المربية مهدية زحالقة لليدي:
توفير بيئة تربوية صحية لتطوير مهني للمعلمين وتطوير المنهاج
هدفنا قيام المعلمين بورشات عمل لتنمية طاقاتهم لتحفيز التلاميذ للتعلم
يستطيع المدير أن يلم بكل ما يتعلق بالمعلم ودور مدير المدرسة في تسيير العملية التربوية التي تقرر مصير المدرسة وطلابها
على مدير المدرسة متابعة نتائج الامتحانات والاختبارات وتحليلها والتعامل الصارم يؤثر سلبًا على علاقة المدير بالمعلمين وبالتالي على الطلاب
إشراف المدير على أداء المعلمين وتحصيل التلاميذ يساعد على التخطيط للمدرسة للعام القادم
"يعتبر مدير المدرسة المشرف التربوي المقيم في مدرسته، الذي يلعب دورًا هامًّا في تسيير العملية التربوية وإنجاحها ويدعم التغيير الإيجابي، وهو المسؤول عن توفير بيئة تربوية إيجابية وصحية تعمل على التطوير المهني للمعلمين، وتطوير المنهاج وتحسينه وتوفير الوقت للتخطيط المشترك بين المعلمين، والقيام بورشات عمل لهم وتشجيعهم على تبادل الزيارات الصفية، وتنمية طاقاتهم وقدراتهم وإشراكهم بالمسؤولية والسلطة في إدارة المدرسة، وتشويق التلاميذ وتحفيزهم للتعلم بتوفير الجو المناسب، وهو المسؤول عن إيجاد الحلول السليمة للمشكلات التي تواجه العاملين معه أو تلاميذ مدرسته، وهو الموجود مع المعلمين، يزورهم في فصولهم ويتابع أداءهم وكيفية تصرفهم مع المشاكل التي تحدث في الصف، وبذلك يستطيع المدير أن يلم بكل ما يتعلق بالمعلم" هذا ما أكدته المربية مهدية زحالقة مديرة مدرسة الحكيم الابتدائية – كفرقرع، في مستهل حديثها معنا من خلال هذا اللقاء لمجلة ليدي على شرف افتتاح السنة الدراسية الجديدة 2012- 2013 .
المربية مهدية زحالقة
وقالت المربية مهدية زحالقة إن "هنالك دورًا كبيرًا ومركزيًّا لمدير المدرسة، في تسيير العملية التربوية والتي من شأنها أن تقرر مصير المدرسة وطلابها، من خلال الإنجازات والتحصيل التربوي والتعليمي".
دور مدير المدرسة
كما أن المربية مهدية زحالقة ترى "أهمية بالغة لدور مدير المدرسة في فتح قنوات اتصال ومشاركة مع المعلمين، الأمر الذي يمنح المزيد من العطاء والاستثمار والعمل المشترك، في قيادة المدرسة نحو منح ظروف وعطاء وخدمة لكافة الطلاب، خصوصًا في المرحلة الابتدائية والتي تعتبر المرحلة الأساسية والمركزية في حياة الطالب". وقالت المربية مهدية زحالقة في هذا الشأن :"مدير المدرسة هو حلقة الاتصال والتواصل بين عناصر العملية التعليمية التعلمية، فهو المحور البناء والفاعل والقائد، ونجاح المؤسسة التربوية نابع من نجاحه".
وإليكم ملخص الحوار
ليدي: ما هي مهمات مدير المدرسة؟
مهدية: المدير هو المشرف على جميع أعمال المدرسة ونشاطاتها وسير العمل فيها، وهو الموّجه لمعلمي مدرسته والمسؤول المباشر عن إشاعة روح الانسجام والتعاون بينهم، ويمكن تقسيم دور المدير ومسؤولياته إلى دورين رئيسيين، هما الدور الإداري، وهو عملية ضبط النظام المدرسي والإشرافي على سير العمل في المدرسة، وهذا يتطلب من المدير القيام بسؤوليات إدارية. أما الدور الثاني فهور الدور الفني، وهو عملية الإشراف على سير العملية التعليمية والارتقاء بمستواها، وهذا يتطلب من المدير القيام بمتابعة أعمال المعلمين وتقييمها، وعقد اجتماعات تناقش فيها المناهج والكتب المدرسية وطرق الاستفادة من مضمونها، كذلك متابعة الاحتياجات المهنية للمعلمين، بما فيها الزيارات الميدانية للصفوف وتنسيق عمل المعلمين وجهدهم. إذا كان الدور الفني لمدير المدرسة يساعد في تحسين العملية التعليمية والارتقاء بمستواها، فإن الدور الإداري يعمل على ضبط النظام المدرسي والمحافظة على حسن سير العمل في مدرسته، ولذا لا يمكن الفصل بين الدور الإداري والدور الفني لمدير المدرسة فهما متلازمان".
ليدي: ما مدى مسؤولية المدير في متابعة تحصيل الطلبة ومعرفة احتياجات المعلمين؟
مهدية: على مدير المدرسة متابعة ورصد نتائج الامتحانات والاختبارات وتحليلها، وإبراز نقاط القوة والضعف في أداء الطلبة وإطلاع أولياء الأمور على نتائج أبنائهم، كذلك معرفة احتياجات المعلمين في النمو المهني، سواء كانت احتياجات جماعية أو فردية، والاحتفاظ بمعلومات عن العاملين بالمدرسة وعدد الزيارات الإشرافية والدورات التي حضرها كل معلم، وتنظيم زيارات تبادلية بين المعلمين وفق برامج مخططة وواضحة، بالإضافة إلى إبراز الجوانب الإبداعية لدى المعلمين والطلبة، وتفعيل مشاركة المدرسة في الأنشطة والمسابقات، سواء على مستوى المدرسة أو على المستوى القطري.
ليدي: هل للمدير دور في متابعة البيئة التعليمية والسلوكية في المدرسة؟
مهدية: بالتأكيد هنالك دور رئيسي ومركزي لمدير المدرسة في متابعة البيئة التعليمية والسلوكية في المدرسة، وذلك بتنمية السلوك الإيجابي عند الطلبة عن طريق الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية، لما لذلك من أثر على تهذيب سلوكهم. ولا شك في أن قدرة المدير على مواجهة المشكلات السلوكية ورصدها أولا بأول، ومتابعتها بمشاركة أولياء الأمور والمرشد التربوي ومربي الصف، تحد من تلك المشاكل وتعدل من سلوك الطلبة، ولا ننسى دور المدير في إرشاد معلميه حول طرق التعامل مع الطلبة وصياغة الأهداف السلوكية، وتفعيل النشاط الطلابي وطرق ضبط الصف، وإشراكهم في اللجان الإدارية في المدرسة لكي يمتلكوا الخبرة والمهارات. وهناك ضرورة بناء علاقة ثقة وتعاون ما بين مدير المدرسة والمعلمين، والابتعاد عن التعامل بصورة صارمة، التي تؤثر سلبيًّا على علاقة المدير بالمعلمين، والتي من شأنها أن تؤثر سلبًا على عطاء المعلمين وبالتالي على الطلاب.
ليدي: ما هي طبيعة العلاقات بين المدير والمعلمين؟
مهدية: إن متابعة المعلم بصورة صارمة ضمن معايير محددة، لا تؤدي بالضرورة إلى تحسن في أدائه، بل تعكس فقدًا تربويًّا وعلاقة متوترة بين المدير والمعلم، وليس هذا في مصلحة الطالب ولا العملية التربوية بشموليتها، بل يجب أن تكون العلاقة مع المعلم مبنية على أنه يمر بمراحل نمو وتطور متدرجة، ويحتاج إلى دعم ومساندة مستمرة من قبل مدير المدرسة، وإن توزيع المهمات بين الجميع، كل حسب قدرته، تؤدي إلى العملية التشاركية في أداء المهام التربوية والتعليمية. إن عمل المدير كمشرف مقيم هو عملية تعاونية هادفة تخلو من التسلط والفوقية، وتقود إلى وضع خطة إجرائية ليتوصل من خلالها إلى أهداف قابلة للتحقيق، تقود المدرسة إلى إنجازات تربوية وتعليمية مشرفة في مختلف الميادين والأصعدة.
ليدي: ماذا يجب على المدير القيام به من حيث الأنشطة المدرسية؟
مهدية: على مدير المدرسة التعاون مع المعلمين بالتخطيط الدقيق للأنشطة المدرسية، بحيث يضعون خطة عمل، وأن تكون نابعة من حاجات ومستويات وخصائص نمو التلاميذ في مدرسته، مع تنويعها حتى تلبي رغبات كل التلاميذ. أما بالنسبة للتقييم التربوي، فيجب أن يستخدمه مدير المدرسة لمراجعة الأهداف والبرامج التي تعمل داخل المدرسة، بما فيها من أنظمة وأنشطة، وأداء المعلمين وأساليب التدريس وتحصيل التلاميذ والاختبارات، للوقوف على نقاط القوة والضعف، وهذا يساعده في إعداد الخطة السنوية للمدرسة للعام القادم.