الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:02

تأبين مهيب لفارس الثقافة العربية خالد الذكر موفق خوري بمشاركة شخصيات مهمة

أمين بشير -
نُشر: 30/09/12 15:31,  حُتلن: 16:14

القاضي الشيخ احمد ناطور رئيس محكمة الاستئناف الشرعية اكد على عطاء الراحل وحمل الامانة بإخلاص حيث كان من طلائع الشباب في هذه الديار

تخلل التأبين عرض فيلم وثائقي شمل محطات حياته كما ووزع كتاب تطرق إلى شخصية وأعمال ومشاريع خالد الذكر موفق رفيق خوري خلال سنوات خدمته للوسط العربي

سيادة المطران عطالله حنا:

القبر ليس نهاية الطريق بل انه البداية الى السماء والوقوف امام الرب العادل ليسأل الانسان ماذا فعلت من اجلي ومن اجل الانسانية والفقيد الغالي قدم الكثير لمجتمعه

الصورة الماثلة امامنا لراحل وهو يتأمل على ارض الدامون شجرة الزيتون تحمل رمزية من المحبة والسلام والجذور العميقة في الارض وأعرب المطران في حديثة المؤثر والواعظ ان يواصل الابناء طريق والدهم

بحضور جماهير غفيرة تقدر بألفين شخص جرى عصر أمس السبت في قرية عبلين تأبين مهيب لفارس وعميد الثقافة العربية راحة لنفس خالد الذكر موفق رفيق خوري نائب مدير عام وزارة الثقافة والرياضة واستهل البرنامج في قداس جناز الاربعين ترأسه المطران كلي الوقار الياس شقور والعديد من الكهنة برز من بينهم شقيق المرحوم قدس الأب د. سيمون خوري في كنيسة العظة المحاذية لمؤسسات مار الياس التربوية بحضور ابناء وبنات وزوجة الفقيد والعائلة والأصدقاء والعشرات من اهالي القرية وبعد الصلاة الخاصة توجه المئات الى قاعة مار الياس حيث جرى تأبين المرحوم بعرافة مميزة قدمها المربي الاستاذ عاصم خوري حيث استهل الموقف لدقيقة حداد في ذكرى خالد الذكر .

 

وألقيت كلمات عديدة شارك فيها سيادة المطران عطالله حنا والذي قال: "القبر ليس نهاية الطريق بل انه البداية الى السماء والوقوف امام الرب العادل ليسأل الانسان ماذا فعلت من اجلي ومن اجل الانسانية والفقيد الغالي قدم الكثير لمجتمعه وأن الصورة الماثلة امامنا لراحل وهو يتأمل على ارض الدامون شجرة الزيتون تحمل رمزية من المحبة والسلام والجذور العميقة في الارض، وأعرب المطران في حديثة المؤثر والواعظ ان يواصل الابناء طريق والدهم".

بصمات بيضاء
القاضي الشيخ احمد ناطور رئيس محكمة الاستئناف الشرعية اكد على عطاء الراحل وحمل الامانة بإخلاص حيث كان من طلائع الشباب في هذه الديار. وشارك فراس حنا مخول في كلمة اشاد في صفات المرحوم ودعا الرسالة الثقافية والمؤسسات التربوية من اجل بقاء ابناء هذه الأمة فوق ارضهم ووطنهم فله الايادي البيضاء في كل مكان، ثم تحدث احمد بدارنة وعدد مناقب الفقيد وكانت كلمة الاعلامي نايف خوري ابن قرية اقرث المهجرة كلمة لافتة خاصة للعلاقة التي كانت تربطهما فهما من قريتين مهجرتين الدامون واقرث وكان حلمهما في العودة الى بلدهم وشرح بإسهاب عن الدعم الذي قدمه المرحوم عندما تولى إدارة قسم الثقافة حيث لن تنسى الجماهير العربية فضل هذا الشخص. عضو الكنيست احمد ذباح قال في كلمته: بان الراحل له بصمات بيضاء في خدمة مجتمعة في مجال التربية والتعليم وشارك الناس بأفراحهم واطراحهم، والقى الاديب منير توما قصيدة خاصة في هذه المناسبة.

تطوير المجتمع
وتحدث الاعلامي زايد خنيفس في هذا التأبين حيث اكد على علاقته مع المرحوم والذي كان يصبوا الى تحقيق احلامه من اجل تطوير مجتمعه العربي حيث شقَ المرحوم طريقه بصعوبة حتى وصل الى ما وصل اليه والعراقيل التي واجهته فكان لنجاحه ثمن، ثم القى الشيخ حسن حيدر كلمة اهالي عبلين حيث قال: "لقد كان المرحوم وفيا لعائلته وبلده ولم تكن حياته مفروشة بالورد بل ناضل من اجل عائلته وأولاده ومجتمعه وتمنى على ابنائه السير في طريق والدهم".
الفنان علي ذياب من مدينة طمرة استعان في كلمته المختصرة في دور الراحل في بقاء مسرح طمرة والذي واجهه خطر الاغلاق. وقام عريف الحفل بقراءة أبيات الشعر المطبوعة على كتاب من الصخر المصقول ( الشايش ) .. وهي من تأليف الدكتور بطرس دله ، والحجر ( الكتاب ) من نحت نديم جريس. كما وتخلل التأبين عرض فيلم وثائقي شمل محطات حياته كما ووزع كتاب ، تطرق إلى شخصية وأعمال ومشاريع خالد الذكر موفق رفيق خوري خلال سنوات خدمته للوسط العربي.

كلمة شكر
وكانت الكلمة الاخيرة لعائلة الفقيد وقدمها ابن الراحل رفيق موفق خوري والذي تحدث بتأثر شديد عن والده وإعماله وحبه لزوجته وأولاده وإخلاصه لهم ولمجتمعه وعمله ورسالته وقال: نَقفُ اليَومَ لِنُحيي ذِكرى الأربعين لفَقيدِنا الغالي موفق رفيق خوري (أبو رفيق). إنّنا في هذه الذّكرى إِنّـما نَذكُرُ إِنسانًا غابَ عَنّا بالجسدِ، ولكنّه طَوالَ الفَترةِ التي غابَ فيها وَسَيغيبُ، سَيَبقى في أرواحِنا وَأَنفاسِنا إلى الأبَدِ.
والِدي العَزيز، لَقَد قالوا فيكَ الكَثير الكَثير، عَدّدوا مَناقِبَكَ وَخِصالِكَ التي يَندُرُ في وُجودُها في هذه الحَياةِ، وَصَفوكَ بالفارِسِ وَالعَميدِ للثّقافَةِ العَربيّةِ في بِلادِنا، وَرَثاكَ أَصحابُكَ وأَحِباؤُكَ بِأَبلَغِ الكَلِماتِ وَالعِباراتِ، وقَد رَأينا تَشابُهًا بِوَصفِ الْمُعزّينَ لَكَ، وَبِـما قَصّوهُ عَنكَ، لَرُبَّـما اختَلَفَتِ القِصَصُ، لكِنَّ مَواقِفَكَ تطابَقَت، فَإِن دَلَّ هذا على شَيءٍ، فَإِنّهُ يَدُلُّ على صِدْقِكَ وَشَفافِيَّتِكَ في التَّعامُلِ مَعَ الْـجَميعِ دونَ تَصَنُّعٍ، بَل بِعَفَوِيَّةٍ وَصَراحَةٍ. كُنتَ تَصِلُ الْمَناصِبَ العُليا فَيَزدادُ تَواضُعُكَ وَنُبْلُكَ، لِتُثْبِتَ لِلجَميعِ أَنَّ هذا الْمَنصِبَ الْعالي هُوَ عِبارَةٌ عَنْ وَهجِ شَـمعَتِكَ الذي يَكبُرُ، لِيَزيدَ الْمَسيرَةَ الثَّقافِيَّةَ وَالإِنسانِيَّةَ نورًا وَتَقَدُّمًا وَدَعمًا وَمُساعَدَةً، وَلِيُرَسِّخَ الصُّروحَ الثَّقافِيَّةَ وَالْـحَضارِيَّةَ لِتَصبُوَ نَـحوَ مُـجْتَمَعٍ أَفضَلَ.
رَبَّيتَ شَبابًا أَبطالا كُنتَ تَعتَزُّ بِـهِم أَينَما تَواجَدْتَ، زَرَعتَ بـِهـِم القِيَمَ الرّاسِخةَ بِالكَدِّ والاجتهادِ وَالعَزيـمَةِ، وَصُنْتَ زَوجَتَكَ وَبَناتِكَ، حَيثُ كُنْتَ لـَهـُنَّ الصَّديقَ، قَبلَ أَن تَكونَ رَبَّ أُسرَةٍ. رَفَعتَ رَأسَكَ بِـعائلتك دَومًا. كَما وترَكتَ أَحفادًا سَيَبقَونَ عَلى العَهدِ حَتْمًا، وَإِخوَةً وَأَخَواتٍ وَأَنسِباءَ وَكَنائِن وَعائِلة، كُلُّهُم يَجِلّونَكَ وَيَكنّونَ لَكَ الْمَحَبّةَ والاحتِرامَ. فَقَد كُنتَ لِلجَميعِ الكَنَفَ الدّافئ، وَكُنتَ الأب، العمّ، الأخ، الصّديق وَالــمُرشِد.
وأردف رفيق خوري كلمته بالقول :" تَرَكتَ الأَحفادَ يَتَساءَلونَ عَن حينِ عَودَتِكَ مِنَ السَّماءِ، ظانّينَ أَنـّها سَفرَةٌ أُخرى لَكَ خارِجَ البلادِ، باحِثينَ عَنكَ في غُرفَتِكَ وَعُيونُهُم مَلأى بِنَظَراتِ البَحثِ وَالاستِفهامِ، فقد استَطوَلوا سَفرَتَكَ هذه الْمَرَّة.
وَقتَ سَفَرِكَ كُنّا نَعِدُهُم بِـهَداياكَ الْـجميلَة عِندَ الرُّجوعِ، لكِنَّنا اليومَ لَيسَ بِوِسعِنا وَعدُهُم لا بِالْـهدايا وَلا حتّى بالرّجوع! لكِنَّنا نَعِدُهُم بِأَن نَسيرَ على خُطاكَ، وَأَن نُرَسِّخَ بِـهِم الـمَبادئَ وَالقِيَمَ التي رَسَّختَها أنتَ وَأُمُّنا فينا، وَأَن نُحدِّثَهُم عَنكَ دَومًا فَخورينَ، كَما حَدّثتَنا أنتَ بِفَخرٍ عَن جَدِّنا رَفيق رَحِمَهُ الله.
والدي الحَبيب، جَميعُ مَن رَثاكَ قالوا أنّك خَلَّفتَ وَراءَكَ أشبالا سَيُكمِلونَ الْمَسيرَةَ، وَنَحنُ بِمَشيئةِ الله جَلَّ جَلالُهُ، سَنُتابِعُ مَسيرَتَكَ وَرِسالَتَكَ، التي زَرَعتَها في قُلوبِنا وَنَقَشْتَها في عُقولِنا، فَتَعاليمُكَ وإِرشاداتُكَ يا والِدي، سَتَبقى الْمَنارَةَ التي تُنيرُ دُروبَنا، وَسَنَعمَلُ بِجِدٍّ وَنَشاطٍ لِنَصِلَ إلى تَحقيقِ الأهدافِ التي رَسَمتَها لَنا، كُلُّ هذا بالاستِقامَةِ والأَخلاقِ التي تَرَبّينا عَلَيها تَحتَ كَنَفِكَ وَكَنَفِ والِدَتِنا العَزيزة. لِتَبقى فَخورًا بِنا مِنَ الأَعالي، لِأنَّكَ اعتَنَيتَ بِنا في حَياتِكَ، وَسَتَظَلُّ عِنايَتُكَ دائِمة إلى الأبَد، وَأَنتَ تَنعَمُ بِمَلَكوتِ السّمواتِ بينَ الملائِكَةِ وَالقِدّيسين.
وأختتم رفيق خوري بالقول :" باسمي وباسمِ والِدتي (أم رفيق)، إخوَتي وَأَخَواتي وعُموم آل خوري (داموني) وآل عوّاد، نَشكُرُ لَجنَةَ التّأبين على الجُهود الّتي بَذَلَتها معَنا، كَما وَنَتَقَدَّم بالشّكر الجَزيل والتّقدير الكَبير لِكلّ مَن واسانا بِفَقيدِنا الغالي، سَواء كان بالْمُشارَكةِ بِتَشييعِ الْـجُثمانِ أو بالْـحُضورِ شَخصِيًّا أو إِرسال البَرقِياتِ والتّعازي عَبرَ الوسائلِ الإلكترونيّة الْمُختلِفَة وَالصُّحُف وَغَيرِها، وَبِمُشارَكَتِنا اليومَ جُنّازَ الأربعين وَالتّأبين، راجينَ للجميع العُمرَ الْمَديدَ وَدَوامَ الصّحّة والعافِيّة".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
286240.48
BTC
0.52
CNY
.