المدرب سعيد طاهر لموقع العرب:
سقف الطموحات يزيد بصورة تدريجية وهذا أمر طبيعي
السماء هي الحدود بالنسبة لي وسأواصل العمل بهدوء واخلاص بتوفيق من رب العالمين ولا أخفي أنني أطمح للتدريب في الخليج
يجب أن تتحلى صحافتنا بالمصداقية الصرفة وتعطي كل منا ما يستحق تجاهلوني بشكل مؤلم،علما أن الصحافة العبرية اهتمت بي أكثر من العربية
يقترب نادي شباب الظاهرية من ضمان الفوز ببطولة الدوري الفلسطيني، اذ يحتاج الى أربع نقاط، على الأكثر، من مبارياته الثلاث المتبقية حتى نهاية الموسم. وهناك امكانية أن تكفيه ثلاث نقاط لصنع ذلك، اذا فاز في مباراته البيتية المقبلة على فريق وادي النيص، وبالمقابل عدم فوز نائبه نادي الهلال القدس على ثالث الترتيب فريق شباب الخليل، حيث يتفوق فريق شباب الظاهرية بست نقاط على وصيفه. واذا لم يتم تتويجه هذا الأسبوع فانه سيتوّج الأسبوع المقبل حين يقابل فريق البيرة.
سعيد طاهر
ويشرف على تدريبات الفريق المدرب الفحماوي سعيد طاهر ويساعده المدرب خليل شما، وهو مدرب اللياقة البدنية أيضا، ويضم الفريق لاعبين من الداخل، هم: عبادة زبيدات، الحارس غانم محاجنة، عبد كعبية، كامل جبارين وابراهيم السيد أحمد. ويترأس الادارة باسم أبو علان.
واذا توج بلقب البطولة، فانها ستكون المرة الأولى في تاريخه التي يحظى فيها فريق شباب الظاهرية باللقب. ويقطن في القرية 35 ألف نسمة، ومن المتوقع حضور نحو 18 ألف متفرج للقاء المقبل أمام وادي النيص، في ما قد يكون لقاء التتويج.
إحترام مهني
ويحظى مساعد المدرب خليل شما باحترام مهني من أعضاء الفريق، وفي مقدمتهم المدرب سعيد طاهر وأعضاء الادارة. وقال خليل شما، ابن طمرة:"هنا يتنفسون ويأكلون ويشربون كرة القدم، فهي عبارة عن حياتهم، ويكفي أن ترى النساء والفتيات كيف يشجعن الفريق، حتى تعرف أن هذه البلد تعشق الكرة 24 ساعة يوميا. نحن في طريقنا لانجاز كبير جدا، هو الأكبر في تاريخ النادي. انضممت للعمل في شهريت تشرين الثاني الماضي، ومنذ ذلك الحين ارتبطت بأعضاء الفريق وسكان القرية، وهو أفضل مكان عملت فيه".
ويشرف المدرب الفحماوي سعيد طاهر على تدريب الفريق منذ 3 سنوات. والحقيقة تقال أنه منذ قدومه الى الفريق، بعد ارتقائه مع فريق أبو ديس الى دوري الأضواء، فانه قاده الى ألقاب عديدة وهامة، اذ أحرز معه لقب كأس أبو عمار (مشابه لكأس التوتو في الدوري الاسرائيلي) وكأس فلسطين وكأس السوبر، وها هو يقترب جدا من قيادته نحو الفوز بلقب البطولة، ليدخل التاريخ كونه سيكون أول مدرب يحرز جميع الألقاب الممكنة مع فريق واحد. وقررت ادارة الفريق وأهل البلدة تكريمه بأفضل ما يكون، حين أطلقوا أسمه على قاعة رياضية بنيت مؤخرا.
وأجرى مراسل موقع "العرب" وصحيفة "كل العرب" حوارا مع المدرب الناجح سعيد طاهر:
* تحقق النجاح تلو الآخر مع الفريق. يبدو أنك تأقلمت جيدا لديه..
- أمارس مهنة التدريب منذ 22 عاما، لكنني أعيش أفضل 3 مواسم في مشواري الرياضي، من حيث التدريبات والمباريات اذ أشعر باستمتاع في المهنة، فلحسن حظي أنني أتعامل مع أهل بلد مستواهم راق وثقافتهم رياضية أعلى مما تتصور. في أول موسم لي معه كان الهدف بناء فريق جيد واحتلال موقع متقدم، وانهيناه في المرتبة الثالثة. في الموسم الثاني حصلنا على كأس أبو عمار ،وكأس فلسطين. قبل بداية هذا الموسم عقدنا جلسة مطولة مع ادارة النادي وقررنا المنافسة على البطولة، اذ رأينا أن الأرض مهيأة لذلك. حصلنا على كأس السوبر، ونتصدر اللائحة بفارق 6 نقاط عن أقرب مطاردينا.
* هل ستزيد النجاحات الأخيرة سقف التوقعات لديك ولدى الفريق؟
- سقف الطموحات يزيد بصورة تدريجية، وهذا أمر طبيعي. أنا مبسوط لدرجة كبيرة بالعمل في الفريق، فأحظى بتقدير لعملي من الجميع. أستمتع بالعمل في البلد حتى في مجالات غير رياضية، وأنا أعدها رسالة وطنية من الدرجة الأولى، والعمل في نطاق مؤسسة ثقافية، تربوية واجتماعية. أقوم بزيارات للمدراس ولقاءات مع الطلاب. أعدها مسؤولية وأمانة لخدمة وطني. أشرف على مدرسة كروية تضم 160 طالبا وأعمل مجانا، لأن هذه البلد تستحق مني الكثير. لدي والحمد لله ادارة ممتازة برئيسها، جماهير ذات مستوى عالي، لاعبين ممتازين، أعيش معهم رياضيا بدفء أكثر من أم الفحم نفسها.. لن أتركهم طالما رغبوا بخدماتي. هناك تقدم في مستوى الدوري ولدينا لاعبين على مستوى أفضل من الدوري الاسرائيلي. أنا مدين جدا لبلدة الظاهرية، فقد أنشأوا صالة رياضية أطلقوا عليها أسمي، سعيد أبو الطاهر.
* شاركتكم أيضا في بطولة دوري أبطال آسيا والبطولة العربية. ماذا أضاف ذلك لك وللفريق؟
- أضاف الكثير، حيث اكتسبنا تجربة احترافية بمستوى أعلى. لعبنا أمام فريق العروبة العماني وخسرنا في الجولة الثانية ضد فريق القوات الجوية العراقي. كل تجربة دولية تضيف لنا الكثير، وستساعدنا أكثر في المستقبل.
* هل تحفزك هذه التجربة على التفكير بخوض احتراف التدريب في فريق من دول الخليج؟
- السماء هي الحدود بالنسبة لي، وسأواصل العمل بهدوء واخلاص بتوفيق من رب العالمين، ولا أخفي أنني أطمح للتدريب في الخليج، وهذا يثبت للادارات العربية في الداخل أنه يمكن للمدرب العربي قيادة فرق عديدة في الدول العربية، وقد حان الوقت لتراجع الادارت العربية في الداخل نفسها وحساباتها تجاه المدرب المحلي لأنها تظلمه، وهناك أمثلة كثيرة وليست شخصية فحسب.
* ألا تفكر أيضا بتدريب منتخب فلسطين؟
- يقوم مدرب المنتخب جمال محمود بعمل ممتاز. أريد مواصلة العمل في الأندية لموسم أو موسمين اضافيين، وبعد ذلك سأدرس الوضع بشكل جدي وسيكون لكل حادث حديث.
* ألا تحن للعودة لتدريب فرق عربية في الدوري الاسرائيلي؟
- لن أعود للعمل مدربا لأي فريق في الدوري الاسرائيلي، وبالتأكيد لن يكون ذلك مهنة بالنسبة لي، بل فقط اذا طلب مني المساعدة. جربت الأندية الاسرائيلية والفلسطينية، وبعد التجربة الفلسطينية الناجحة فانني أنظر للأمور بمنظور آخر، فهنا المستقبل الزاهر والواعد.
* أنت عاتب جدا على الصحافة العربية، لماذا؟
- يجب أن تتحلى صحافتنا بالمصداقية الصرفة وتعطي كل منا ما يستحق، تجاهلوني بشكل مؤلم، علما أن الصحافة العبرية اهتمت بي أكثر من العربية، عتبي كبير جدا على صحافتنا العربية التي لا تعطي كل شخص ما يستحق، وهي مبنية على صداقات وواسطات وليست على أمور مهنية صرفة. الصحافة العبرية اهتمت بمدرب عربي بسيط جدا، بينما تجاهلتني الصحافة العربية ولم تسأل عني وعن انجازاتي.