افتتح الحفل الشيخ سليم خلايلة من سخنين بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وسط خشوع واستشعار لهذا الموقف الجلل
حسن بكري فتحدث باسم عائلة بكري فشكر الحضور الكريم والمشاركين ولجنة الصلح القطرية والمحلية على ما بذلوه من جهد لارساء معاني الصلح والمحبة والاحترام والعفو
الحاج عباس تيتي رئيس المجلس المحلي في البعنة:
من آداب الحياة الاجتماعية أن يحترم الجار جاره كون أن الجار عون له ومساند له وفي دير الاسد والبعنة اواصر الاخوة والنسب والجيرة الحسنة والعمل والصداقة لا تسمح بتعكير الاجواء بين الطرفين
الشيخ محمد كيوان عضو لجنة الصلح:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأن تنقض الكعبة حجرا حجراً وتنثر في مشارق الارض ومغاربها اهون على الله من اهراق دم انسان بريء
من يملك العفو فليعفو ومن اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعاً ومن احياها فكأنما احيى الناس جميعا
عضو الكنيست النائب احمد ذباح:
اشكر والد المغدور وافراد عائلته وجميع اهل البعنة وعائلة اسدي على الاستجابة وابارك الصلح وكل من ساهم بانجاحه وأن يكون هذا الصلح آخر ملف قتل في مجتمعنا العربي من الشمال الى الجنوب
جرى مساء اليوم السبت في ساحة السوق بين قريتي البعنة – دير الأسد حفل توقيع وثيقة صلح عشائرية بين عائلتي بكري من البعنة والاسدي من دير الاسد وذلك بعد أن توصلتا العائلتين الى خطوط عريضة لعقد راية الصلح بينهما على خلفية مقتل الشاب باسم قاسم بكري يوم 13/4/2008.
وكانت لجنة الصلح القطرية قد واصلت الليل بالنهار من اجل التوصل الى هذا الاتفاق الذي يحقن دماء المسلمين فيما بينهم وقد تألفت اللجنة من طه عبد الحليم، خالد طه، احمد جربوني،محمد نصار،عفيف خلايلة، احمد زرقاوي، الشيخ محمد كيوان، محمد حسن، ومحمود حسن، الاب صالح الخوري، ومحمود زبيدات "أبو فلاح" فتحي خطيب، وحميد عواد، كما وتم اشراك العشرات من وجهاء قريتي البعنة ودير الاسد ورؤساء السلطات المحلية بالمنطقة ووجهاء عديدين الذين كانت لهم اياد بيضاء في المساهمة في هذا العمل النبيل لرأب الصدع بين عائلتين عربيتيين متجاورتين، وهنا لا بد من ذكر طيب الذكر جمال طربيه "أبو أدهم القائد الوطني الذي عمل طويلاً وعلى مدار اشهر وسنوات للوصول الى هذه الساعة من الصلح واعلاء راية الصلح والمسامحة.
وأما حفل اليوم فقد حضره المئات من الضيوف واهل القريتين، وبحضور اعضاء الكنيست النواب أحمد الطيبي، محمد بركة ، وأحمد ذباح، ورؤساء المجالس المحلية ، الحاج عباس تيتي رئيس مجلس البعنة، نصر صنع الله رئيس مجلس دير الأسد، ورؤساء مجالس سابقين ووجهاء ومشايخ ورجال دين من جميع الطوائف، وشخصيات اعتبارية بالاضافة الى وفد من منطقة ام الفحم برئاسة مصطفى ابو شقرة الذي عفى عن عائلة قاتل ابنه واعادهم الى ام الفحم من دون قيد او شرط ، والسيد قاسم زيد وآخرين.
تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وافتتح الحفل الشيخ سليم خلايلة من سخنين بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وسط خشوع واستشعار لهذا الموقف الجلل، في حين عرف الحفل عدنان طراد من سخنين والذي اثنى على الطرفين المتسامحين والذين وافقا على الصلح بينهما بعد جهد متواصل من لجان الصلح المحلية والقطرية ، وطلب قراءة الفاتحة على روح الحاج جمال طربيه الذي اراد أن يكحل عيناه بهذا الصلح ، وقد عمل لذلك طويلاً ، ومن ثم تم تكريم مصطفى أبو شقرة من ممثلين من القريتين دير الاسد والبعنة، على القدوة الطيبة في العفو عند المقدرة.
العمل والصداقة وقد تحدث في مراسيم الصلح الحاج عباس تيتي رئيس المجلس المحلي في البعنة الذي قال: "من آداب الحياة الاجتماعية أن يحترم الجار جاره كون أن الجار عون له ومساند له وفي دير الاسد والبعنة اواصر الاخوة والنسب والجيرة الحسنة، والعمل والصداقة لا تسمح بتعكير الاجواء بين الطرفين".
اما حسن بكري فتحدث باسم عائلة بكري فشكر الحضور الكريم والمشاركين ولجنة الصلح القطرية والمحلية على ما بذلوه من جهد لارساء معاني الصلح والمحبة والاحترام والعفو ، وأضاف:" هذه المناسبة اشغلت الشرفاء واصحاب النوايا الحسنة على مدار اربع سنوات ونصف يستحقون منا الثناء والاحترام والاعتراف لهم بالفضل على جهودهم الجبارة، فلقد حرمت جميع الاديان والكتب السماوية، قتل الانسان البريء".
صلح مبارك في حين أكد أحمد بدران رئيس مجلس البعنة السابق، والذي شارك باسم لجنة الصلح المحلية فقال: "لقد تربعت عائلة الاسدي للحق ومنحونا الثقة التامة ورضوا بالاحكام التي وضعت للصلح والدية التي تم اقرارها بقيمة 550 الف شاقل، وستدفع لعائلة المغدور، وبعد اليوم سنعود كما كنا سابقاً اهل وانسباء وابناء عائلة واحدة، وكما جاء في القرآن الكريم: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان"، وبعد اليوم ستعود المياه الى مجاريها، وتزول الغمة والغمامة ويعم السلام بين الجميع".
عضو الكنيست النائب أحمد الطيبي قال:"علينا بعد أن نوجه اصبع الاتهام للشرطة التي تقصر علينا أن ننتقد انفسنا لأن العنف ثقافة بدائية ولا تتماشى مع الدين والحضارة والتقدم ، ونوجه لشبابنا نداء ان ارحمونا ، فإن مجتمعنا العربي يعاني من كثرة الاعداء فلا نريد عدوا جديدا من بيننا، نريد جسدا صحياً، وكل التحية للشهم الاخ مصطفى أبو شقرا ولجميع من ساهم من اجل وجودنا اليوم في مراسيم هذا الصلح المبارك".
تصالح وتسامح الشيخ محمد كيوان عضو لجنة الصلح ، وإمام مسجد ابو بكر الصديق في مجد الكروم فقد قال:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لأن تنقض الكعبة حجرا حجراً وتنثر في مشارق الارض ومغاربها، اهون على الله من اهراق دم انسان بريء"، فمن يملك العفو فليعفو، ومن اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل ، انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعاً ومن احياها فكأنما احيى الناس جميعا".
اما عضو لجنة الصلح الأب صالح الخوري راعي الطائفة الارثوذكسية فقد قال: "اليوم عيد التصالح والتسامح والمحبة بين العائلتين الكريمتين، فجاء في الانجيل الشريف "طوبى لصانعي السلام فإنهم ابناء الله يدعون"، وفي القرآن الكريم قال الله "انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين اخويكم،واتقوا الله لعلكم ترحمون".
مصدر تباهي وافتخار اما عضو الكنيست النائب محمد بركة فقال:" ما الذي يحدث ،على ماذا يموت الناس، فأنا اعرف أن الناس يموتون دفاعاً عن حياض وطن وعقيدة سمحة والتصدي للشر والطغيان ،اما ما يحدث بان تزهق الارواح في الفتن، فهذا لا يمكن أن يتصوره عقل او دين ولا أي قيمة من قيم البشر، وهذا الجمع الغفير ليس فرجة، بل هو عبرة فلسنا هنا في عرضاً للفرجة، علينا أن يبحث كل منا في بيته وليس في بيت الآخرين ويبحث بين اولاده وليس اولاد الجيران، ما الذي يحدث وهل هناك خطر للانزلاق والجنوح، فان السلاح الذي ينتشر في بيوتنا وعلى خصر ابناءنا ويتباهون انهم مصدر تباهي وافتخار فهذا مصدر عار وامري على الله، مصدر عار وكل واحد عليه ان ينظر الى نفسه سواء ان اطلقت الرصاص في الفتنة او القتل او في الاعراس البدائية وانا اعرف ان هذا الكلام صعبا على البعض،ولكن هذا الكلام بمثابة بوليصة تأمين له ولعائلته حتى لا يعود يوماً الى البيت اما قاتلا او مقتولاً، وبالرغم من ذلك فأنا اليوم اشعر بالاعتزاز لهذا الصلح".
مساعي لجنة الصلح اما نصر صنع الله رئيس المجلس المحلي في دير الاسد قال:" اشكر كل من ساهم بوصولنا اليوم الى رفع راية الصلح، بعد الجريمة النكراء التي وقعت ، واشيد بالموقف النبيل والانساني الذي وقفه والد المغدور وافراد عائلته، على الصبر وحسن العزاء، وحصروا الجريمة بفاعل الجريمة، فهو موقف رجولي وشهم وكان حجر الاساس في عقد راية الصلح اليوم".
اما الاستاذ خالد اسدي ممثل عائلة اسدي فقال:" اشقاءنا في البعنة العزيزة ضربوا مثال طيب في الكرم فاترتا اقدم الشكر ام الاعتذار ،فإننا نثني جهد مساعي لجنة الصلح، بين الاخوة فطوبى لصانعي السلام، ولآل بكري اقول إن كل كلمات الثناء تتقزم امام سماحتكم وما جنوحكم للسلم الا خطوة شجاعة وبها من المسؤولية اقصى معانيها فالعفو من شيم الكرام ".
دفع مبلغ من المال كدية هذا وتلا محمد عبري نصار "أبو أنور" عضو لجنة الصلح، على الملأ قرار لجنة الصلح الذي توصل اليه الطرفان، والتأكيد أن عائلة اسدي ستدفع 550 الف شاقل كدية لعائلة بكري بحضور لجان الصلح، وهو يضمن جميع الحقوق القانونية والشرعية والنظامية ، وقررت اللجنة انه لا علاقة لكل من يوسف احمد ياسين نعمة ، وعبدالله خالد صنع الله، بحادث القتل الذي ادى الى مصرع الشاب باسم بكري وانه لا علاقة لابناء قاسم بكري بحادث اطلاق النار على يوسف ياسين نعمة، بحسب قرارات المحاكم المدنية، ويتعد افراد العائلتين بامن وأمان ابناء القريتين والتاكيد على منع أي خلاف بين الطرفين، واللجنة تتمنى للجميع بالسعادة والتعاون" وطلب أبو انور أن يعقد راية الصلح باسم طيب الذكر جمال طربيه الذس تمنى أن يكون حاضرا اليوم هذه المراسيم".
هذا واختتم الكلمات عضو الكنيست النائب احمد ذباح والذي قال:" اشكر والد المغدور وافراد عائلته وجميع اهل البعنة وعائلة اسدي على الاستجابة ، وابارك الصلح، وكل من ساهم بانجاحه وأن يكون هذا الصلح آخر ملف قتل في مجتمعنا العربي من الشمال الى الجنوب".
هذا وتسلم والد المغدور في نهاية المراسيم المبلغ المشار اليه كدية من عائلة اسدي وقيمته 550 الف شاقل وقام افراد العائلتين الكريمتين والشهود بالتوقيع على اتفاقية الصلح في اجواء من المحبة والاحترام.