الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 03:02

يوم الأرض للتعبير عن سخطنا/ بقلم: أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 28/03/13 08:55,  حُتلن: 07:51

أبو وهيب في مقاله:

أيها الإنسان يا من تركت الأرض أو هجرتها ارجع إليها وازرعها واعمل فيها حتى تنبت لك من ثمار نافعة وطيبة ونباتات لك ولأنعامك

يوم الأرض لا يقتصر على المسيرات والهتافات والشعارات بل اجعل من هذا اليوم يوم زراعة لك ولغيرك من الأبناء والأحفاد والأهل والأنعام

بداية نسأل الله أن يرحم شهداء الأرض وكل الشهداء وأن يسكنهم فسيح جنّاته ونسأل الله أن يوحّد صفوفنا وكلمتنا وأن يرزقنا التمكين في أوطاننا اللهم آمين ونسأل الله أن يشارك الجميع في مسيرات يوم الأرض لنعبّر عن سخطنا وغضبنا في هذه الذكرى ذكرى شهداء الأرض الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون.


نعمة الأرض

من الجوانب التي اهتم القرآن الكريم بالحديث عنها هي نعمة الأرض وزراعتها إن هذه الزراعة التي تكلّل الأرض وتزخرفها هي نعمة من نعم الله تعالى. لا غنى للإنسان أو الحيوان عنها إذ عليها قوام الحياة وبها تزدهر ومن خيرها تكون التنمية المتنوعة التي كلّما دخلت في مجتمع إلا وعم الرخاء والأمان والإطمئنان والعمل المثمر الذي لا ينافسه عمل. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "من أمسى كالاّ من عمل يديه أمسى مغفورا له" والله تبارك وتعالى أكّد لنا هذه الحقيقة بقوله تعالى (فلينظر الإنسأن إلي طعامه* أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا* فأنبتنا فيها حبا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبا * متاعا لكم ولأنعامكم) صدق الله العظيم. ان المتأمل في هذه الآيات الكريمة يراها مشتملة على كثير من أنواع النعم التي توصل الإنسان وتحثّه على العمل بالأرض وزراعتها من أنواع الثمار والنباتات وغيرها ليتفكّر بعجيب صنع الخالق عزّ وجل حتى يزداد الزّارع شكرا لواهب هذه النعم وهو الله الخالق تعالى.

الزيتونة والنخلة
لو أراد الإنسان العاقل أن يؤدّي ما عليه من تكاليف وواجبات بإخلاص ونشاط ومداومة على شكر خالقه فلينظر إلى طعامه كيف أوجده الله تعالى له ورزقه إياه ومكّنه منه. إن هذا النظر والتدبّر والتفكّر يعينه على الحياة الكريمة الطيّبة الآمنة التي فيها سعادته وفي الآخرة جنة الله تعالى. (أنا صببنا الماء صبا). والصب هو إنزال الماء بقوة وغزارة أي أنزلنا المطر من السماء إنزالا مصحوبا بالقوة والكثرة والتدفق الشديد (ثم شققنا الأرض شقا) أي شققنا الأرض بالنباتات شقا بديعا حكيما بحيث تخرج النباتات من الأرض خروجا تبهج النفوس وتقر بها العيون. ليسبّح الإنسان الزارع خالقه. (فأنبتنا فيها حبا) الله أنبت من الأرض حبا كثيرا متنوعا يقتات منه الناس فيدخرونه لحين حاجتهم إليه (وحبا) أي الحب وهذا اللفظ يشمل القمح والشعير والذرة والعدس وما شابه ذلك. (وعنبا وقضبا) أنبت الله من الأرض بقدرته ورحمته عنبا والعنب معروف بلذة طعمه وفوائده الكثيرة. (وقضبا) وهو كل ما يؤكل من النباتات رطبا وقيل هو العلف الرطب الذي تأكله الحيوأنات. (وزيتونا ونخلا) وهما شجرتان معروفتان بمنافعهما الجمة وبثمارهما المفيدة.


الفواكه والثمار
وأنبت الله (حدائق غلبا) والحدائق جمع حديقة وهي البستان المليء بالزروع والثمار (وغلبا) جمع غلبا أي أنبت الله تعالى في الأرض حدائق عظيمة وبساتين جميلة فيها ما فيها من الأشجار الضخمة التي التفّ بعضها على بعض ودخلت أغصانها ببعض لكثرتها وقوتها.
ويقال حديقة غلباء أي ذات أشجار مرتفعه وغليظة وضخمة. وأنبت الله تعالى (فاكهة وأبا) والفاكهة إسم للثمار التي يتناولها الأنسان على سبيل التفكه والتلذذ والأب أسم للكلأ الذي ترعاه الحيوانات والكلأ والعشب يقصده الإنسان بدوابه للرعي .ثم ختم سبحانه وتعالى هذه النعم الجلية التي لا تحصى ولا تعد بقوله (متاعا لكم ولأنعامكم).


حب الأرض
الله تعالى أنبت لنا هذه الزروع والثمار والأشجار لتكون موضع إنتفاع لنا ولأنعامنا. أيها الإنسان يا من تركت الأرض أو هجرتها ارجع إليها وازرعها واعمل فيها حتى تنبت لك من ثمار نافعة وطيبة ونباتات لك ولأنعامك يوم الأرض لا يقتصر على المسيرات والهتافات والشعارات بل اجعل من هذا اليوم يوم زراعة لك ولغيرك من الأبناء والأحفاد والأهل والأنعام. حتى تفوز بنعم الله تعالى التي ذكرها الله، اعلم أخي الكريم يا صاحب الأرض المهجورة التي قد لا تعرف أين هي وأين حدودها أن نعمة الأرض نعمة ما بعدها من نعمة فأنتفع منها وأنفع غيرك وعلّم أبنائك وأحفادك على حب الأرض وزرعها حتى تجني من ثمارها وتتقيأ تحت أشجارها.


لا تكن كسولا
لا تكن كسولا حتى لا تشقى في الدنيا ولا يجتمع عليك فقر الدنيا وعذاب الآخرة وهذا ما اخبرنا به صلى والله عليه وسلم وحذرنا منه بقوله "أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة واعلم أخي الكريم بأن هذه النعمة ليس الإنتفاع بها مقصورا على الدنيا فحسب بل يمتد هذا الانتفاع بتلك الثمار إلى من أنعم الله عليهم عز وجل بجنات النعيم وهذا يكمن بقوله تعالى (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلّما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون). نسأل الله أن يحببّنا بالأرض وأن يمكنّا فيها وأن يجعلنا من الذين قال الله عنهم في سورة الحج (الذين أن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور). نسأل الله أن يرحم شهداء الأرض وجميع الشهداء وأن يسكنهم فسيح جناته آمين آمين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.