خبيرة الطب البديل سهير منير في مقالها:
من الناحية العملية العرق عديم الرائحة والسبب في الرائحة الكريهة التي تنبعث منه هو اختلاطه بالبكتيريا التي توجد على جلد الإنسان
التوازن الغذائي مطلوب وهام جدا ليس فقط من أجل الحفاظ على الوزن والصحة والوقاية من الأمراض الكثيرة بل أيضا من أجل رائحة جسم جميلة ومظهر مشرق أيضا
الخضروات والفواكه ذات المحتوى المائي العالي تعتبر مطلقا ومزيلا للروائح خاصة البقدونس والريحان والنعناع والبطيخ والبندورة كما وتعتبر الأعشاب العطرية عوامل ممتازة مثل الزعتر
في مناخ حار، خاصة في أيام الصيف الحارة، يؤدي التعرق دورا هاما في الحفاظ على توازن درجة حرارة الجسم الداخلية والخارجية، فهو يلطف سطح الجلد (أكبر عضو في جسم الإنسان)، ويعدل من درجة حرارته ويطرح معه عند خروجه من المسام سموم الجسم والفضلات الزائدة مثل الأملاح، وبهذه الطريقة يساعد العرق جسم الإنسان على التخلص من السموم إلى جانب عمليات الأيض مثل التبول والتبرز والتنفس. والكثير منا يتضايق عندما يشم من أحد ما رائحة غير محببة فيتجنب الأشخاص الذين تصدر منهم هذه الرائحة، فتعالوا معنا لنتعرف على بعض المعلومات المفيدة حول الموضوع.
سهير منير
كل شخص يفرز جسده العرق عندما يبذل نشاطا زائدا عن الحد أو يمارس أي مجهود، ولا يفرز الجسم العرق فقط عند بذل الحركة وإنما مع الجو الحار والعصبية أو القلق أو الضغوط، فكل هذه العوامل تساهم في إفراز العرق والذي يكون طبيعيا وصحيا. ولا يتعدى العرق عادة كونه سببا للمضايقة البسيطة للإنسان، وخاصة إذا كانت رائحته كريهة يتضايق منها المحيطين بالشخص. من الناحية العملية العرق عديم الرائحة والسبب في الرائحة الكريهة التي تنبعث منه هو اختلاطه بالبكتيريا التي توجد على جلد الإنسان.
التغيرات غير الطبيعية التي تحدث للعرق سواء بالإفراز المفرط له أو عدم إفرازه مطلقا تستدعي الإنتباه إليها، وبالمثل التغير في رائحة الجسد التي تكون علامة لوجود اضطراب صحي ما.
حاجة الجسم للعرق
من الضرورات الحيوية للجسم العمل على إبقاء حرارته ضمن معدلات طبيعية، والطبيعي هو ما تعتدل فيه أنظمة عمل أجهزة الجسم وتنضبط به على أفضل حال. وإحدى وسائل الحفاظ على حرارة طبيعية للجسم هي التخلص من أي حرارة عالية، وأحد أهم آليات تخليص الجسم من الحرارة هي الإستفادة الفيزيائية من قدرة الماء على امتصاص الحرارة، مما حوله من الحالة السائلة الى الحالة الغازية، وهذا ما يحصل في قصة العرق. والعرق على هذا وسيلة التبريد للجسم وما يقوم بذلك هو الغدد العرقية.
مسببات وسلبيات التعرق
لعل أهم هذه الجوانب هي الرائحة، حيث يعاني بعض الأشخاص رائحة تعرق كريهة وربما منفرة. ما هي أسباب تلك المشكلة وكيف يمكن التمتع برائحة طبيعية؟ إن للغذاء الذي يدخل أجسامنا بكل مكوناته الغذائية وما يحتويه من رائحة وطاقة وعناصر غذائية أخرى يلعب دورا مهما في ذلك، فتناول بعض الأغذية ذات الروائح الطيارة والنفاذة كالبهارات شديدة القوة يؤدي إلى رائحة مميزة للجسم رغم خضوعها للهضم والتمثيل الغذائي، ويأتي الكاري في مقدمة تلك البهارات المتهمة، ولعلنا نحتفظ بذكريات شخصية تجعلنا نتعرف على أشخاص معينين من خلال الروائح التي تنبعث عبر تعرقهم ما يجعل ذلك أقرب إلى الهوية الشخصية، وذلك نتيجة تناوله طعاما وأغذية معينة، حتى أن بعض الشعوب تمتاز برائحة معينة مثل شعوب شرق آسيا وغيرها.
ما هي الأطعمة التي تسبب تناولها إصدار روائح غير محببة من الإنسان؟
تعتبر البهارات من أهم تلك الأغذية على الإطلاق، خاصة البهارات الشرقية بكافة أنواعها، كما يشارك الإكثار من تناول اللحوم المدخنة والثوم والبصل بدور فعال أيضا في تلك الرائحة الكريهة للعرق. كما وتعتبر الأطعمة المصنعة من مسببات رائحة العرق الكريهة، ونقصد بها الأغذية التي تفتقر إلى الألياف والمعدة من الدقيق (الطحين) الأبيض والسكريات المضافة وغيرها من المقومات التي تتم معالجتها، في المقابل تعتبر الخضروات والفواكه ذات المحتوى المائي العالي مطلقا ومزيلا للروائح، خاصة البقدونس والريحان والنعناع والبطيخ والبندورة، كما تعتبر الأعشاب العطرية عوامل ممتازة مثل الزعتر.
لتجنب روائح العرق المنفرة أنصح بالتالي:
- تناول الماء بكثرة
- أكثر من الخضروات الورقية والفواكه الطازجة
- قلل من تناول البهارات ذات الروائح النفاذة واللحوم غير الطازجة خاصة
- احرص على الإستحمام اليومي لمدة شهرين بصابون مضاد للبكتيريا.
- استعمل مزيلات العرق وليس مانعات العرق التي تحتوي معدن الألومنيوم الذي يتراكم في الجهاز العصبي ويساهم في النهاية بأمراض الجهاز العصبي المختلفة مثل الزهايمر، وتعمل مانعات العرق والذي يعد أحد وسائل التخلص من سموم الجسم، بينما تعمل مزيلات العرق على إزالة رائحة العرق الكريهة. استعمل حقن البوتولينيوم لمنع العرق لمدة ستة أشهر على الأقل إذا كنت من الأشخاص الذين يشكون من فرط العرق وهي وسيلة آمنة وفعاليتها تزيد عن 80%، ويعاني الأشخاص الذين يشكون من فرط التعرف من زيادة هائلة في إفراز العرق لدرجة تجعلهم قد يحتاجون لتغير ملابسهم الداخلية كل ساعة أو ساعتين، أما الأشخاص العاديون فلا ننصح باستخدام مانعات العرق معهم. وأخيرا فإن التوازن الغذائي مطلوب وهام جدا ليس فقط من أجل الحفاظ على الوزن والصحة والوقاية من الأمراض الكثيرة بل أيضا من أجل رائحة جسم جميلة ومظهر مشرق أيضا.
موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الي إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية علي مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net