د. ماري توتري:
لا إجابة قاطعة للسؤال هل كان "الربيع العربي" ربيعًا أم خريفًا للنساء التونسيات والمصريات
سقوط الأنظمة الديكتاتورية لم يحرّر النساء ومشاركتهن في الثورة ليست ضمانًا كافيًا لتغير مكانتهن في المجتمع
شاركت رئيسة إدارة مركز دراسات– المركز العربي للحقوق والسياسات، د. ماري توتري، في مؤتمر دولي عقد في مدينة كالكوتا في الهند في نهاية شهر آذار الفائت، تحت عنوان "معضلة السيادة الشعبية في الشرق الأوسط: السلطة من أو إلى الشعب"، نظّمته مؤسسة دراسات السياسة الخارجية بالتعاون مع مركز أبحاث باكستان وغرب الهند في جامعة كالكوتا.
وشارك في المؤتمر عدد من الباحثين من لبنان وسوريا وتركيا والهند. وإفتتح المؤتمر نائب رئيس الجامعة بكلمة ترحيب ومن ثم عرض نائب وزير الخارجية الأفغاني تأثير التطوّرات في العالم العربي على أفغانستان. وقدّمت د. توتري مداخلة حول وضع النساء في العالم العربي اليوم، وحول السؤال هل كان "الربيع العربي" ربيعًا أم خريفًا للنساء التونسيات والمصريات، واعتبرت أن لا إجابة قاطعة لهذا السؤال. فبينما شهد التمثيل السياسي للمرأة المصرية تراجعًا ملحوظًا، حافظت المرأة التونسية على إنجازاتها السياسية.
سقوط الأنظمة الديكتاتوريّة
واعتبرت د. توتري أنه بالرغم من التراجع العام في جوانب مختلفة تخصّ المرأة إلا أن هنالك تغييرا نوعيا في وعي النساء في العالم العربي على أن سقوط الأنظمة الديكتاتورية لم يحرّر النساء وأنّ مشاركتهن في الثورة ليست ضمانًا كافيًا لتغير مكانتهن في المجتمع. وأضافت: "هنالك إجماع بين الناشطات السياسيات على أنّ المعركة من أجل تغيير مجتمعي تقدّمي وعادل هي معركة شائكة وطويلة الأمد، تتطلب منهنّ الوقوف معاً ومشاركة كل نساء العالم العربي. وتعكس صفحة الفيسبوك "أنا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي" والحركات الشعبية لمناهضة التحرّش الجنسي تغيّرًا في وعي وخطاب النساء في العالم العربي.
مأزق الشرق الأوسط
وكانت قد تخللت المؤتمر خمس جلسات، الأولى تحت عنوان: "بؤرة الإضطراب" وتطرّقت للثورتين المصرية والتونسية؛ والثانية تحت عنوان "الزلزال في بلاد الشام" وتطرّقت لسوريا كآخر معقل للعلمانية؛ والثالثة تحت عنوان "المأزق في إسرائيل-فلسطين" وتطرقت لوضع الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل ومناهج التعليم في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، أما الجلستان الرابعة والخامسة، تحت"سلة من الخيارات" و"على هامش الإضطراب"، فخصِّصتا لمناقشة أدوار تركيا وإيران والسعودية في سياق المخاض الذي تشهده المنطقة.