الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 16:01

حوادث الطرق ونعش طائر وفجاعة أكياس الكفن السوداء/ بقلم: ربيع ملحم

كل العرب
نُشر: 11/04/13 09:03,  حُتلن: 15:28

ربيع ملحم في مقاله:

سنبقى نكتب ونصرخ في وجه القارىء ولن أسكت امام فجاعة اكياس الكفن السوداء الملقاة في كل حادث على جنبات الطرق 

بعض السائقين فقدوا أخلاقيات السياقة فافساح طريق لسيارة عابرة بالنسبة لهم اهانة وربط حزام في القرية كأنه فضيحة شرف

بات محزنا يا إخواني ومؤلما جدا ومُتعبا نفسيا كل هذا التوتر والخوف الذي نعيشه في شوارعنا جراء الطيش والاستهتار والعنتريات القيادية

نشاهد جميعنا همجية بعض سائقي الشاحنات المتوسطة والمحملة بالحمولة الثقيلة والتي تنقل البضائع من الشمال الى الجنوب وبالعكس كأنها جحافل من قطيع هادرة تسير بدون شفقة

يجب أن ننتهي من الأنا البطولية ومن عقلية "المشيخة والتباهي وننتقل الى "قوة ردع" التي تعيد لرجل السير وللطريق وللإشارة الضوئية وللشواخص المرورية وللأخلاق العامة هيبتها التي فقدت

أخبار الأمس مفجعة وصارمة، ومؤلمة وقاسية ، فمجزرة جديدة جراء حادث سير راح ضحيتها 6شباب عرب وعشرات المصابين غالبيتهم من الوسط العربي والسائق المسبب لتلك الفاجعة للأسف من مواطن عربي من مدينة رهط. وفي المحصلة، ندعو لجميع المصابين بالشفاء العاجل وللمتوفين والشهداء جميعا بالرحمة، ولذويهم وأبنائهم بالصبر، ونرجو لنا جميعا من هذه الحادثة بعدهم العبرة.
فقد بات محزنا يا إخواني ومؤلما جدا ، ومُتعبا نفسيا كل هذا التوتر والخوف الذي نعيشه في شوارعنا، جراء الطيش والاستهتار والعنتريات القيادية فأضحت يومياً اخبارنا حزينة فخرجت من فحيها رائحة الموت جراء قطف زهراتها البريئات كل يوم وأبنائها الكادحين جراء مقتل مواطنين عرب إثر غرق أو "طخ" أو حادث طرق.

قلة وعي السائقين

والشاهد، حوادث الطرق هي التي تشكل النسبة الأكبر في تعداد الضحايا العرب لقلة وعي السائقين في منظومة الاخلاق في السير، فأنا أسير كغيري في طرق وشوارع رئيسية ومركزية في البلاد ، ونشاهد جميعنا همجية بعض سائقي الشاحنات المتوسطة والمحملة بالحمولة الثقيلة والتي تنقل البضائع من الشمال الى الجنوب وبالعكس، كأنها جحافل من قطيع هادرة تسير بدون شفقة، وأستغرب كيف تتسابق هذه الشاحنات مع الريح وبسرعة طائشة محتجزةَ المسار اليساري وبسرعة جنونية ممنوعة قانونياً، فترى بعضهم، يتجاوز من جهة اليمين لجهة اليسار بدون غماز، ويتولد لك شعور بأنه يقود دراجة نارية، ونسي أنه يقود شاحنة كأنها نعش طائر او قنبلة نووية، وكل ذلك فقط لكي يصل لمقصده بوقت قياسي، ربما السائقين يفعلون ذلك مجبرين بسبب رعونة أصحاب المصالح والشركات، وتعنتهم للوصول لنقل حمولة جديدة لكي تزيد الأرباح ، مما يزيد من تعب وارهاق سائقي الشاحنات المساكين وقلة ساعة نومهم بسبب كثرة المهمات والسفريات !!

فجاعة أكياس الكفن السوداء
سنبقى نكتب ونصرخ في وجه القارىء ، ولن أسكت امام فجاعة اكياس الكفن السوداء الملقاة في كل حادث على جنبات الطرق. من هنا أدعو السياسيين لإعادة وضع قانون صارمة للسير تعيد الأمور الى نصابها ، قانون رادع لا وادع، قانون يحمي السائق الخلوق الملتزم من السائق المخالف المجرم.
فبتنا نرى أن بعض السائقين فقدوا أخلاقيات السياقة، فافساح طريق لسيارة عابرة بالنسبة لهم اهانة، وربط حزام في القرية كأنه فضيحة شرف! وأقول لبعض السائقين والسائقات التي باتت أقدامهم تقود دون عقولهم، سائلاً لماذا هذه السرعة الجنونية في الشوارع وفي الحارات؟
وبعضكم يتفنن باستخدام الهواتف الذكية اثناء سياقته ، وبعضهن للأسف اسقطت منهن كل معاني الأمومة لتضع أطفالها دون أحزمة أمان ودون مقاعد وكراسي مخصصة للاطفال ، وسط قيادة غير مسؤولة!!
يجب أن ننتهي من الأنا البطولية ومن عقلية "المشيخة: والتباهي ، وننتقل الى "قوة ردع" التي تعيد لرجل السير وللطريق وللإشارة الضوئية وللشواخص المرورية وللأخلاق العامة هيبتها التي فقدت" ... اذا لم ترجع منظومة الفن والذوق والاخلاق للسائقين فأعتقد أن السجن هو الحل الوحيد الذي سيحمينا من هؤلاء المستهترين الذي يعتقدون أن الشارع ملك لأبوه أو أنه من يكمل رسالة "شوماخر" الالماني في الشارع ، فإن لم تكن هذه الطريقة الصارمة لضبطهم ...فما هي الطريقة اذاَ؟؟؟ 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net  

مقالات متعلقة

.