مسؤول عسكري بسلاح الجو الإسرائيلي:
الجيش كان "حريصًا" على تفادي إستهداف المدنيين في عدوانه الأخير على قطاع غزة في نوفمبر الماضي
من إحدى "الصعوبات" التي واجهتها طائرات الإستطلاع ورود إخبارية حول رجلين من المقاومة كانا يهمان بإطلاق صاروخ في منطقةٍ ما وعلى الفور تم رصدهما عبر الإستطلاع
الجعبري- تمكن بنجاح من خداع طائرات الجيش في تحركاته الميدانية من خلال تغيير السيارات التي كان يستقلها في كل حركة إلا أن قرار إستهدافه السريع جاء بناءً على ورود معلومة حول مكان تواجده
زعم مسؤول عسكري بسلاح الجو الإسرائيلي أن الجيش كان "حريصًا" على تفادي إستهداف المدنيين في عدوانه الأخير على قطاع غزة في نوفمبر الماضي، وأنه تم إغتيال القيادي بكتائب القسام أحمد الجعبري بتقنية TCT.
صورة توضيحية من الإرشيف
ونشر موقع "فوكس نيوز" الإخباري الأمريكي مقابلةً مطولة مع مسؤول التعليمات بوحدة طائرات الإستطلاع بالجيش الإسرائيلي السبت حول مبررات واهية تمسك بها الجيش الإسرائيلي لتبرير عدوانه (من 14 حتى 21نوفمبر 2012) وجرائمه في غزة.
تجنب إيقاع خسائر كبيرة بصفوف المدنيين
وجاء عنوان المقابلة مُقللاً من شأن الجريمة الإسرائيلية على غزة كالتالي: "كيف ساهمت طائرات الغستطلاع الإسرائيلية بالتقليل من حجم الخسائر بين المدنيين". وفوكس نيوز هي قناة إعلامية إخبارية أمريكية تابعة لشركة فوكس القرن ال20، وتعد واحدة من أهم القنوات التي تعبّر عن وجهة نظر المحافظين. ويملكها القطب الإعلامي "الصهيوني اليميني" روبرت مردوخ. وإستخدمت إسرائيل فوكس نيوز عبر مردوخ لتشغيل عمليات التجسس، وحصلت على الكثير من المعلومات والتكنولوجيا العسكرية، وإستطاعت بيعها لأعداء أمريكا من أجل المال. كما ساعد مردوخ "إسرائيل" على كسب السيطرة على الكونجرس الأمريكي، حيث أن الكونجرس الأمريكي عمل حرفيا لصالحها وليس لصالح الشعب الأمريكي. وتستخدم أمريكا و"إسرائيل" طائرات الإستطلاع بكثرة للإغتيال وتنفيذ عمليات هجومية في عدة دول، رغم الإدانة الواسعة لهذا الإستخدام. وفي المقابلة، زعم المسؤول العسكري الإسرائيلي إن طائرات الإستطلاع التي إستخدمت بكثافة خلال التصعيد ضد غزة تمكنت من تجنب إيقاع خسائر كبيرة بصفوف المدنيين".
حماية أمنية عالية
وبرر ما وصفه بـ"نجاح" العملية العسكرية ضد غزة بمقارنة مقتل 60 سوريًا بصاروخٍ واحد فقط كانوا يصطفون أمام مخبز بحماة، بينما قتل 161 غزيًا بإطلاق نحو 1500 صاروخٍ تقريبًا، مبينًا أن فارق الأرقام يصْدق زعمه. وقال: "حاولنا تقليل الخسائر بالأرواح خلال الهجوم على الأهداف بإستخدام "الإنذار المبكر" عبر الإتصال هاتفيًا بأصحاب المنازل المستهدفة أو إلقاء مناشير تحذيرية على الأسطح". وأضاف الميجر "لجأنا أحيانًا لإحداث ثقوبٍ صغيرة جدًا في أسطح المنازل عبر قنابل صغيرة تكون بمثابة تحذيرٍ بوجوب إخلاء المبنى فورًا خلال دقائق". ولفت المسؤول العسكري إلى أن طائرات الإستطلاع وفرت حماية أمنية عالية لـ"إسرائيل" عبر المسح الكامل للمناطق والتحليق المتواصل الذي يصل لـ40 ساعة متواصلة لأداء مهام الإستخبارات والمراقبة والإستطلاع ومن ثم يتم إستدعاء الطائرات المقاتلة عند الحاجة لضرب الهدف". وأشار المسؤول العسكري إلى أن منتقدي "إسرائيل" يأخذون عليها بإيقاع خسائر جانبية أخرى غير الهدف المحدد، قائلاً: "بإمكاني من أي مكان بإسرائيل أن أميز بوضوح المدنيين الأبرياء دون إيذائهم" على حد زعمه.
تشخيص الهدف
وحول إستشهاد نائب القائد العام لكتاب القسام أحمد الجعبري، قال المسؤول العسكري إنه – الجعبري- تمكن بنجاح من خداع طائرات الجيش في تحركاته الميدانية من خلال تغيير السيارات التي كان يستقلها في كل حركة، إلا أن قرار إستهدافه السريع جاء بناءً على ورود معلومة حول مكان تواجده ونوع مركبته في تلك اللحظة. ولفت إلى أن إغتيال الجعبري تم وفقًا لتقنية طبقت في حرب لبنان عام 2006 TCT أي: الأهداف الآنية البالغة الأهمية وهي التي لا يمكن تضييعها وسريعة الفقدان، "لذلك تأكدنا عبر الإستطلاع أن السيارة تُقل الجعبري حينها تم إستدعاء طائرة أخرى للقضاء عليه". ومن إحدى "الصعوبات" التي واجهتها طائرات الإستطلاع ورود إخبارية حول رجلين من المقاومة كانا يهمان بإطلاق صاروخ في منطقةٍ ما، وعلى الفور تم رصدهما عبر الإستطلاع، إلا أنهما هربا باتجاه مبنى وأغلقا الباب خلفهما، في حين رُصد رجلين آخرين بالقرب من منصة إطلاق الصاروخ، حيث شكلا إرباكًا بالغًا لتنفيذ الهجوم وتشخيص الهدف".
خسائر وإصابات فادحة
وأقر جيش اسرائيل في أكتوبر 2010 توسيع إستعمال الطائرات الصغيرة بدون طيار في أي معركة بناء على العبر التي تم إستخلاصها من الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة نهاية ديسمبر 2008. وشكل جيش اسرائيل حينها وحدة عسكرية جديدة يرأسها ضابط برتبة لفتنانت كولونيل لتشغيل الطائرات بدون طيار. وقتلت قوات الجيش الإسرائيلي نحو 185 فلسطينيين وجرحت نحو 1400، وأكثر من نصف الشهداء والجرحى من الأطفال والمسنين والنساء خلال العدوان الأخير على القطاع (14/21-11-2012). وأصيب غالبية الشهداء بإصابات متعددة بالجسم بنسبة 87.9%، حيث كانت هذه الإصابات تشمل مكانين من الجسم على الأقل، في حين شكلت إصابات الرأس والرقبة 28.3% وهي النسبة الأكبر بين أماكن الإصابة. كما سبب العدوان خسائر تقدر ب1.2 مليار دولار.