إبراهيم خطيب في مقاله :
منطق القوة ما زال يسيطر في كثير من البلدان والمناطق ولكن يبدو أن منطق القوة لن يستمر بعربدته
الحق منتصر مهما طال الزمن ولربما كانت الثورات العربية نتاج احتقان جماهيري عمَّ دول الربيع العربي تُرجِم بانتفاضات شعبية سلمية سعياً لحقوق مستلبة من حاكم مستبد ظالم
يجب أن يكون نضالنا الآن هجومياً وهنا لا أقصد بشكله العنيف بل المقصود بالنضال الهجومي النضال المبني على الأفعال وليس ردات الأفعال كما كان حالنا دائماً
يبدو أن نضال المجموعات العرقية أو الاثنية أو الدينية التي تعيش في ظل مجموعات عرقية أخرى، تحكمها وتظلمها يجب أن يكون نضالاً خلاقاً وغير تقليدي لكون المجموعة العرقية ذات الأغلبية لن ترتدع بأساليب نضالية بالية، تأثيرها محدود. كما أنه من الطبيعي أن المجموعات العرقية أو الدينية الأصلية يجب أن لا تنتظر وتكرم مجموعة الأغلبية الاثنية الحاكمة بالعدل وتوفير سبل العيش الكريم بل يجب أن تسعى اليه وتحارب من أجل حريتها ونيلها حقوقها التي شرعتها شرائع السماء وشرائع الأرض.
معاناة الظلم والطغيان من قبل المؤسسة الإسرائيلية
نعم منطق القوة ما زال يسيطر في كثير من البلدان والمناطق، ولكن يبدو أن منطق القوة لن يستمر بعربدته، فالحق منتصر مهما طال الزمن، ولربما كانت الثورات العربية نتاج احتقان جماهيري عمَّ دول الربيع العربي تُرجِم بانتفاضات شعبية سلمية سعياً لحقوق مستلبة من حاكم مستبد ظالم.. وهذه الثورات تدل على أن إرادة الشعوب والحق الذي تنادى به منتصر على قوة الحاكم. وفي نظرة لحالنا نحن أهل الداخل الفلسطيني يبدو أن حالنا من الظلم والطغيان من قبل المؤسسة الإسرائيلية وصل حداً يصعب معه التعامل بالأساليب النضالية القديمة (مع أهمية دورها المحدود) مثل نصب خيمة اعتصام ليوم أو مظاهرة ومسيرة أو حتى إضراب ليوم واحد، ويمكن القول أن الفشل في تعاملنا مع ملف النقب أكبر دليل على ذلك وحتى في قضية الأسرى لم نكن في مستوى الحدث.
الانطلاق بنضال جماهيري واسع
الحقوق لا تهدى بل تنتزع، وهنا يجدر بنا التعلم من تجارب السابقين فتحرر السود في جنوب أفريقيا من نظام الابرتهايد لم يكن بالسهولة بمكان، بل كان حصيلة نضال جماهيري وفق رؤيا واضحة تسعى لوقف هذه السياسة فهل لنا أن نتعلم من هذه التجربة؟ وهل من الممكن أن تلاءم تجربة نيلسون مانديلا للداخل الفلسطيني؟ لربما يجدر بنا قبل تصعيد نضالنا بشكله الخلاّق المبدع، ويجدر القيام بثلاث خطوات ضرورية الأولى تحديد الأهداف والى أين نريد نحن أهل الداخل الفلسطيني أن نصل في نضالنا ومطالبنا، وإن لم نتفق حول سقف المطالب يجب على الأقل أن نفكر هل يمكن التوافق على مطالب مرحلية. والأمر الاخر يكون بانتخاب وتطوير مرجعية عليا جامعة لأهل الداخل الفلسطيني تسعى لتحقيق أهداف مجتمعنا الفلسطيني والأمر الأهم وهو، واجب القيادات السياسية والاعلام، يكون بتعبئة الجماهير في الداخل الفلسطيني وزرع القيم والمبادئ والأهداف التي نسعى لها وتحق لنا كأصحاب البلاد الأصليين هذه النقاط ممكن أن ترتب بشكل اخر يكفل الوصول بالشكل الأمثل لأهدافنا كفلسطينيين في الداخل.
كل ما ذكر سابقاً يكون قاعدة للانطلاق بنضال جماهيري واسع، نضال خلاّق وفق رؤية واضحة المعالم توضح الى أين المسير وما هو الهدف. هذا النضال يجب أن يخترق حاجز الخوف والحاجز النفسي الذي نصبناه نحن لأنفسنا بشكل أو بآخر.
يجب أن يكون نضالنا الآن هجومياً، وهنا لا أقصد بشكله العنيف، بل المقصود بالنضال الهجومي ، النضال المبنى على الأفعال وليس ردات الأفعال ، كما كان حالنا دائماً، هذا النضال يكون سلمياً جماهيرياً ولكن بجرعات قوية ترقى لمستوى التحديات.
هذا النضال سيكون فيه الكثير من التضحيات وهو قادم علينا عاجلاً أو آجلا، وإن لم نقم به الآن فيجب أن نعد العدة له، وإلا سيكون مصير مجتمعنا الهاوية التي تعدها المؤسسة الإسرائيلية أو الأسرلة وضياع هويتنا ومبادئنا وقضيتنا.
فهل ننتظر ذلك ؟
*الكاتب باحث سياسي في مركز الدراسات المعاصرة
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net