الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 04:02

وثائق: العميل المصري ضلل الموساد ومائير وتعيين ديان كان الخطيئة الأولى

كل العرب
نُشر: 14/04/13 15:18,  حُتلن: 08:00

صحيفة "هآرتس":

المعلومات العسكرية لدى أجهزة المخابرات لم تكن كافية لتوقع موعد الحرب بل وكانت متضاربة، من أجل الإستعداد لعمل عسكري وقائي لردع المصريين قبل خوضهم المعركة

جهاز الإستخبارات العسكرية التابع للجيش الإسرائيلي فشل فشلا ذريعا في تلقي المعلومات حول بدء المعركة كما أن وسائل الردع الإسرائيلية فشلت هي الأخرى في صد الهجوم المصري

في خريف عام 1973، وبعد عقود من عمل جولدا مائير العام وعملها في النشاط الحكومي فإنها كانت تختار بنفسها عملاء الموساد ذوي الخبرة في المسائل الإستخباراتية وكان لديها أسلوبها الخاص في هذا الأمر

كشفت وثائق إسرائيلية جديدة، أفرجت عنها حكومة تل أبيب مؤخرا حول لجنة "جرانت" التي كونتها إسرائيل عقب هزيمتها فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 لتقصى حقائق هزيمتها في المعركة، أن ا"لعميل المصري أشرف مروان ضلل كلا من رئيسة الوزراء الإسرائيلية في ذلك الوقت جولدا مائير، ورئيس جهاز "الموساد" تسفي زامير، وأعطى كلا منهما مواعيدا متضاربة حول الضربة العسكرية المصرية المرتقبة ضد إسرائيل. وأوضحت الوثائق، التي نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن "المعلومات العسكرية لدى أجهزة المخابرات لم تكن كافية لتوقع موعد الحرب، بل وكانت متضاربة، من أجل الإستعداد لعمل عسكري وقائي لردع المصريين قبل خوضهم المعركة، وترجيح كفة الميزان في صالح الجيش الإسرائيلي".


جولدا مئير

ووصفت الصحيفة تلك الوثائق بأنها "أكثر الوثائق الرائعة في مداولات لجنة "جرانت" التي حققت في الأحداث التي أدت إلى حرب "يوم الغفران"، التسمية العبرية لحرب أكتوبر، حيث تضمنت الوثائق شهادة العميد جنرال يسرائيل ليئور، مساعد رئيسة الوزراء الإسرائيلية في ذلك الوقت جولدا مائير للشؤون العسكرية". وأكدت الوثائق أن "جهاز الإستخبارات العسكرية التابع للجيش الإسرائيلي فشل فشلا ذريعا في تلقي المعلومات حول بدء المعركة، كما أن وسائل الردع الإسرائيلية فشلت هي الأخرى في صد الهجوم المصري". وأوضحت الوثائق أنه "في خريف عام 1973، وبعد عقود من عمل جولدا مائير العام وعملها في النشاط الحكومي الذي وصل لحوالي تسع سنوات في وزارة الشؤون الخارجية، وما يقرب من خمس سنوات رئيسا للوزراء، فإنها كانت تختار بنفسها عملاء الموساد ذوي الخبرة في المسائل الإستخباراتية، وكان لديها أسلوبها الخاص في هذا الأمر".

معلومات موثوق بها
وأوضح ليئور أن "مائير كانت تتعامل مع عملاء الموساد بصورة شخصية، ومع مرور الوقت كانت تحصل على المعلومات الموثوق بها بأكثر من مصدر"، موضحا أن "جميع البيانات والمعلومات التي حصل عليها "الموساد" وقام بفحصها وتحليلها لإجراء تقييمات عليها حول موعد الحرب أكدت أن رئيس الموساد نقل بصورة مباشرة لمائير، وعلى الفور ودون أي وسطاء، مواد معلوماتية ذات أهمية خاصة، قدمها العميل المصري رفيع المستوى أشرف مروان، المقرب من الرئيس الراحل أنور السادات، عن موعد الضربة العسكرية المصرية". وأضاف مساعد مائير، خلال إدلائه بشهادته أمام اللجنة، أن "المصدر نفسه، في إشارة إلى أشرف مروان، قال لنا أن موعد الحرب سيكون يوم الجمعة، أي عشية عيد "يوم الغفران" بـ 24 ساعة، وتحدث لنا ثلاث مرات بالفعل"، مشيرا إلى "عقد اجتماع بين زامير ومروان في لندن تم خلاله مناقشة موعد الحرب، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلية قالت إن مروان أخبرها من قبل بأن الحرب قد تنشب في خلال شهر ونصف أو شهرين، وذلك خلال اجتماعها الأخير معه فى 21 سبتمبر، أي قبل أسبوعين من الحرب، الأمر الذي جعلها تتشكك في معلومات مصدر رئيس الموساد والتي لم تكن تعلم من هو".


موشيه ديان

توقيت دقيق
وأوضح ليئور أن "رئيس الموساد لم يخبر مائير أن عميله السري الذي سيقابله في لندن لأمر مهم هو أشرف مروان، وأن جولدا لم تكن تعلم بأنه سيقابل نفس المصدر الذي كانت تتواصل معه بصورة شخصية، بل إنها صعقت بعدما علمت عقب المعركة أن مروان كان يستخدم نفس كلمة السر معها خلال لقائه بزامير وهي المواد الكيميائية". وأضاف مساعد جولدا أن "زامير لم يتشكك في تقييم رئيسة الوزراء في اجتماع لرؤساء المنظومة العسكرية قبل يومين من اندلاع الحرب، وأنها كانت مطمئنة بأن الحرب لن تنشب". وأوضح ليئور أن "جولدا مائير لم تتشكك في معلومات مروان الذي كان ينظر إليه في وقت لاحق للحرب بأن معلوماته كانت صحيحة حول التوقيت الدقيق للهجوم المصري والسوري"، مشيرا إلى أنه "كان صحيحا في جوهره، بشأن الشروع في الحرب المشتركة، ولكن مجموعة أخرى من المعلومات جاءت باستنتاجات مفادها أن نشوب الحرب أمر غير مرجح". وأوضحت الوثائق، التي رفع عنها السرية ونشره موقع أرشيف الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع ونقلتها الصحيفة، أن "ليئور كان بمثابة همزة وصل بين مائير وسلفها ليفي اشكول، ومختلف قيادات وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات، وكان حاضرا خلال جميع الإجتماعات التي عقدت في الأيام الثلاثة الأولى للحرب، ورأى وسمع أشياء كثيرة ليصبح في جوهره جهاز كمبيوتر محمولاً وذاكرة عالية المساحة".

الخطيئة التنظيمية الأولى
وأشار ليئور، خلال شهادته للجنة جرانت، إلى إن "الخطيئة التنظيمية الأولى لنشوب المعركة هو تعيين موشيه ديان وزيرا للدفاع عقب حرب 1967 فى حكومة ليفى أشكول، واستمراره فى هذا المنصب". وأشار ليئور إلى أن "كلا من أشكول ومائير كان لديهما القدرة الرسمية لاستدعاء كل من رئيس هيئة الأركان ورئيس شعبة الإستخبارات العسكرية، ولكن بعد تولى ديان منصب وزير الدفاع فى الفترة (يونيو 1967-1974) أصبح حاجزا بين زملائه فى مجلس الوزراء، ورؤساء الأركان إسحق رابين وحاييم بارليف، ثم ديفيد إليعازر"، موضحا أن "أشكول وجولدا كانا على اتصال مباشر فقط مع رؤساء الموساد مائير عميت، ومن بعده تسفى زامير، ورئيس جهاز الإستخبارات يوسف هارملين".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.79
GBP
326278.86
BTC
0.52
CNY
.