامًا منثورًا، أبى جميع من نعرفهم أن يجمعوه، فالأمر فيه مشقة، ومن بحاجة لألم جهل أنَّ في فحواه يحمل أملاً؟
نكون غريبين كما يُعتقد عنَّا إنْ جادلنا فكرةً تمسكَّ بها من سبقنا، وآمنوا بها إيمانًا عميقًا، فهذا مخالف لِما كان متوارثًا، من هنا "هو" له الحق أن يظلَّ متمسكًا، وأنا لي الحق أنْ أبدي رأيي دون أية تعليق
حِلمنا سيكون طويلاً إن انتظرنا أن تُأخذ رغباتنا في محمل الجد، ليس لجميعنا طبعًا، ولكن لمن توسَّم الجميع بهم أن يقفوا وِقفة المنتصر في معركة أبعادها مجهولة
لإرسال مواد أدبية وشعرية وخواطر لزاوية منتدى العرب الرجاء تحويلها إلى البريد الالكتروني التالي، وهو البريد الخاص بالمنتدى:
montada@alarab
co
il