الدكتور الياس باشا - الأخصائي بالأمراض التناسلية والإضطرابات الجنسية:
من أكثر المشاكل التي يصاب بها الرجل بنسبة 40% والأكثر انتشارًا هي مشكلة القذف، والآراء حول تحديدها غير موحدة
السبب الأكثر شيوعًا هو عدم قدرة الرجل على معرفة الوقت المناسب الذي يتوقف فيه عن استقبال الإثارة حتى لا يصل مبكرًا إلى نقطة اللا عودة
التطوّرات الطبية الحديثة التى حصلت فى السنوات القليلة الماضية فتحت آفاقا واسعة لمعالجة هذه الحالة المنتشرة والمؤلمة بالعقاقير الفعالة بنجاح كبير ومضاعفات قليلة
خاص بمجلة ليدي كل العرب - يُحكى أن العلاقة الجنسية تؤثر بنسبة 70% على الحياة الزوجية، بما أنها علاقة حميمة يستمتع بها الزوجان وهي من أساسيات الزواج، فمن الطبيعي أن تؤثر على حياة الزوجين في حال أصابتها المشاكل، لكن الأصعب إن أصابت هذه المشاكل أحد الزوجين، فتصيب الآخر بالإكتئاب، أو حتى بأمراض نفسية، خصوصًا الزوجة في حال كان الزوج هو المصاب بمشاكل جنسية. فكيف تعالج هذه المشاكل وما هي آثارها؟
الدكتور الياس باشا
يبدأ تأثير هذه المشكلة على المرأة أولاً، من إحباط يسبّب لها توترًا عصبيًّا وآلامًا نفسية، ثم يبدأ الإحساس بالإحباط الذي يصيب الرجل أيضًا نتيجة شعوره بعدم كفاءته لإشباع زوجته، بما يترتب على ذلك من آلام نفسية. وتظهر تلك المعاناة الدفينة على هيئة مشاجرات متقطعة أو دائمة لأسباب تافهة لا تستحق الإهتمام، لكنها ربما تؤدي إلى انهيار عش الزوجية أحيانًا.
تفاوت تحديد وقت نجاح العلاقة
من أكثر المشاكل التي يصاب بها الرجل بنسبة 40% والأكثر انتشارًا هي مشكلة القذف، والآراء حول تحديدها غير موحدة. فبينما يحدّدها بعض الأطباء بزمن معين، كأن تنتهي العلاقة الزوجية خلال 4 أو 5 دقائق من بدايتها، يرفض البعض الآخر ذلك ويقولون أن تحديد القذف السريع يجب ألا يشمل وقت المداعبة، بل يقاس من بدء وقت ممارسة العلاقة الزوجية الكاملة، ويكون عادة أقل من دقيقة. إلا أن تحديدًا ثالثًا رأى أن مسألة سرعة القذف هي نسبية، وتتوقف أيضًا على سرعة أو تباطؤ التجاوب عند الزوجة، ولذلك فإن التحديد النهائي يبقى صعبًا، لا سيما إذا أخذنا في الإعتبار أن نحو 27% من النساء قد يصلن إلى النشوة في مدة لا تزيد على دقيقة واحدة، وغيرهن يحتجن إلى أكثر من 5 إلى 15 دقيقة، كما أن الدراسات تدل على أن استمتاع كلا الزوجين بالعلاقة الحميمة قد يحصل في أقل من 50% من الحالات، وتعتبر العلاقة ناجحة بالنسبة إليهما.
أسباب متعدّدة والنتيجة واحدة
- السبب الأكثر شيوعًا هو عدم قدرة الرجل على معرفة الوقت المناسب الذي يتوقف فيه عن استقبال الإثارة، حتى لا يصل مبكرًا إلى نقطة اللا عودة (مرحلة القذف الحتمية) وهي المرحلة التي يكون القذف عندها أتوماتيكيا حتى لو توقف الزوجان تمامًا عن ممارسة العلاقة الحميمة.
- الإفراط فى المشاعر عند الرجل تجاه امرأته أو غيابه عنها لفترة طويلة، وهو أمر يفقد الرجل وقتيًّا القدرة على تحكمه بنفسه وعدم وعيه الكامل لما يشعر به.
- مرض أو إرهاق عام لجسم الرجل يجعل الميزان الحافظ لصحته يخلصه سريعًا من المجهود الذي يقوم به. مثلا لدى ذوي الوزن الزائد ومرضى القلب، الذين يغيب عنهم أن ممارسة العلاقة الزوجية فيها جزء لا يستهان به من المجهود العضلي، مما يحتاج إلى الكفاءة البدنية.
- جهل الزوج بماهية العلاقة الحميمة وأثرها على جهازه التناسلي تفصيلا، وهنا من المفيد أن يلجأ لإستشارة طبيب مختص.
صورة توضيحية
العلاج
التطوّرات الطبية الحديثة التى حصلت فى السنوات القليلة الماضية فتحت آفاقا واسعة لمعالجة هذه الحالة المنتشرة والمؤلمة بالعقاقير الفعالة بنجاح كبير ومضاعفات قليلة، فللقذف السريع تأثير سيئ على نفسية الزوجة، إذ أنه يحرمها من المتعة المشروعة، فتصبح العلاقة الزوجية الحميمة بالنسبة إليها عذابًا تنبذه بكل الوسائل والأعذار مستعملة مختلف الحجج لتفاديه.
العلاج الدوائي
بعد فشل الطرق السابقة يمكن اتباع العلاج الدوائي تحت إشراف الطبيب الخاص لتحديد الجرعات المناسبة، فقد تبين حديثًا أن أنجح علاج للقذف السريع هو تخصيب الحزمة العصبية الحسّية في مستوى عنق المثانة بمخدر موضعي خاص، أو المعالجة بالأدوية مثل Viagra، الذي يبقي قدرة الزوج على ممارسة العلاقة الزوجية لفترة تقارب الساعتين حتى بعد وصوله إلى الذورة، أو العلاج بدواء Prozac، حبة 20 ملغم واحدة كل يوم لفترة لا تقل عن 3 أشهر، وهو ذو تأثير على مركز القذف في الدماغ، أما البخاخات والكريمات الخارجية التي تحتوي على مخدر موضعي فضررها أكثر من نفعها، وكذلك من الممكن العلاج من خلال تناول عقاقير تستعمل عادة لمعالجة الإكتئاب وتزيد تركيز مادة "السيروتونين" في الدماغ، وهذه العقاقير مثل Paroxetine أو Fluoxetine و Clomipramine وSertraline وغيرها، وهي تعطي نتائج ممتازة في أغلب حالات القذف السريع.
نصائح طبية
يقدم الأطباء بعض النصائح قبل اللجوء إلى العقاقير لعلاج سرعة القذف منها:
- التحدث مع الزوجة، كونها شريك أساسي في العلاج.
- ممارسة العلاقة الزوجية الحميمة بانتظام، فالفجوات الزمنية الطويلة توجد هذه المشكلة.
- استشارة طبيب مختص بخصوص الأساليب النفسية والسلوكية التي تعالج المشكلة.
- أحيانا يساهم الوضع الجسمي للزوجين خلال العلاقة الحميمة في تخفيف حدة المشكلة.
- القيام بتمرينات لعضلات الحوض بالإنقباض 10 مرات ثم تزداد إلى 50 مرة.