الدكتور جبور عوادية:
داء المفاصل يشمل عددا من الأمراض التي قد تصيب المفاصل والأوتار المحيطة بها والعضلات وحتى فقرات الظهر
إلتهاب المفاصل الروماتويدي تبقى أسبابه غير معروفة أو محدّدة لكنها بالإجمال جينية وبيولوجية ووراثية كما أنّ نمط الحياة المعتمد لا يؤثر عليها كثيراً
السبب الرئيسي لإلتهاب المفاصل هو إلتهاب الغشاء الزلالي (السينوفيلي) المبطن للمفصل وأغشية الأربطة العضلية حيث يصيب المفاصل حرارة وألم وإنتفاخ مع الحركة أو اللمس وتصلب مما يعوقها عن الحركة
كثيرة هي الأمراض الصامتة التي قد تصيب الإنسان من حيث لا يدري، وتتغلغل حتى تتمكّن من صحته، وما تلبث أعراضها بالظهور. وعلى سبيل المثال، يتجلى داء المفاصل أو الروماتيزم، كواحد من أكثر الأمراض الشائعة في المجتمعات، كونه يصيب النساء والرجال سويا، وتظهر أعراضه واضحة للعين، وأبرزها الآلام المتزايدة والإلتهابات في المفاصل.
الدكتور جبور عوادية
تختلف أنواع إلتهابات المفاصل، لكن القاسم المشترك في ما بينها هو المعاناة من تراجع القدرة على الحركة بحريّة، بسبب الوجع أو الورم أو التيبّس أو الإلتهاب، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ قلة الحركة والبدانة المفرطة من شأنهما أن يؤديا إلى تفاقم هذا المرض. يعاني الكثيرون من آلام مختلفة تطال كل مناطق جسمهم، وذلك بفعل أمراض عديدة قد تصيبهم، ومن أكثر المسبّبات لذلك هو داء المفاصل الذي قد يصيب كل المفاصل في الجسم، مثل الركبتين والوركين والظهر والكتفين والمعصمين واليدين وأصابع اليدين، من هذا المنطلق يقبع الإنسان ضحيّة الوجع وعدم القدرة على أداء وظائفه الروتينية بسهولة. يشرح الدكتور جبور يوسف عوادية من شفاعمرو، إختصاصي طب عائلة، ماهية داء المفاصل وأنواعه وأعراضه، مفسّرا طرق العلاج والوقاية. كما تطرّق إلى الوقاية الواجب إتباعها والنمط الغذائي المحبّذ لمنع الإصابة بمختلف الأمراض المرتبطة بالبدانة المفرطة. قد تكون المسبّبات أحياناً خارجة عن إرادة الإنسان، بيد أنّ الوقاية والعلاج بمتناول الجميع، فلا بدّ من إستشارة الطبيب المختصّ للحصول على التشخيص الصحيح والمضيّ بالعلاج المطلوب، كي لا يتفاقم المرض.
إلتهابات المفاصل
يقول الدكتور جبور عوادية أنّ "داء المفاصل يشمل عددا من الأمراض التي قد تصيب المفاصل، والأوتار المحيطة بها، والعضلات وحتى فقرات الظهر. هنالك أشكالا عديدة من إلتهابات المفاصل، من أهمها وأكثرها شيوعاً:
- إلتهاب المفاصل الروماتويدي rheumatoid arthritis، وهو مرض مزمن يؤدي بالجهاز المناعي لمهاجمة المفاصل، مسببة إلتهابات وتدمير لها، ومن الممكن أيضا أن يدمر جهاز المناعة وأعضاء أخرى في الجسم مثل الرئتين والجلد.
- مرض الفصال العظمي Osteoarthritis الذي يتميز هذا بفقدان تدريجى لغضروف المفصل.
- داء النقرس GOUT: وهو عبارة عن تراكم أملاح تسمى حامض البوليك (يوريك) في المفاصل، الذي يصيب عادةً أحد مفاصل أصبع القدم الكبير، لكن يمكنه إصابات مفاصل أخرى، ما يؤدّي إلى آلام شديدة".
أسباب وأعراض
ويضيف الدكتور جبور: "إلتهاب المفاصل الروماتويدي تبقى أسبابه غير معروفة أو محدّدة، لكنها بالإجمال جينية، بيولوجية ووراثية، كما أنّ نمط الحياة المعتمد لا يؤثر عليها كثيراً. أمّا الأعراض، فتتمثل بالألم والتورّم في المفاصل، إضافةً إلى الإحساس بالتيبّس في الصباح". السبب الرئيسي لإلتهاب المفاصل هو إلتهاب الغشاء الزلالي (السينوفيلي) المبطن للمفصل وأغشية الأربطة العضلية، حيث يصيب المفاصل حرارة وألم وإنتفاخ مع الحركة أو اللمس، وتصلب مما يعوقها عن الحركة. ومع الوقت يصيب المرض عدة مفاصل في الجسم، فيصيب المفاصل الصغيرة والكبيرة، ويختلف الأمر من شخص لآخر. يؤدي إلتهاب الغشاء المفصلي إلى إلتصاق الأنسجة وتحديد حركة المفصل ثم يبدأ المفصل في التآكل مما يشوهه ويفقده وظيفته. وأضاف الدكتور جبور: "فيما خصّ النوع الثاني من إلتهابات المفاصل، أي مرض الفصال العظمي، يمكن القول بأنه أكثر شيوعاً بين الناس، وهو عبارة عن جفاف الغضروف بين المفصل الذي يعمل كوسادة لحماية العظام، ما يسبّب ألماً عند الحركة فقط وسكوناً عند الراحة. جميع المفاصل في الجسم معرضة لتغيرات وتلف في النسيج الغضروفي، ولكن أكثر المفاصل شيوعاً بالإصابة بهذا المرض مفاصل الركبة والورك لكونهما أكثر المفاصل تحملاً لوزن الإنسان. ومن المعروف أنّ الوزن المفرط يؤدّي إلى الإصابة بالتكلس ويلقي ثقلاً إضافياً على الرجلين، وتحتاج المفاصل المصابة إلى الحركة والتمرين إذ أن "إراحتها" يتسبب في ضعف العضلات مما يؤدي بعد ذلك إلى عدم القدرة على الحركة".
مرض الملوك
وتابع قائلا: "وأخيراً، يبقى أنّ داء النقرس يحدث بسبب ترسيب أملاح اليورات في أنسجة المفاصل، مما يتسبب في حدوث التفاعل الذي نسميه "إلتهاب"، والترسيب يختار مناطق معينة مثل أصابع اليد والقدم، وأحيانًا الركبة والكاحل، لكنه في معظم الحالات يظهر في الأصبع الكبير للقدم، ونوبات النقرس تأتي على فترات من الألم الشديد في المفاصل مع التورم والإحمرار والتصلب. وثبت أن الإفراط في أكل اللحوم والكبد من البقر والطيور وبعض البقوليات يسبب النقرس، ولذلك يسمي مرض الملوك. والتغذية عليها عامل كبير ويمكن عن طريقها تخفيف أعراض المرض".
علاجات ووقاية
يصيب إلتهاب المفاصل الروماتويدي النساء بوتيرة أعلى من الرجال، وقد يبدأ عادةً بين سن الأربعين والخمسين لكنه قد يظهر في أي سن حتى في سن الطفولة. العقاقير التي تستعمل للعلاج متنوعة، منها مضادات الإلتهاب والمسكنات، أدوية معدلة لطبيعة المرض (DMARD)، البردنيزون وغيرها. العلاج الطبيعي (فزيوترابيا) وتخفيف الوزن قد يخففا من المعاناة والألم في المفاصل عند العديد من الناس. يصيب مرض الفصال العظمي الجنسين بشكل متساوي، ويظهر عادةً بعد سن الخمسين، وهنا أيضاً يوجد دور مهم لتخفيف الوزن والعلاج الطبيعي في تقليل أعراض المفاصل الملتهبة، ومن الممكن أن تتدهور حالة المفصل لدرجة الحاجة إلى جراحة تبديلية، كما ويؤدي عامل السن دورآ أساسيآ في ذلك. أما داء النقرس فهو يصيب الرجال خاصة بعد سنّ الخمسين، وبالأخص البدناء والذين يكثرون من أكل البروتينات وشرب الكحول. في الأزمات الحادة للمرض يجب أن يلتزم المريض بالراحة، مع عمل كمادات باردة أو دافئة حسب إستجابة الألم لأي منهما، وتعطى مضادات الإلتهاب والمسكنات وعقار يسمى كولختسين. في بعد الحالات تعطى حقن الستروئيد لداخل المفصل. كما ويحتاج المصاب أيضاً إلى نظام غذائيّ يحتوي على مأكولات قليلة البروتين، والإمتناع عن المشروبات الكحولية والإكثار من شرب الماء والسوائل.
موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الي إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية علي مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net