المحامي صلاح كريّم في مقاله:
لقد قطع النظام السوري الغصن الذي يجلس عليه وبدل أن يحقق الاصلاح الحقيقي الذي يدعم نهضة الامة العربية فقد اختار خيارا احمق دمر من خلاله سوريا
كم كنت اتمنى على النظام السوري أن يعتبر مما حصل في مصر وتونس وليبيا واليمن ويستدرك الامر ويستجيب لمطالب الشعب السوري العظيم والتي اقر هو بنفسه أنها محقة
النظام تعامل بحمق مطلق مع الاوضاع وجر البلاد الى اتون حرب اهلية دمرت البلاد والعباد في ظل وهم ورهان مجنون على اعادة عجلة التاريخ الى الوراء وهذا لن يحدث
يعتصر القلب الما لما آلت اليه الاوضاع في سوريا وشلال الدم لا يتوقف والمأساة مستمرة من دون أن يطرف جفن للمجتمع الدولي الذي يدعي زورا وبهتانا حرصه على حقوق الانسان وحريته وكرامته، لتأتي هذه الازمة وتعريه وتفضحه وتبرهن للقاصي والداني أن ما يحرك هذه الدول هي المصالح الضيقة والتوازنات الاستراتيجية واشباع نهم تجار الحروب من خلال صب الزيت على النار لبيع اكبر قدر من السلاح على حساب جماجم الاطفال والنساء والشيوخ وهدم البيوت فوق رؤوس قاطنيها كل ذلك في سبيل خدمة مشاريعهم.
ولكن في المقابل لا يمكن أن نبقى نلتمس الاعذار ونلقي بفشلنا على القدر لنعطي انفسنا جرعة من المسكنات علها تريح ضمائرنا التي باتت لا تنطلي عليها كل الاعذار الوهمية، فاذا كان العالم كله يتآمر على العرب والمسلمين في الغرف المغلقه تحقيقا لمصالحه، فلا يجب أن نواجه التخطيط بالعشوائية بل بدراسة معمقة لواقعنا لكي نستطيع مواجهة الاخطار المحدقة بنا من كل حدب وصوب. وما يزيد الطين بلة أنه وما أن افاقت الشعوب من سباتها وانتفضت لتستعيد دورها وتنفض عنها غبار الظلم والقهر والاسبداد في سبيل أن تعيد تشغيل محركاتها للانطلاق بركب الشعوب المتقدمة واذا بهم يواجهون بتيارات عنيفة جل غايتها أن تبقى هذه الشعوب ترزح تحت نير العبودية والتخلف تحقيقا لمصالحها وغاياتها وباتت تواصل الليل بالنهار في سبيل ذلك.
تدمير سوريا
وليس احمق من الذين لا يتعلمون ويعتبرون من دروس الامس القريب، وكم كنت اتمنى على النظام السوري أن يعتبر مما حصل في مصر وتونس وليبيا واليمن ويستدرك الامر ويستجيب لمطالب الشعب السوري العظيم والتي اقر هو بنفسه أنها محقة، الا أنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، حيث أن هذا النظام تعامل بحمق مطلق مع الاوضاع وجر البلاد الى اتون حرب اهلية دمرت البلاد والعباد في ظل وهم ورهان مجنون على اعادة عجلة التاريخ الى الوراء وهذا لن يحدث.
خيار أحمق
لقد قطع النظام السوري الغصن الذي يجلس عليه، وبدل أن يحقق الاصلاح الحقيقي الذي يدعم نهضة الامة العربية فقد اختار، وللأسف ، خيارا احمق دمر من خلاله سوريا ودمر مشروعيته وفضح عورته وكشف زيف ثرثرته عن المقاومة والممانعة التي يدعيها، ولو أنه كان يمتلك ادنى نصيب من ادبياتها لكان حقن دماء شعبه وصان كرامتهم واحترم رغباتهم بدل أن يسرع بخطواته الحمقاء تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد وتفتيت المفتت وتجزيء المجزأ من العالم العربي.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net