الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 00:01

الوثائق السرية البريطانية: هدف الادارة الأمريكية اخراج منظمة التحرير الفلسطينية

كل العرب- تصوير:
نُشر: 28/12/12 20:28,  حُتلن: 07:44

الوثائق السرية البريطانية:

منظمة التحرير رفضت أن تلقي بسلاحها وبريطانيا أظهرت تخوفها من "حمام الدم" إذا اقتحمت إسرائيل بيروت الغربية

بعض الوثائق قد تحتوي على أسماء أشخاص ما زالوا في مواقع حكومية رسمية وقد يتعرض أصحابها للإحراج أو الأذى الشخصي

وثائق هذا العام تتضمن عوامل جديدة في النزاع العربي الإسرائيلي مع وجود إدارة أميركية جديدة إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان وطاقمه الدبلوماسي

الوثائق تبين العلاقات الحميمة والقوية التي كانت تجمعه في السياسيين على أعلى المستويات مثل رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر والرسائل التي كتبها لها بخط يده

مارغريت ثاتشر عبرت عن عدم ارتياحها من الموقف الأميركي وقالت إن هم الإدارة الأميركية الوحيد هو إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وليس إيجاد حل للنزاع في الشرق الأوسط

الوثائق تبين كيف كانت مارغريت ثاتشر تحسب لكل كبيرة صغيرة لتفادي إحراجها أمام البرلمان بخصوص تكاليف عملية إنقاذ ابنها مارك الذي اختفى في الصحراء الجزائرية عام 1982 وتم إنقاذه من قبل سلاح الجو الجزائري

مارغريت ثاتشر اقترحت أن تلقي هي أو وزير الخارجية خطابا يشرح معاناة الشعب الفلسطيني مع التمييز بينه بين منظمة التحرير الفلسطينية مع التأكيد بأن بريطانيا لم تقبل أبدا المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني

تنشر صحيفة "الشرق الأوسط" خلال الأيام المقبلة، ابتداء من اليوم، سلسلة من الحلقات تستمد مادتها من وثائق بريطانية، أفرج عنها أمس بناء على قانون السرية المطبق على الملفات الرسمية التي مضى عليها 30 عاما. ففي نهاية كل عام في شهر كانون الأول (ديسمبر) ترفع الحكومة البريطانية قيود السرية المفروضة على نقاشات رئاسة الوزراء ومحاضر جلساتها ومراسلات سفاراتها مع جهازها الإداري في وزارة الخارجية ولقاءات وزرائها مع نظرائهم في الدول الأخرى وطواقم مباحثاتها الدولية ومفاوضاتها في أمور الساعة والقضايا الدولية.

 
مارغريت تاتشر

وحصة الأسد هذا العام جاءت من نصيب حرب الفولكلاند عام 1982 التي جاءت على خلفية اقتحام الأرجنتين لمجموعة من الجزر تطلق عليها اسم "المالفيناس" والقريبة من شواطئها. لكن هذه الجزر يسكنها بريطانيون وسيادتها تخضع للتاج البريطاني حسب القانون الدولي. هذه الحرب خلقت أجواء سياسية ودبلوماسية جديدة على الصعيد الدولي بسبب تشابك العلاقات والمصالح الاستراتيجية بين بريطانيا ودول مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية من جهة، وبين الأرجنتين ونفس هذه الدول من الجهة الثانية. الملفات المفرج عنها تبين الارتباك في هذه العلاقات والاصطفاف الدبلوماسي وحتى العسكري التي واجهته هذه الدول في علاقاتها مع بعضها ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. لقد شهد مركز الأرشيف الوطني تواجدا كثيفا وغير مسبق للصحافيين من الولايات المتحدة ودول أوروبية وأميركية جنوبية بسبب حساسية الموضوع والعلاقات في تلك الفترة.

الصراع العربي - الإسرائيلي
وتبقى بالطبع بعض الملفات قيد السرية لمدة أطول من ذلك، كما أن بعض الوثائق قد تحتوي على أسماء أشخاص ما زالوا في مواقع حكومية رسمية وقد يتعرض أصحابها للإحراج أو الأذى الشخصي، فتجد أن بعض الأسماء حذفت عمدا من الوثيقة. في السنين الماضية استحوذت منطقة الشرق الأوسط، خصوصا الصراع العربي - الإسرائيلي، على حصة كبيرة من هذه الوثائق السرية، خصوصا أنها جاءت في فترة حرجة من التطورات السياسية في المنطقة، التي شهدت مفاوضات كامب ديفيد ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، لكن، وخلافا لملفات العام الماضي، فإن وثائق هذا العام تتضمن عوامل جديدة في النزاع العربي الإسرائيلي مع وجود إدارة أميركية جديدة، إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان وطاقمه الدبلوماسي.

 الاجتياح الإسرائيلي للبنان
وثائق العام الماضي وما قبله تضمنت المفاوضات بين مصر وإسرائيل بوجود الرئيس المصري الراحل أنور السادات في خضم مفاوضات كامب ديفيد بينه وبين رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيغن وتحت رعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر. وفي هذا العام تناولت الملفات المفرج عنها الاجتياح الإسرائيلي للبنان ومحاصرة وزير الدفاع آرييل شارون لبيروت. وتبين هذه الوثائق التباين في المواقف بين الدول الأوروبية خصوصا فرنسا وبريطانيا ودورهما في المفاوضات لإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت والخوف من اقتحام القوات الإسرائيلية لبيروت الغربية، وكذلك الدور الأميركي الذي كان يرتكز على إخراج القوات الفلسطينية من لبنان. كما تظهر الوثائق الامتعاض البريطاني من هذا الموقف الأميركي الذي لا يبحث عن إيجاد حل للنزاع في الشرق الأوسط. بريطانيا تريد، ليس فقط إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وإنما التوازن في موقفها لإرضاء حليفها الأساسي، أي الولايات المتحدة الأميركية من جهة وإرضاء العرب من جهة أخرى وعدم إعطاء فرنسا الفرصة لإظهار نفسها على أنها أكثر توازنا في علاقاتها مع العرب، والذي يعني ميزان تجاري يميل لصالحها. وواجهت بريطانيا معضلة الاتصالات المباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تعتبرها إرهابية. إذ أرادت بريطانيا من جهة أرضاء حلفائها العرب وعدم إثارة غضب الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى. وفي نفس الوقت لا تريد فسح المجال أمام فرنسا، التي لم تشعر بإحراج دبلوماسي في استقبال منظمة التحرير الفلسطينية، التمييز في علاقاتها مع العرب وهذا ما تحاول الوثائق اللقاء عليه بعض الضوء في حلقة الغد أيضا.

تخوف بريطانيا
وتبين بعض الوثائق تخوف بريطانيا من أن الاجتياح الإسرائيلي للبنان الذي تزامن مع الحرب الإيرانية العراقية وهذا قد يعني هزيمة العرب على جبهتين أساسيتين، وقد يعني أكبر إذلال للعرب في التاريخ الحديث، على أيدي الإسرائيليين والإيرانيين في آن واحد، والذي قد يؤدي إلى مضاعفات غير حميدة في المنطقة. هناك بعض الملفات المحلية البريطانية التي تلقي بعض الضوء على قضايا آنية مثل الفضائح الجنسية التي ما زال التحقيق فيها قائما والتي تخص مقدم برامج في "هيئة البث البريطاني (بي بي سي)" جيمي سافيل. إذ تبين الوثائق العلاقات الحميمة والقوية التي كانت تجمعه في السياسيين على أعلى المستويات مثل رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر والرسائل التي كتبها لها بخط يده، وهذا مما أعطاه نوعا من المصداقية ودرجة عالية من الاحترام الشعبي تغطي على ما كان يقوم به من ممارسة غرائزه الجنسية الشاذة ضد الأطفال. كما أن هناك وثائق تبين الشفافية والمسائلة البرلمانية التي تمارس في الأنظمة الديمقراطية. إذ تبين هذه كيف كانت مارغريت ثاتشر تحسب لكل كبيرة صغيرة لتفادي إحراجها أمام البرلمان بخصوص تكاليف عملية إنقاذ ابنها مارك الذي اختفى في الصحراء الجزائرية عام 1982 وتم إنقاذه من قبل سلاح الجو الجزائري، لكن ترتب على ذلك تكاليف مالية. وقالت ثاتشر للمسؤولين في وزارة الخارجية إنها تتحمل كامل التكاليف مضيفة "باسم من أكتب الصك". خوف بريطانيا من الغضب العربي.

التقدم الإيراني نحو بغداد
وجاء في الوثائق أنه وفي اجتماع الحكومة في 15 تموز (يوليو) ناقشت الحكومة مسألة المفاوضات بين الأطراف المعنية، أي الحكومة اللبنانية والمبعوث الأميركي فيليب حبيب ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل خروج قواتها، والتي قالت الحكومة إنه لم يتم التوصل بعد إلى حلها بهذا الخصوص. "سوريا كانت مستعدة أن تستقبل قيادة منظمة التحرير وليس قواتها، وهذا الموقف عبرت عنه أيضا مصر". كما أن منظمة التحرير رفضت أن تلقي بسلاحها. بريطانيا أظهرت تخوفها من "حمام الدم" إذا اقتحمت إسرائيل بيروت الغربية. و"على الجبهة العراقية الإيرانية بدأ الإيرانيون بالتقدم ومحاصرة البصرة وربما كانوا ينوون التوجه إلى بغداد، وأنهم رفضوا وقف إطلاق النار ومصممون على إسقاط النظام العراقي المدعوم من قبل الدول العربية" هذا ما جاء في محضر الاجتماع. وعبرت الحكومة عن خوفها من التقدم الإيراني نحو بغداد وهزيمة العراق، وأيضا تدمير بيروت على أيدي القوات الإسرائيلية التي تحاصر العاصمة اللبنانية، في آن واحدة. "هذه ستكون أسوأ هزيمة للعرب في التاريخ الحديث، وهذا سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، وأي حل لنزاع الشرق الأوسط أصبح أبعد مما كان عليه منذ الحرب العالمية الثانية".
"طالبت رئيس الوزراء بالتأكد من الحقائق على الأرض على الجبهتين، أي في لبنان وفي العراق. كما طالبت أن يتم إخبارها بما تتوصل إليه لجنة تقصي الحقائق التي أرسلتها الجالية اليهودية في بريطانيا إلى بيروت. كما اقترحت مارغريت ثاتشر أن تلقي هي أو وزير الخارجية خطابا يشرح معاناة الشعب الفلسطيني مع التمييز بينه بين منظمة التحرير الفلسطينية، مع التأكيد بأن بريطانيا لم تقبل أبدا المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". كما أن ثاتشر تريد أن تأخذ في الحسبان في أي موقف في الشرق الأوسط "الجالية اليهودية التي لها ثقل برلماني". في نهاية المطاف كان التقييم بأن "موقف الحكومة المتوازن بخصوص الشرق الأوسط يلاقي الدعم المناسب من الناخب البريطاني".

الوضع في لبنان
* في محضر جلسات الحكومة في 29 تموز (يوليو) عبرت مارغريت ثاتشر عن عدم ارتياحها من الموقف الأميركي، وقالت إن "هم الإدارة الأميركية الوحيد هو إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وليس إيجاد حل للنزاع في الشرق الأوسط. يبدو أن الولايات المتحدة ليس لديها أي أفق أو نظرة مستقبلية تتعدى المشكلة الآنية وهي إخراج منظمة التحرير من بيروت الغربية". جاءت مداخلة ثاتشر بعد أن شرح وزير الخارجية فرانسيس بيم عدم الوضوح في الوضع في لبنان، بعد أن التقى في لندن مع وزيري خارجية سوريا ومصر والعاهل الأردني الملك حسين والمفاوض الأميركي فيليب حبيب، الذي كان يعتقد أنه وجد حلا لقوات منظمة التحرير وهو توزيعها بين سوريا ومصر والأردن والعراق. لكن مصر كانت تصر على أن يكون هناك موقف واضح للولايات المتحدة بخصوص مستقبل الحل الشامل والدولة الفلسطينية. الملك حسين كان متخوفا من الوجود الفلسطيني في سوريا. وقال إن القوات الفلسطينية سوف تحاول أن تشن هجمات بدعم من سوريا على إسرائيل عبر الأراضي الأردنية وهذا يعني أن الرد الإسرائيلي سيتوجه ضد الأردن.

إسرائيل كانت تخطط لاقتحام لبنان
وزير الخارجية البريطاني اللورد كاريغتون، الذي استقال بعد اجتياح القوات الأرجنتينية لجزر الفوكلاند وحل محله فرانسيس بيم، يخبر الحكومة البريطانية خلال اجتماعها في 18 شباط (فبراير) 1982 بأن معلوماته من خلال التقارير التي وصلت إلى الولايات المتحدة الأميركية من إسرائيل تبين أن "الإسرائيليين يريدون اقتحام جنوب لبنان وتوجيه ضربة قاضية، وللمرة الأخيرة، لوجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان". وأضاف اللورد كارينغتون بأن بريطانيا "تحاول مع الدول العربية بإقناعهم بعدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية حتى لا يعطون أي ذريعة للإسرائيليين". وفي 21 نيسان (أبريل) 1982 الطيران الإسرائيلي بدأ في توجيه ضربات جوية ضد عدد من الأهداف في لبنان. وزير الخارجية الجديد فرنسيس بيم قال "إن بريطانيا تدعم مساعي الولايات المتحدة الدبلوماسية تهدئة الأوضاع والطلب من كل الجهات المعنية عدم التصعيد".

التصعيد الإسرائيلي في لبنان
وزير الخارجية فرانسيس بيم قال إن التصعيد الإسرائيلي في لبنان قد دخل مرحلة خطيرة أكبر من أي مرحلة سابقة منذ وقف إطلاق النار عام 1981. منظمة التحرير الفلسطينية لم ترد على الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية ضد مواقعها في لبنان. "التوقعات أن الإسرائيليون سيصعدون من هجومهم في أي لحظة". في اجتماع الحكومة في 9 حزيران (يونيو) قال وزير الخارجية فرنسيس بيم بأن الاجتياح الإسرائيلي سوف يكون له مضاعفات خطيرة في المنطقة وأن "الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للاجتياح"، خصوصا أن "القوات الإسرائيلية بدأت تتقدم باتجاه بيروت. لحد الآن لم يسجل أن هناك أي اشتباكات كبيرة بين الإسرائيليين والسوريين". بريطانيا دعمت مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي واحترام وحدة الأراضي اللبنانية. أما الولايات المتحدة، القوة الوحيدة القادرة في الضغط على الإسرائيليين، فلم تفعل ذلك. "لحد الآن ثمن الانسحاب الإسرائيلي غير معروف، وكذلك بالنسبة لأفضل طريقة لإيجاد استقرار في المنطقة إذا حصل ذلك". قال بيم (17 يونيو) بأن "الوضع في لبنان خطير جدا في ظل محاصرة القوات الإسرائيلية لبيروت، لكن الولايات المتحدة ما زالت مترددة في الضغط على الإسرائيليين".

محاصرة بيروت
محاصرة بيروت في اجتماع الحكومة في (24 يونيو) قالت رئيسة الوزراء بعد مداخلة وزير الخارجية حول محاصرة بيروت وإمكانية دخول بيروت الغربية (هذا يعتمد على اجتماع الحكومة الإسرائيلية في 24 يونيو)، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن لاقى استقبالا عدائيا خلال زيارته الأخيرة لواشنطن. "هذا مؤشر على أن دخول العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل مرحلة جديدة، وعلى الرغم من الحقائق على الأرض فإن الإدارة الأميركية ترى أن هناك إمكانية تحقيق تسوية بناءة في لبنان. هناك رغبة عند جميع الأطراف بتشكيل حكومة قوية قادرة على بسط نفوذها على كامل التراب اللبناني، إلا أن إمكانية تحقيق ذلك ما زالت ضعيفة جدا". "رئيسة الوزراء، حسب ما جاء في محضر الاجتماع، كانت متشائمة بعد زيارتها إلى واشنطن، أكثر تشاؤما من قبل ذهابها إلى هناك، بسبب سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

استقالة وزير الخارجية الأميركي
قالت الحكومة البريطانية إن استقالة وزير الخارجية الأميركي أليكساندر هيغ من منصبه واستبداله بجورج شولتز "كان مفاجئا للجميع وأسبابها غير معروفة". وتعتقد الحكومة أن هذا التغيير قد يكون له تأثير إيجابي على الوضع في الشرق الأوسط لأن "شولتز سيميل إلى الجانب العربي في النزاع وسيكون أقل انحيازا إلى جانب إسرائيل من سابقه".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.79
GBP
329226.02
BTC
0.52
CNY
.