المحامية إنصاف أبو شارب في مقالها:
إنها صرخة ألم النساء المهجورات والنساء المعنفات والنساء اللواتي انتزع منهن أطفالهن وتركن لحياة ليست بحياة
يكفي التعامل مع المرأة على أنها مخلوق ضعيف من الدرجة الثانية لا يتعدى دورها أداء الوظائف التقليدية التي حللها المجتمع
هل إحقاق الحقوق جريمة نكراء! هل المطالبة بحياة كريمة خالية من العنف ومن تعدد الزوجات ومن جميع الأمراض المجتمعية الفتاكة فاحشة توجب العقاب؟
يا من تستغلون منابر المساجد والمنصات للتنديد بعملنا ونشاطنا المقدس لتحرير المرأة من عبودية العادات والتقاليد أما حري بكم أن توجهوا فوات بنادقكم إلى الآفات الاجتماعية كقتل الفتيات وظلم النساء
تعالت أصوات في الآونة الأخيرة تدعو إلى مقاطعة ومحاربة عمل الجمعيات النسائية والناشطات النسويات وذلك في أعقاب إصدار بيان يندد بظاهرة تعدد الزوجات والتحاق عضو متعدد الزوجات بالكنيست. إنها كانت وما زالت صرخة النساء المظلومات المخرسات، واقع مرير لا يراه إلا من يعمل من الحقل وينكشف على مآسي وهموم يستصعب على العقل استيعابها ... إنها صرخة ألم النساء المهجورات والنساء المعنفات والنساء اللواتي انتزع منهن أطفالهن وتركن لحياة ليست بحياة...
المنظمات النسائية
من يوصل ومن يرفع هذه الأصوات ؟ من يساند هؤلاء النساء ؟ من ينقذهن من مآسيهن سوى المنظمات النسائية في غياب وتقاعس الجهات الرسمية والجهات الأخرى؟ أتعلم يا هذا ماذا يعني أن تهان المرأة ويطلب منها أن تسكت على هذا الظلم وتتحمل وتكابر! أتعلم يا هذا ماذا يعني أن ينتزعوا من المرأة أطفالها ويدعونها تموت في الحياة! ماذا كان ردكم على هذا العمل وهذا النشاط ؟ المقاطعة؟ إعلان الحرب؟ تلك الهجمة تستهدف العمل في مجال حقوق المرأة ومناهضة الظلم الشديد الواقع على المرأة الذي تستبيحه عادات وتقاليد أكل الدهر عليها وشرب.
أهداف واضحة
أهداف ورؤيا الناشطات النسويات واضحة وجلية وهي ترمي إلى دحر القهر والإجحاف بحق المرأة وتدعو إلى منح المرأة حقوقها الطبيعية الأساسية التي ترتكز على الحياة الكريمة وحرية الخيار والقرار. كما وتعمل على تمكين المرأة وإشراكها. هذه الرؤيا وهذا النشاط وليد واقع تعيشه نسائنا وليس أجندات غربية كما تدعون. اجتمعت كل هذه القوى وعلى رأسها الدينية وأتباعها لتقف في وجه الحراك النسوي فهل من حرب على المطالبة بأبسط الحقوق؟! هل إحقاق الحقوق جريمة نكراء ! هل المطالبة بحياة كريمة خالية من العنف ومن تعدد الزوجات ومن جميع الأمراض المجتمعية الفتاكة فاحشة توجب العقاب ؟! هل طالبت المرأة بالكثير ؟!
الساكت عن الحق
يا من تستغلون منابر المساجد والمنصات للتنديد بعملنا ونشاطنا المقدس لتحرير المرأة من عبودية العادات والتقاليد أما حري بكم أن توجهوا فوات بنادقكم إلى الآفات الاجتماعية كقتل الفتيات وظلم النساء ! ألم يحارب الإسلام وأد البنات! ألم تنهى جميع الشرائع عن الظلم والاستبداد... فمالكم صامتون! إن الساكت عن الحق شيطان أخرس. أوليس من واجبكم أن تنهوا عن هذه المنكرات والفواحش الكبرى! إن العمل على تدعيم المرأة وتمكينها اجتماعيا واقتصاديا ليست جريمة ... إن محاربة العنف الأسري والقتل البر باري ليست جريمة. ألم تدرك عقولكم بأن هناك صحوة حقوق وبأن هناك أصوات تتعالى وتنادي لن نسكت بعد اليوم ولن نصمت على الظلم.
مخلوق ضعيف!
يكفي التعامل مع المرأة على أنها مخلوق ضعيف من الدرجة الثانية لا يتعدى دورها أداء الوظائف التقليدية التي حللها المجتمع. إننا نرفع قضايا المرأة في السنوات الأخيرة من الهامش إلى المركز وندعو إلى إسقاط جميع مؤامرات الصمت والتستر ونفتح باب المواجهة لحل هذه المعضلات ومن واجبنا تسليط الضوء على شؤون وقضايا المرأة.
رسالتنا لكم، لن نتراجع ولن نتخاذل مهما علت أصواتكم، سنمضي في مسيرتنا بالمطالبة بحقوق المرأة وتحريرها من عبودية الأعراف الظالمة حسب ما تمليه علينا ضمائرنا لأن الضمائر الحية لا تنام ولأن الحقيقة كالشمس لا يمكن حجبها!
* الكاتبة هي مديرة مركز حقوق المرأة العربية في النقب
منظمة ايتاخ معك حقوقيات من أجل العدالة الاجتماعية
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net