الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

علامات لاستفهام الحياة/بقلم:محمد مصطفى شحادة

كل العرب
نُشر: 01/11/12 17:23,  حُتلن: 08:10

نفتقد اكثر مما نحتفظ به بأرواحنا، نفتقد لكأس شربناه على شرفتنا، او لمعطف الريش الذي ارتوت دفئا منه انفسنا، او ربما لساعة يد نرتديها دون ادراك ماهيتها.
ربما تصلح كلمة اشتياق مكان كلمة افتقاد، أأصبح الافتقاد اشتياقا، ام الاشتياق افتقادا لروح شيء ما.

نمشي في ممرات حينا الضيقة، فلا نجد احد!!
أين الجمعات الطفولية؟ التي تعشق حجرا ترميه ارض فينعشها بمسار تحدي يرسم بسمه الخسارة وبسمه الفوز، اين كلمات جاراتنا صباحا أمام فناجين القهوة الشاحبة؟ عن أزواجهن او رحلاتهن او أصدقائهن، او اين لمات الأمهات؟ لماتهن لعائلاتهن والسهر بدفء العائلة أمام برنامج او مسابقه تلفازية، اين قعدات الصبايا الغامضة؟ التي شملت قدح ومدح وعتاب وفخر لأشخاص مبهمة لنا، او اين كتل شبابنا الراقدة؟ الراقدة ليلا ونهارا على جدران وأرصفة شوارعنا التي كادت تتذمر هذه الأرصفة ضجرا...
او اين الحياة ..!!..

اهذا لان أمهاتنا أصبحت عاملات؟ لا تخضع لرواتب أزواجهن فلبت إغراءات نفسها زجرا، أم أولادنا؟ التي ذبلت أعينهم من إدمان الجلوس أمام الانترنت، أم أخواتنا؟ اللاتي ما لمحن دقه لشاب على الباب نسبن عائلته لاسمهن، أين الحي الذي عشقنا زقزقة نساءنا فيه! اين جارنا الذي ضرب ابنه أمامنا ليدرك قيمة أغلاطه! أين الأم التي تمسك بمكنستها وتجر شظايا على عتبات البيوت! او أب ثار ضجرا لقلقه على ابنته المتأخرة ليلا ! ....

الجميع منهمك وضائع، الجميع يسعى لهثا لإرضاء غروره، ونسي طفلا يحتاج عطفا، او اختا تنادي لشئنا، او أما مريضة الجسد لاهتمامها به صغرا، او لاب بمأوى العجزة يلهف لِلَمح طيف حفيدا زاره خجلا، او لجار ينتظر سلامك لابنة المغترب سفرا...
ابقوا كما انتم وعيشوا لمصالح أنفسكم، وانسوا أشخاص باتت تعش على ابتسامه شفاه وأخرى تعش على دقه اشتياق وأخرى على اشتعال مشاعر، وانسوا ان إزالة او إضافة نقطة الى كلمات الانفس تغير جملة الحياة.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.