عزيزتي الام :
لا تحاولي ابدا انتقاد مشاعره ولا تحاولي ابدا تغييرها تقبلي ما يشعر به فهو ليس في سنك وانما في سن طفل لا يزال يتحسس طريقه في الحياة
اشعريه بأنه اهم شخص لديكِ في العالم لذا فانتِ تتركين كل شيء في هذه اللحظة لاجل ان تركزي كل اهتمامك معه وان كان الامر اصعب من ان تتركي ما في يدك
لا تقومي باستنتاجات لا تصلي الى نتائج عفوية بل اتركيه يعبر بطريقته الخاصة واجعليه يعبر اكثر باسئلة مفتوحة النهايات تتطلب اجابات اطول مثل كيف وماذا قولي السؤال واصمتي
ما اهمية الاستماع الفعال؟؟ ان اهمية التواصل مع مشاعر ابنائنا بالطريقة الصحيحة بالغة لثلاثة اسباب:
1. لاننا بالاستماع الى مشاعرهم يشعرون باننا نفهمهم ونتقبلهم . فلا أجمل ولا اروع في هذا العالم من ان يعطي شخص ما نحبه ونقدره وقته وقلبه ليستمع الينا، ويتفهم مشاعرنا ويدعمها. مما يعطينا شعورا عاما بالاسترخاء والثقة بالذات والاقبال على الحياة بكل حب واريحية.
2. لانهم سيلجأون الى التعبير عن المشاعر السلبية بالحوار الهادئ. فالابناء الذين يعرفون مشاعرهم ويعبرون عنها باستمرار (دون كبت) بالحوار الهاديء مع الاباء، يميلون للتعبير عن المشاعر السلبية بالحوار الهاديء ايضا، ولا يلجأون الى اساليب عنيفة كالضرب او مؤذية كالشتم او سلبية كالعزلة والانطواء للتعبير عنها.
3. لانهم سيكونون اكثر اعتماداً على انفسهم ويقومون بخيارات اخلاقية افضل. فتنفسيهم المستمر عن مشاعرهم بالاستماع والحوار الفعالين مع الاباء يجعلهم اكثر ثقة بانفسهم، واكثر تقديرا لمشاعر الاخرين حولهم، واكثر قدرة على مقاومة تأثيرات وضغوطات اصدقاء السوء، واكثر استعدادا لقبول التوجيهات من الاباء والامهات.
الاستماع الفعال
بثلاثة امور:
اولا: تواصلي مباشرة بالعين مع طفلك-عندما يأتي ابنك شاكيا.. او باكيا.. او سعيدا.. يريد ان يتحدث .. ولو حتى جملتين.. اتركي ما في يدك، وانزلي لمستوى وجهه وانظري في عينيه مباشرة. اشعريه بأنه اهم شخص لديكِ في العالم لذا فانتِ تتركين كل شيء في هذه اللحظة لاجل ان تركزي كل اهتمامك معه. وان كان الامر اصعب من ان تتركي ما في يدك، فعلى الاقل قومي بالاتصال مع عينيه مباشرة، فهو يعطيه شعورا باهتمامك المباشر بما سيقوله.
ثانيا: اسأليه اسئلة ذات نهايات مفتوحة-لا تقومي باستنتاجات، لا تصلي الى نتائج عفوية، بل اتركيه يعبر بطريقته الخاصة، واجعليه يعبر اكثر باسئلة مفتوحة النهايات تتطلب اجابات اطول. مثل كيف؟ وماذا؟ وليس من؟ متى؟ لماذا؟ قولي السؤال واصمتي.. انتظري اجابته.. حتى لو هرش رأسه.. او شعر بالحرج من الاجابة.. اصمتي اكثر واعطيه فرصة ليعبر تدريجيا في كل مرة، واتركيه يعبر ويستنتج حتى يصل الى ما تريدين قوله له.. دون ان تقولي حرفا واحدا.
ثالثا: تفهمي مشاعره وتقبليها-لا تحاولي ابدا انتقاد مشاعره.. لا تحاولي ابدا تغييرها. تقبلي ما يشعر به فهو ليس في سنك وانما في سن طفل لا يزال يتحسس طريقه في الحياة. اتركيه ليعيش كل انواع المشاعر، واسأليه الاسئلة التي تستدرج هذه المشاعر..فكلما مر بمشاعر اكثر وعبر عنها، كان اسهل عليه ان يتفهم غدا مشاعر الاخرين الذين مروا بنفس هذه المشاعر.