أدركتُ بلا ريبٍ أني ولدتُ يوم شقّ حُبّك درباً في كياني
إني كتبتكِ بأنامل أورقت في بهاء ربيعك، قصيدةً ذروتها بقُبلةٍ أفقدتني لُغتي، متعةً دافئةً كُنتِ وحْدكِ صيفها، رسمُتكِ بوحشةِ الجفاء، بقصاصات الرسائل المتهدّله، بشوقِ الأرصفة لخُطانا التائهة، بلهفة اللقاء، بثقل حقائب الأمل، بلواحظ ليلٍ يحمي غفوة قَدَرِنا، بحبّات طَلّ فجرٍ يَصحُو على فرحِنا المنسيّ.
كتبتكِ بمقصلة الصّمت الذي أعدم حواراتنا، بدموع اللهفة الْمُنهمِرة على أسيلك المسلوب من الأساطير، بورود الانتظار التي ذَوَت في بستان صدري، بمعول الزمن الذي حفر لحد نشوة اللقاء، بسهام عينيك تُشتّت كَياني، بسنابل الرّؤى تتناثرُ حبّاتُها في نسائِم نجوانا، بحدّة القُبَل التي لطالما كانت تفضُّ اشتباكات العيون.
كنا كلّما ثملَ بنا الحبُّ نشوةً، أعلن العشقُ فناء التّعابير.
كانت شفتاكِ تُبقياني قيد قُبلةٍ من رشفةِ ترياقِ ريقك، وقد أطبقتا على شغاف القلب الذي أينع وأزهر ونبض على إيقاع همساتي التي سدّدتها نحو جيدك الرّخاميّ. ليس لي من مهربٍ إزاء سطوة شفتين نضجتا ككرزتين، تتحكمان بالزّمن وتوقفانه، لا وجهة لي، ولا جوع لي.... عداهما.
تُرى، كيفَ ضيّعتكِ في زحمة أيّامي الجائِعَه ؟ كيف لم ألفّكِ بسترتي في ليلة شتاءٍ عاصفه ؟ كيف لم أحُلّ الثوب عنكِ، أيتها الرائعه، في ليلة صيفٍ مُقمرةٍ وادِعَه ؟ كيف لم أحبسكِ في سرداب خافقي كي تأمني شرّ هبوب الزوبعه ؟ يا لذنبي الذي لن يُغتفر، كيف لم أرتحل إليك وأطو الأرض كي ألقاكِ ؟.
أدركتُ بلا ريبٍ أني ولدتُ يوم شقّ حُبّك درباً في كياني. صار ميلادُ لقائنا تقويماً يحكمُ تاريخي. أنا يا فراشتي العابقةِ بشذى التوابل والبهار، منذ عرفتكِ، صار عمري حَفنة ايامٍٍ وبعضاً من نهار.
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net