أبرز ما جاء في لائحة الاتهام:
السفير آنذاك بن آريه استلم البرقية من اجل نقلها بسرية تامة الى الجهات المسؤولة الا ان ذلك لم يتم
القضية تعود لسنوات عدة خلت قبل ان يستلم المتهم افيغدور ليبرمان منصب وزير الخارجية عندما جمعته صداقة "دبلوماسية وشخصية" مع السفير الاسرائيلي في دولة بيلاروسيا
قدم المدعي العام الاسرائيلي، يهودا فاينشتاين، اليوم الخميس لائحة اتهام خطيرة البنود، بحق وزير الخارجية ورئيس حزب يسرائيل بيتينو والمرشح الثاني في قائمة الليكود بيتينو لإنتخابات الكنيست القادمة افيغدور ليبرمان، بقضايا تتعلق بعمليات مالية مشبوهة، وارتكاب مخالفات اساءة الائتمان وخيانة الامانة وترقيات مشبوهة تمس بالمصلحة العامة وحقوق الجمهور.
افيغدور ليبرمان
وقدم آينشتاين الذي يشغل منصب المستشار القضائي للحكومة ايضًا لائحة الإتهام بعدما تقرر إغلاق احد الملفات والذي يعتبر الأكبر من حيث الاتهامات فيه قبل 40 يومًا من موعد الانتخابات القادمة الأمر الذي سيؤثر لا محالة على مجرياتها وقد يتسبب بإستقالة ليبرمان من الحياة السياسية لاحقًا كما توقعت مصادر اسرائيلية مسؤولة ومطلعة.
استكمال التحقيقات
وبحسب لائحة الاتهام التي قدمها المدعى العام، فإن القضية تعود لسنوات عدة خلت، قبل ان يستلم المتهم افيغدور ليبرمان منصب وزير الخارجية، عندما جمعته صداقة "دبلوماسية / شخصية" مع السفير الاسرائيلي في دولة بيلاروسيا او ما تعرف بـ روسيا البيضاء، ئئيف بن آريه الذي شغل هذا المنصب بين السنوات 2004 حتى 2009. وفي تاريخ غير معروف تحديدًا للنيابة العامة في شهر شباط من عام 2008 وصلت برقية عاجلة من السلطات الاسرائيلية للسفير بن آري عبر القنصلية، تتضمن طلبًا للمساعدة القضائية في بيلاروسيا، وبالتحديد المساهمة في استكمال تحقيقات تجريها الشرطة في البلاد التي احتاجت لجمع ادلة وافادات من الخارج في ملف تحقيق سري فتح ضد ليبرمان.
سرية تامة
وجاء في لائحة الاتهام ان السفير آنذاك بن آريه استلم البرقية من اجل نقلها بسرية تامة الى الجهات المسؤولة في بيلاروسيا والعمل على تسيير الأمور بصورة سلسة، الا ان ذلك لم يتم. ومضت لائحة الاتهام في سرد التفاصيل انه وفي تاريخ غير دقيق في شهر تشرين أول/اكتوبر من عام 2008 وصل ليبرمان ضمن زيارته الى روسيا البيضاء (قبل تعيينه وزيرًا للخارجية)، والتقى هناك مع السفير بن آريه الذي طلب البقاء منفردًا معه في غرفته في احد الفنادق الفخمة، وخلال جلستهما اطلع ليبرمان على فحوى البرقية التي شملت اسم شركة معينة وارقام حسابات بنكية الذي طلبت السلطات الاسرائيلية الحصول على تفاصيل اصحابها، وكان بن آريه قد سجلها مسبقًا على ورقة اعطاها لليبرمان وقام الأخير بطيّها واخفاها داخل جيبه.
ترقية رد جميل
وقال المدعي العام في لائحة الاتهام ايضًا ماضيًا في سرد التفاصيل ان المتهم افيغدور ليبرمان كان مدركًا كل الادراك ان ما قام به صديقه السفير بن آريه هو أمر مخالف للقانون الاسرائيلي، وهو ثمة استهتار بمنصبه وواجباته اتجاه الدولة والسلطة الحاكمة التي يمثلها في بيلاروسيا.
واضاف:"في شهر آذار/مارس من العام 2009 تم تعيين ليبرمان وزيرًا للخارجية، وفي ذلك الوقت كان يعمل بن آريه في وزارة الخارجية في المكتب المسؤول عن ملف دول اوروبا وآسيا، حينها توجه الوزير المتهم لصديقه السفير المسرب بن آريه بعرض مغرٍ عبارة عن ترقية بإستلامه منصب مستشار وزير الخارجية للشؤون الدولية، وعليه فقد تم ترقيته وبدأ العمل بمنصبه بعد اسبوعين، لمدة ستة اشهر حتى رشح الأخير نفسه لمنصب سفير اسرائيل في جمهورية لاتيفيا، بعد ان استشار ليبرمان بذلك وأبدى الأخير موافقته، فقام بترشيح نفسه يوم 29 أكتوبر 2009 وفاز بالمناقصة على عشرة مرشحين، دون ان يكشف ليبرمان (وهو ملزم بذلك كما يمليه عليه القانون كوزير خارجية وشخصية مسؤولة) أمر تسريب المعلومات أمام لجنة الفحص والتعيين التي اختارت بن آريه في النهاية، وعلى هذا الأمر كتب المدعي العام في لائحة الاتهام:"انه وبسبب اخفاء ليبرمان لهذه المعلومات المهمة والخطيرة عن بن آريه، الذي سرب معلومات وحاول تشويش التحقيق وخالف القانون وافقت اللجنة الوزارية المسؤولة عن ترسيم السفراء على طلب وقرار لجنة الفحص وتم تعيين السفير بن آريه رسميًا في لاتيفيا".
بنود الاتهام
اما في بند الإتهامات فجاء في اللائحة:"ان ليبرمان وبأعماله المذكورة اعلاه قام بمخالفات جنائية تتعلق بالفساد والنصب وخيانة الامانة التي ضربت بعرض الحائط الجمهور الاسرائيلي وحقوقه، وان تعيين بن آريه سفيرًا في لاتيفيا وقبلها استلامه منصب المستشار الدولي لوزير الخارجية انما هي تعتبر ترقية رد جميل على ما قام به من اجل ليبرمان من مخالفات سابقة".
شهود القضية ضد ليبرمان
يشار الى انه وفي قائمة شهود القضية برز الى جانب محققي الشرطة، كل من السفير السابق رئيف بن آريه الذي تم ادانته وحكم عليه بستة اشهر عملًا لصالح الجمهور، وموظفين كبار في وزارة الخارجية.