الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 05:02

وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين/بقلم:خالد وليد كامل

كل العرب
نُشر: 26/12/12 08:30,  حُتلن: 11:27

خالد وليد كامل في مقاله:

ما هذه الانتخابات إلا فتنة ولعبة ابتدعها المحتل لنلهو بها يوما ويذبح بعضنا الاخر لأربع سنوات ثم دواليك

أني والذين يقاطعون الانتخابات ويرفضون المبادرات السياسية الجماهيرية العربية ويمتنعون عن اتخاذ مواقف من السياسة الاسرائيلية

مقاطعة الانتخابات لم تكن إثر النكبة فالتهجير والحكم العسكري لم يكن لهما دور في منع العرب من المشاركه بالانتخابات

ما الذي منع ما يزيد عن نصف المنتخبين العرب ان يدلوا بأصواتهم في العقدين الأخيرين؟!

انشطار الحركة الاسلامية (1996) بين مؤيد ومعارض للانتخابات وبدء البحث عن فتوى شرعيه للانخراط في الحياة السياسية الاسرئيلية

تصحيح القانون الأساس للحكومة 2001 الذي ألغى التصويت المزدوج للكنيست ورئاسة الحكومة الامر الذي اعاد نظام الاقتراع كما كان قبل 1992طريقة الانتخابات النسبية – القطرية

العديد من الاسباب جعلت السياسة حكرا على مجموعات معدودة في اسرائيل لتخدم عائلات معينه فيها والنظام العالمي الجديد الذي امتهن الرأسمالية والعنصرية

أرى دفة البارجة الاسرائيليه تنأى الى اقصى اليمين وهنا حق للمتخلفين عن ركب المصلحة العليا للوسط العربي لكل من قاطعوا الانتخابات وأولهم شخصي باتخاذ مواقف حاسمة

من يتأمل تذبذب قوّاد اليسار الاسرائيلي وتنقلهم من شيعة الى اخرى ومن حزب الى اخر حتى اخر دقيقه للترشيح، يرى رأي العين وإدراك اليقين ان كل الايديولوجيات الحزبية والخطوط العريضة والبروتوكولات قد سقطت بجرة قلم

لطالما قاطعت الانتخابات وإمتنعت عن الاقتراع للسلطات المحلية او للكنيست أضف إلى ذلك أني لعمري ما كنت أميل الى حزب او الى آخر بل وأتقبل كل الاحزاب بشتى رؤاها الايديولوجية وخطاها العملية كأي انسان سلبي "يمشي الحيط الحيط ويقول يا رب السترة"، او كأي مُراءٍ يسعى لكسب ود كل الاطراف او على الاقل عدم عداءهم او كما يشاء الجبناء والمنافقون بتجميل خيانتهم للضمير العربي بدبلوماسية المهزوم ولباقة المغلوب على أمره أن ما هذه الانتخابات إلا فتنة ولعبة ابتدعها المحتل لنلهو بها يوما ويذبح بعضنا الاخر لأربع سنوات ثم دواليك..أو كما شاءت منابر المساجد التي تلمذتني بإعتبارات شرعية بأن اقتراع الوسط العربي للكنيست ما هو إلا إضفاء شرعية للكيان الغاصب، وما هو إلا ورقة تين تخصف بها الاقليه على عورة الديموقراطيه الإثنيه في إسرائيل وهو الامر الذي آمنت به حتى "عامود السحاب" مرورا "بالرصاص المصبوب".

والحقيقة أني والذين يقاطعون الانتخابات ويرفضون المبادرات السياسية الجماهيرية العربية ويمتنعون عن اتخاذ مواقف من السياسة الاسرائيلية، نحن من صهرنا الرصاص لينصب على اهلنا في غزة نحن من كثفنا السحاب ليغطي اعمدة الفوسفور المؤصدة عليهم. ان إنزواءنا وتنحينا جانبا هو ما افسح المجال للمتطرفين ان يتقاذفوا الدفة الاسرائيليه بين اليمين وأيمن اليمين لتهشم هاماتنا، تهّمش وجودنا، وتسحق بطريقها المرابطين بساحل الشام.

قيام دولة الهاجاناه
رصد تاريخي في العقود الاولى لقيام دولة اسرائيل شارك العرب بسذاجتهم ، جهلهم وجبنهم بغالبيتهم في الاقتراع لصالح الاحزاب الصهيونية، ليثبتوا للعالم ان عصابات شتيرن، البلماح والليحي ما هي إلا احزاب سياسية ليضفوا شرعية لقيام دولة الهاجاناه والارجون كدولة ديموقراطية تكفل حقوق أقلياتها بل وليشهد العالم أن السكان الاصليين الذين اجتثوا من قراهم راضين كل الرضى عن المحتل. ويا للدنية سعت عدة شخصيات عربية مرموقة من "العرب الجيّدين" لدمج العرب وخرطهم في الحياة الاسرائيليه تحت قبة التعايش العربي اليهودي. او كما وعظ أئمة ثورة 1936 – العرب لمصلى عذيالهن- الذين ناضلوا طيلة عقود ضد الانتداب والهجرات اليهوديه ثم انقلبوا على اعقابهم خائبين، مداهنين لعدوهم..مرائين لغاصبهم..ممارين لولي نعمتهم الجديد، بذريعة انقاذ ما يمكن انقاذه. ليلعقوا ما يلفظ لهم الحكم العسكري من تسهيلات ورفع اليد عن الاراضي التي لم تضمها بروتوكولات حكام صهيون.

عوامل متسلسلة
اذاً فمقاطعة الانتخابات لم تكن إثر النكبة. فالتهجير والحكم العسكري لم يكن لهما دور في منع العرب من المشاركه بالانتخابات. اذاَ ما الذي منع ما يزيد عن نصف المنتخبين العرب ان يدلوا بأصواتهم في العقدين الأخيرين؟! برأيي كان هنالك عدة عوامل متسلسلة بنهج سببي وعلاقة طرديه منها:

الحركة الاسلامية
1- استقطاب الحركة الاسلامية للوسط العربي إبان انتفاضة الأقصى وإبعاده عن الاحزاب اليسارية بعد أن خذلتهم هذه الاحزاب ولم تحقق عمليا على الصعيد الاجتماعي ، المالي والسياسي اية مكاسب، برؤيتي الموضوعيه ومن باب اذكروا محاسن... يُحسب لرصيد هذه الاحزاب والكوادر اليسارية اثبات الحضور العربي في اسرائيل بالمظاهرات والاحتجاجات والخطابات الناريه التي عبرت عن العربي الطامح للتعايش والسلام، كذلك فضح المجازر الاسرائيله اعلاميا..واهم اعمالهم وانجازاتهم المحافظه على اللغة العربية والطابع الحضاري وخصائص اقليتنا العربية من خلال "الغد"، "الجديد" و "الاتحاد".

مؤيد ومعارض
2- انشطار الحركة الاسلامية (1996) بين مؤيد ومعارض للانتخابات وبدء البحث عن فتوى شرعيه للانخراط في الحياة السياسية الاسرئيلية، ولو ان الحركة الاسلاميه لم تطرح قضية تشريع الوجود العربي في الكنيست على الرأي العام في الوسط العربي لما قاطع اكثر من 50% من الناخبين الانتخابات وهم الذين كانوا يقترعون تحت خيمة الكوادر اليساريه وتأييدا لكل ناطق بالضاد في اي حزب. – واستشهد بإشغال رائد صلاح منصب رئيس بلدية ام الفحم (باكتساح 90% من الاصوات) ووجوده في طليعة الحركه في الحين التي انتخبت فيه الجماهير في ام الفحم فيما بعد هاشم محاميد عضو الجبهه الامر الذي يؤكد ان رغم استقطاب الحركه للجماهير إلا ان الاخيره لم تزل تساهم في دعم العرب دخول الكنيست-.

القانون الأساس
3- تصحيح القانون الأساس للحكومة 2001، الذي ألغى التصويت المزدوج للكنيست ورئاسة الحكومة، الامر الذي اعاد نظام الاقتراع كما كان قبل 1992، طريقة الانتخابات النسبية – القطرية وهي التي ادت الى نشوء أحزاب كثيرة وأتاحت المجال للمتطرفين بأحزابهم الصغيره ولوج الكنيست، الامر الذي حتّم عدم استقرار السلطة بسبب القوة الكبيرة المركزة بأيدي الأحزاب الصغيرة –اليمين الصهيوني- وهو ما خلق "الابتزاز السياسي". وراح السياسيون من المركز، اليمين وحتى من اعتبروا آن ذاك يساريين (العمل) بمغالاتهم بإسترضاء المتطرفين، مغازلين الاحزاب المتعصبة عرقيا وإثنيا،لاهثين وراء كسب هذه الاحزاب والسعي لتضخيم نفوذها وقوتها كي يغدو بإمكانهم تشكيل حكومات على مر العقد الاخير.

التضخم المالي
4-
وشوك التضخم المالي وسحق الطبقه الوسطى وما دونها، الامر الذي حتّم على الوسط العربي- كذلك البرجوازيين اليهود- الانشغال بلقمة العيش زاهدين في العمل السياسي والنشاط الاجتماعي عازفين عن الرأي العام، تاركين ادارة الدوله ومؤسساتها لربطات العنق تحكم الخناق على زمام الامور وتدير الدولة لما يصب في مصلحة وجهاء الدوله واغنيائها فقط.
كذلك العديد من الاسباب التي جعلت السياسة حكرا على مجموعات معدودة في اسرائيل لتخدم عائلات معينه فيها والنظام العالمي الجديد الذي امتهن الرأسمالية والعنصرية وتدريج الدول وفق امكانيات مادية وتوافق ايديولوجيات.

السياسة اليمينية
من باب التذكير وعلى سبيل المثال لانحراف صارية المجتمع الاسرائيلي نحو السياسة اليمينية في انتخابات الكنيست الاخيره شباط 2009 مُنيت الاحزاب غير اليسارية (93) عضو اي 27 عضو محسوبين على الطرف اليساري منهم 11 عرب. وأنا كذبابة على حائط التغييرات السياسية أرصد تأرجح الايديولوجيه الصهيونيه بين يمين وشمأل. أرى دفة البارجة الاسرائيليه تنأى الى اقصى اليمين، وهنا حق للمتخلفين عن ركب المصلحة العليا للوسط العربي، لكل من قاطعوا الانتخابات وأولهم شخصي، باتخاذ مواقف حاسمة آن للذين قاطعوا الحياة السياسة أن يبتكروا فيها طرقا تكسر الترسانة السياسيا الصهيونية التي شئنا ام ابينا نساهم فيها بسلبيتنا وانزوائنا، ونمنح اليمين بمقاطعتنا مناخا مثاليا للتكاثر والتكالب علينا كما تتكالب الاكلة الى قصعتها.

تذبذب قوّاد اليسار الاسرائيلي
ومن يتأمل تذبذب قوّاد اليسار الاسرائيلي وتنقلهم من شيعة الى اخرى ومن حزب الى اخر حتى اخر دقيقه للترشيح، يرى رأي العين وإدراك اليقين ان كل الايديولوجيات الحزبية والخطوط العريضة والبروتوكولات قد سقطت بجرة قلم، ويستنبط انه ما من يسار ولا مركز في هذه الدولة فما الساسة اليهود فيها إلا تجار أصوات يسعون بأي وسيله للحفاظ على مقعدهم في الكنيست والبي ام 530 ومصالح من يمولهم. وعليه فانه لا يسار في اسرائيل..لا حقوق لأقليات..لا حقوق لطبقات وطوائف..وأي حق سيكون مقرون بواجبات وفق أهواء اليمين الصهيوني. فيصبح ثمن مأكلنا ومسكننا وقوفنا بالبزة الخضراء وال ام 16 على حواجز الضفة والقطاع وفق قانون ديمقراطي يسنّه ليبرمان. او يُشرّع الاستيطان في نابلس، رام الله والقطاع وفق قرار اغلبية تشريعيه بقيادة فيجلين، او يحترق الشرق الاوسط بقرار حرب على ايران بأغلبية الحكومة التي سيشكلها زئيف القين ولفين.
وهنا يتأتى علينا مواجهة هذا التطرف المسعور الذي سيلغي الوجود العربي في هذه الارض عاجلا ام اجلا بترانسفير او بمجازر جديدة، بعد ان خلت هذي الدوله من كل دين ومن أي ذمة، حتى عباءة الديموقراطيه اسقطها حكامها الجدد ليجاهروا للعالم بعورات هذي الدوله غير مبالين بقانون دولي او حقوق انسان.

فصل المقال: سادتي ومع جزيل احترامي لكل شخص بعينه آثر الحياد عن العمل السياسي والنشاط الجماهيري وامتنع عن أضعف التأثير، عن حق الانتخاب في العقد الاخير، انتهى زمن السلبيين..الحياديين والمنشغلين بأنفسهم ولقمة عيشهم، في الحين الذي يرص اليمين المتطرف بنيانه ليلغي وجود اي كتلة سواه على ارض الميعاد آن لمصير الوسط العربي في ارضنا ان يصير شغلنا الشاغل، ليعود لنا دور في السياسة الاسرائيليه ليس اعترافا بشرعية الدوله إنما حفاظا على بقائنا في هذه الارض، سادتي هي دعوة مني بالغيرة على مصلحة الوسط العربي وكيانه، دعوة لانتخاب الاحزاب العربيه من وازع ديني او قومي او يساري أياً كان، في المحصله انتخاب كوادر شغلها مصلحتنا وبقاءنا على هذه الارض.


17.12.2012

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.