اللافت في "عقلان"، أو ما لفتني شخصيًا، هو مدى تأثير "وليد" على عمل "أيمن"، ولمن لا يعرف فإن وليد هو الإبن البكر لأيمن، ولربما كان لهذا الطفل الحضور الأبرز في العرض الذي امتد على مدار الساعة والنصف
قدّم الممثل أيمن نحاس، قبيل أيام، عرض الستاندأب الجديد والخاص به "عقلان" على خشبة مسرح الميدان في حيفا بعد غياب 3 سنوات تقريبًا منذ اطلاقه عرض "حكحكي" الذي جال به مختلف البلدات العربية في بلادنا ولاقى من خلاله نجاحًا لافتًا.
"عقلان" يضم العديد من نقاط التشابه مع "حكحكي" من حيث أن عفوية نحاس التي تميز أسلوبه تعد مشتركة بين العملين بالاضافة لطرحه فيهما موضوعات اجتماعية مستنبطة من وحي حياتنا اليومية.
أيمن، لم يعودنا، كمتفرجين، على طرح الموضوعات التي تحتاج تعمقًا في التفكير لفهمها وإبداء رد فعلك عليها، إنما اعتدنا منه طرح موضوعات يومية تمر أمامك ومن خلالك دون أن تنتبه لها، لذا فإنك لا تتمالك نفسك من الضحك فور سماع ما يطرح نحاس الذي يضع تفصيلات حياتك أمامك على خشبة مسرح لتضحك على نفسك بصوت، إبن ترشيحا، أيمن نحاس.
اللافت في "عقلان"، أو ما لفتني شخصيًا، هو مدى تأثير "وليد" على عمل "أيمن"، ولمن لا يعرف فإن وليد هو الإبن البكر لأيمن، ولربما كان لهذا الطفل الحضور الأبرز في العرض الذي امتد على مدار الساعة والنصف، فبرأيي، إن المقطع الأكثر إضحاكًا في العرض الجديد هو ذاك الذي طرح خلاله أيمن أسلوب تعاملنا مع الأطفال، ومدى شغفنا وتعلقنا بهم، ومن يعرف أيمن ويتابعه فإنه يعي أن عرض حكحكي افتقد هذه الخاصية بهذه الروح، فبالرغم من أن أيمن تحدث عن الأطفال في "حكحكي" لكن حديثه هناك لم يكن بالشغف ذاته الذي يضمه "عقلان".
ولا يمكنني الكتابة عن العرض دون التطرق إلى شخصية "د. سليم" الذي كان مفاجأة العرض الحقيقية، د. سليم ليس سوى دمية يحركها أيمن ويتحكم بها أمام الحاضرين ويحاورها على المسرح مفتعلاً حالة حقيقية من التشويق لرفع منسوب الضحك في القاعة، وقد شهد الجميع ببراعة أيمن في التنقل بينه وبين د. سليم، لدرجة خروج البعض من العرض مستذكرين معظم ما قاله الدكتور ليعاودوا الضحك معه وعليه.
"عقلان" عرض ستاند أب كوميدي جديد يسعى أيمن من خلاله لطرح كل ما يتعب عقولنا في هذه الحياة بمتاعبها وضغوطها، ولكن في حال حولنا اسم العرض من صيغته الحالية لصيغة سؤال وطرحناه بقولنا:"هل أيمن نحاس عقلان في عمله الجديد؟"، ستكون الإجابة الفورية: "قطعًا لا!"، فأيمن، برأيي، لا يزال يخطو خطاه ليبتعد عن التعقل ويمضي نحو الجنون، بمفهومه الإبداعي طبعًا.
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان:alarab@alarab.net