كلمة سيادة المطران عطاالله حنا :
الصوم هو جهد نقوم به لترويض الجسد بأعمال تقشفية بها نخضع الجسد لقوة الروح التي فينا ولنعمة الله فينا والصوم يكون بالامتناع عن أكل أو شرب أو عن أية عادة تستعبدنا
نحن مؤمنون بيسوع المسيح وأول تحد أمامنا هو جهلنا هل نعرف يسوع المسيح هل نعرف بماذا نؤمن وبمن نؤمن أول تحد لنا هو جهلنا لكتابنا المقدس هو بعدنا عن كنيستنا وجماعتنا أي رعيتنا المصلية
كمواطنين علينا مسؤوليات كذلك فالمسيحي مسيحي لكل مجتمعه وقوة الروح فيه هي لخدمة كل مجتمعه
وجه المطران عطالله حنا كلمته بمناسبة بدء الصوم الاربعيني المقدس قال فيها :" بدأنا الصوم الأربعيني الكبير لنعد أنفسنا لاستقبال نعمة عيد القيامة المجيدة، نصوم كما صام السيد المسيح (متى 4: 2) ولنقوى بقوته لمقاومة كل تجربة كما قاومها السيد المسيح. وتجاربنا اليوم بل تحديات حياتنا اليومية هي تحديات لكرامتنا الإنسانية، لظلم يفرضه علينا آخرون ولظلم نفرضه نحن على أنفسنا. الظلم من الآخرون هو الوضع السياسي العام ووضع الاحتلال الإسرائيلي الذي يحرمنا حريتنا ويقيد حركاتنا بأوامر وحواجز كثيرة. والظلم من الآخر قد يكون ظلما من إخوة لنا في حياتنا اليومية، بعيدين عنا أو قريبين منا. ثم الظلم الذي نفرضه نحن على أنفسنا وهو صراعنا المستمر مع كل ميل فينا إلى الخطيئة أو إلى الهروب من كرامتنا ومن مسؤولياتنا كمؤمنين وكمواطنين".
وتابع:" مسؤوليتنا كمؤمنين: نحن مؤمنون بيسوع المسيح. وأول تحد أمامنا هو جهلنا. هل نعرف يسوع المسيح؟ هل نعرف بماذا نؤمن وبمن نؤمن؟ أول تحد لنا هو جهلنا لكتابنا المقدس، هو بعدنا عن كنيستنا وجماعتنا أي رعيتنا المصلية. ثم هو تحدي المحبة، محبة بعضنا لبعض في رعيتنا أو في الجماعة المسيحية عامة، أو في الجماعة الإنسانية التي نعيش فيها بصورة أشمل وأوسع. نحن مدعوون إلى المحبة: بها تستقيم حياتنا وتستقر وتجد الطمأنينة. في الإنجيل المقدس تكلم السيد المسيح على ثلاثة أمور مترابطة: الصوم والصلاة والصدقة. الصلاة أعني نحن أمام الله، وعلاقتنا به، واعترافنا به ربًّا وخالقًا وفاديًا. والصدقة أعني قريبنا وكل أخ أو أخت لنا واهتمامنا له أو لها. ومحبتنا له أو لها.
الصوم هو جهد نقوم به لترويض الجسد بأعمال تقشفية، بها نخضع الجسد لقوة الروح التي فينا ولنعمة الله فينا. والصوم يكون بالامتناع عن أكل أو شرب أو عن أية عادة تستعبدنا: الغاية من الصوم أن نصنع من أنفسنا أناسا أحرارا أقوياء، نصنع الخير الذي نريده ونتجنب الشر الذي لا نريده".
تجلي صورة الله في كل إنسان
وأضاف المطران عطالله حنا في كلمته:" كمواطنين علينا مسؤوليات كذلك. فالمسيحي مسيحي لكل مجتمعه. وقوة الروح فيه هي لخدمة كل مجتمعه. من ثم نهتم لوضع الاحتلال المستمر ولكل ما ينجم عنه: وإن طال وأصبح شبه وضع قائم عادي، نبقى متنبهين أنه وضع غير طبيعي ويجب أن يزول، ويجب أن نسهم في إزالته. ولا نقل، هذه قضية طالت ولا حل لها، وليست قضيتي. فليحلها غيري. همِّي أنا أن أعيش، فقط. بل نبقى واعين مدركين لمسؤولية تقع على عاتقنا وعاتق الجميع، ويجب أن نعمل. وقوة المسيحي في محبته، وفي طرق السلام التي يتبعها، وفي قوة رفضه لكل مظهر من مظهر الظلم الجماعي الذي نعيشه. ونعمل من أجل أن تتجلى صورة الله في كل إنسان، فنبدأ نحن ونرى في كل إنسان صورة الله".
التصالح مع الله ومع النفس
واختتم المطران كلمته:" صام يسوع اربعين يوما ثم خضع للتجربة وتغلب عليها بقوة حريته، التي أصبح بها قادرا على أن يختار الخير الذي يريده، وقام برسالته بالرغم من التحديات ومقاومة رؤساء شعبه له. وخضع للآلام والموت. وذلك من أجل فدائنا: فهو الإله الذي صار إنسانا ليصالحنا معه ومع الله وليصالحنا بعضنا مع بعض. الصلاة مقدمة لنتأمل في سر آلام الرب وقيامته المجيدة. في سر مصالحتنا مع الله وبعضنا مع بعض، لتظهر في كل واحد فينا صورة الله ونرى نحن صورة الله في كل من نتعامل معه. وبهذه الرؤية، أننا نعمل مع الله ونتعامل مع الله، نبني ذاتنا ونحرر ذاتنا ونبني مجتمعنا ونعمل على تحريره وتحويله إلى مكان سلام وعدل وصلاح".