عزيزتي الأم:

كوني قدوة عظيمة لأطفالك فالأطفال والمراهقين يتعلمون بالمثال والقدوة ويراقبون تصرفات الوالدين بتركيز

ابحثي عن نجاح طفلك اسألي نفسك كم عدد المرات التي تحرصين على ضبط طفلك وهو متلبس بفعل خاطىء أو تصرف سلبي ثم حاولي إحصاء المرات التي بذلتي فيها مجهودًا لكي تصلي إلى طفلك

عندما يحصل الأطفال على رعاية الوالدين بشكل كامل وحقيقي ومستمر يكون لذلك تأثير إيجابي لا نظير له على حالتهم النفسية والذهنية حيث تزداد قدراتهم ويتنامى معدل نجاحهم وإحساسهم بالحياة، ويكونون أكثر حماسًا في دراستهم وأنشطتهم الرياضية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وكذلك يصبح الأطفال في ظل هذه الرعاية من الوالدين أكثر إيجابية في التعامل مع المجتمع المحيط.

 
صورة توضيحية

يتميز هؤلاء الأطفال كذلك بأنهم يكونون أكثر قدرة على التركيز والاستغراق في الأمور المتعلقة بالمشاعر والأحاسيس كما يكونون مواطنين صالحين في المستقبل في الأغلب لأنهم يتعودون على إحترام القانون وبالتالي يكتسبون مهارات مجتمعية عديدة ويحتلون مناصب متميزة في الدولة كما يحظون بحياة عائلية في المستقبل تتسم بأنها أكثر استقرارًا. ويمكن التوصل إلى استنتاج وهو أن الرعاية من جانب الوالدين للأطفال هي مسألة لا يعود نفعها على الأشخاص فقط وإنما على المجتمع كله.

توفير أقصى درجة من الرعاية
ومن العوامل التي تساعدك على توفير أقصى درجة من الرعاية لأطفالك ما يلي:
1ـ إمنحي طفلك الإحترام الذاتي الكافي.. حيث إن كلماتك وتصرفاتك تؤثّر على شعور طفلك بالإحترام الداخلي لنفسه وكلما امتدحتي نجاحات طفلك مهما كانت صغيرة فإن هذا سيجعله يشعر بالاعتزاز بنفسه وسيكون حريصًا أكثر فأكثر على تحمل المسئولية وأداء الواجبات والمهام مهما بلغت صعوبتها لأنه يسعى إلى التقدير والاحترام والإعجاب، وعلى الجانب المقابل فإن التقليل من شأن الطفل وعدم الاكتراث بما يحققه يزيد من شعوره بعدم قيمته ويجعله أكثر ميلاً للاستخفاف بكل شيء محيط به.

2ـ ابحثي عن نجاح طفلك.. اسألي نفسك كم عدد المرات التي تحرصين على ضبط طفلك وهو متلبس بفعل خاطىء أو تصرف سلبي، ثم حاولي إحصاء المرات التي بذلتي فيها مجهودًا لكي تصلي إلى طفلك وهو يقوم بأمر إيجابي أو فعل سليم، الحقيقة أن الأم وكذلك الأب يجب عليهما أن يهتما برصد الطفل في لحظات معينة يكون فيها إيجابيًا أو خيرًا لأن المدح في هذه المواقف على وجه الخصوص يبدو تلقائيًا ويكون له تأثير أعظم في نفسية الطفل ويكون استخدام أسلوب المكافأة أو الجائزة مفيدًا جدًا ويجعل الطفل مستعدًا لمزيد من التوجيهات التربوية.

3ـ ضعي حدود وكوني متسقة مع تعليماتك التربوية لأن الانضباط ضروري في كلّ عائلة، والهدف من الإنضباط هو أن يساعد الأطفال على اختيار السلوك المقبول وتعلّم كيفية ضبط النفس، وإن حرصك على تأسيس قواعد عامة ومحددة في البيت سيساعد الأطفال على فهم ما تريدين تحقيقه وما تتوقعينه من سلوك كما أن هذه القواعد تساعد الأطفال على ضبط النفس، وبالتالي فإنك دائمًا يجب عليك أن ترسمي النظام المطلوب وتعلني أن عدم الالتزام به يعرض الطفل للعقوبة.

4ـ لابد أن تخصصي وقتًا للتفرغ لأطفالك يوميًا، بالطبع أنت كل يوم تعيشين مع أطفالك طوال اليوم لكنك قد تهتمين بهم وفي الوقت نفسه تؤدين أعمالاً أخرى أو تؤدين واجبات مختلفة، لكن من الضروري أن تخصصي يوميًا وقتًا تكوني متفرغة فيه لأطفالك وكلما كنتي حريصة على إيجاد هذه الفرص التي تهتمين بها بأطفالك وتركزين كل انتباهك لهم كلما ساعد ذلك بشكل كبير في طمأنتهم نفسيًا لحقيقة أن لهم مكانة حقيقية داخل جدول اهتماماتك.

5ـ كوني قدوة عظيمة لأطفالك، فالأطفال والمراهقين يتعلمون بالمثال والقدوة ويراقبون تصرفات الوالدين بتركيز فلو اعتادوا على أن يجدوك تثورين وتغضبين لأتفه الأسباب سيحاولون تقليدك أو يترسخ في داخل قلوبهم هذا السلوك والنمط في الشخصية وقد لا يظهر عليهم في الحال ولكنه قد ينفجر في مرحلة لاحقة من حياتهم، وهذا مجرد مثال، ومن ثم فلابد أن تتحلي بصفات القدوة الحسنة من مودة ولين وحزم وأمانة وقدرة على التحمل وإيثار لأن كل هذه الصفات الإيجابية سيكتسبها أطفالك منك بشكل تلقائي.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net