اليوم الدراسي تخلل فقرتين موسيقيتين الاولى قدمها المتطوع صلاح حسن ابو سمير بمصاحبة عضو من النادي والثانية مع ناد للشباب والشبيبة في شفاعمرو
مركزة النادي العاملة الاجتماعية عبير بحوث تطرقت في كلمتها إلى أوضاع المتضرر النفسي في المجتمع العربي سواء عند محاولته "الاختفاء" عن المجتمع بدل المواجهة أو عند ظهوره
بمناسبة "أسبوع الصحة النفسية العالمي السنوي"، نظم "نادي الياسمين للصحة النفسية" في شفاعمرو يوماً دراسياً، نهاية الأسبوع الماضي تحت عنوان "المجتمع العربي الصحة النفسية" شارك فيه أعضاء النادي وأفراد أسرهم. ورحبت عريفة الحفل المرشدة التأهيلية في النادي سمر سواعد، بالحاضرين على رأسهم رئيس البلدية ناهض خازم ومدير عام البلدية عمر الملك ومدير قسم الرفاه الاجتماعي فريد شاهين ومركّزة النادي عبير بحوث وعائلات الأعضاء والمتطوعين المعطائين والحفل الكريم.
وتطرقت سواعد إلى نظرة المجتمع تجاه المريض النفسي "وهي في العادة نظرة دونية..لا تخلو من الازدراء والاحتقار وكأن المريض هو من جلب المرض لنفسه".
تصوير البلدية
وتطرقت مركزة النادي العاملة الاجتماعية عبير بحوث في كلمتها إلى أوضاع المتضرر النفسي في المجتمع العربي سواء عند محاولته "الاختفاء" عن المجتمع بدل المواجهة أو عند ظهوره وما يلقاه من عدم تقبل لدى الآخر. وأضافت أن مهمة النادي هي نشر الوعي داخل المجتمع لتسهيل عملية الاندماج. وتحدثت عن نادي "الياسمين" والخدمات التي يقدمها لكل من يعاني من مرض نفسي بنسبة 40 في المئة وما فوق من سكان شفاعمرو الحاصلين على موافقة من لجنة وزارة الصحة. كما تحدثت بحوث عن فعاليات وبرامج ودورات متعددة في النادي تتم على ايدي مهنيين متخصصين بالإضافة الى مجموعات علاجية وترفيهية غنية ومتنوعة.
من جهته أكد رئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم على أهمية هذا اليوم وعلى أهمية إقامة ناد اجتماعي في المدينة يخدم شريحة من المجتمع لمساعدتهم على التأقلم في حياتهم وبيئتهم. وشدّ على أيدي طاقم العاملين في النادي على مساعدتهم هذه الشريحة والوقوف إلى جانبهم، مضيفاً أن البلدية تواصل دعم كافة الأطر والمؤسسات التي تقدم ما فيه مصلحة مواطني المدينة.
عدم الاستقرار والعصبية
وأكد رئيس قسم الرفاه الاجتماعي العامل الاجتماعي فريد شاهين، الذي لعب دوراً كبيراً في إقامة النادي، عن أهمية وجود مثل هذا الإطار لمساعدة الأشخاص المتضررين نفسيا بما يعود عليهم بالفائدة وتحسين أوضاعهم وإعادة دمجهم في المجتمع وتعزيز إمكانياتهم وقدراتهم. وشكر أفراد طاقم النادي على خدمتهم ونشاطهم المستمر المعطاء لخدمة هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم والقيام بمشاريع جذابة داخل المدينة. ثم تحدث بعض أعضاء النادي عن تجاربهم مع المرض، وشكروا النادي على عطائه لهم لمواجهة الصعوبات في حياتهم الشخصية ما يبعث على ارتياحهم النفسي وارتياح عائلاتهم من خلال مشاركتهم في الفعاليات داخل النادي. وقال أحدهم إن مساعدة النادي له كبيرة جدا وأنه عاجز عن التعبير عن فرحته بوجود هذا النادي في حياته ومساعدته في تأهيله للعمل بشكل يومي. وتحدث آخر عن معاناته سابقاً من عدم الاستقرار والعصبية والتجوال في الشارع، "لكن منذ مجيئي للنادي أصبحت أشارك في الفعاليات والخروج من البيت مما ساعدني في الاستقرار والتروي".
"المجتمع العربي والمرض النفسي"
وتخلل اليوم الدراسي فقرتين موسيقيتين، الاولى قدمها المتطوع صلاح حسن ابو سمير بمصاحبة عضو من النادي. والثانية مع ناد للشباب والشبيبة في شفاعمرو بقيادة المغني شادي تلحمي ومرافقه سامر تلحمي، والعازفين محمد صفي وشادي حاج وخالد حاج علي. وقدم المحاضر قاسم محاجنة محاضرة في موضوع "المجتمع العربي والمرض النفسي" مشيراً إلى أن مدينة شفاعمرو هي الوحيدة هذا العام التي قامت بمشروع في مثل هذا اليوم تحت عنوان الصحة النفسية. وتحدث عن خبرته في هذا المجال وعن "وصمة المرض" بنظر المجتمع العربي، وناشد ذوي المتضررين نفسياً بتوجيه أبنائهم للعلاج النفسي ونبذ معتقدات سخيفة تشفيهم من مرضهم. وأكد محاجنة أن نحو 80 في المئة من الأسر العربية تلجأ الى المعالجين بالسحر والشعوذات وهذا يعود عليهم بالضرر الكبير لهم وللمحتاجين للعلاج. وأكد على أنه ينبغي على الأسرة أن تبحث عن المساند الاجتماعي لها في المؤسسات وقسم الرفاه الاجتماعي التي تقام من اجل المساعدة والاستشارة الطبية والدعم والحقوق من قبل مختصين في ذلك لما له من دور كبير في إشباع الحاجة للأمن النفسي وخفض مستوى المعاناة الناجمة عن الشعور باليأس والاكتئاب والخجل العميق. ورأى محاجنة وجوب إحداث نوع من التغيير في فهم الجمهور واتجاهاته للمرض النفسي ليكونوا مدركين أكثر له.
تعزيز حقوق المرضى
وبعد ذلك قدم المحاضر محمد أبو مخ محاضرة في موضوع سلة التأهيل في الصحة النفسية فتحدث عن تأهيل المريض وأهميته في حياة الشخص إذ يساعده على التوافق مع البيئة والقيام بخدمة نفسه بنفسه والعناية بأموره الشخصية بدون الاعتماد على الآخرين، مضيفاً أن التأهيل يقوم بتعزيز حقوق المرضى في الحياة داخل مجتمعاتهم المحلية والتمتع بالصحة والرفاه والمشاركة الكاملة في الانشطة التعليمية ايا كانت، سواء بالاستعانة بدورات مجانية للمريض أو الخروج الى السوق الحر للعمل والاندماج في المجتمع.