يدنا ممدودة للسلام مع جميع الشعوب والدول قريبة كانت أم بعيدة

جروح الثكل لم تحدّ من عظمتكم النفسية ومن عزيمتكم مما يُعدّ مكمن قوتنا وسرّ عظمتنا

الأبناء والبنات والآباء والأمهات والإخوة والأخوات لم يسقطوا عبثاً ذلك لأننا لما كنا نستطيع أن نكون شعباً حراً في بلادنا إلا بفضل تضحياتهم

وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان من أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي وجاء فيه:" كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال مراسم إحياء ذكرى شهداء جيش الدفاع التي أقيمت في مقر مؤسسة "ياد لبانيم" في أورشليم القدس:" إننا نحني رؤوسنا في مستهل أسبوع إحياء الذكرى ثم الإحتفال بالنهضة والإستقلال. إننا ننكس أعلامنا إحياءً لذكرى 23،085 شهيداً سقطوا في معارك إسرائيل. إنهم كانوا من اليهود والدروز والمسيحيين والمسلمين والبدو والشركس، إذ إنحدر الشهداء من جميع شرائح المجتمع في إسرائيل. إننا نثمّن عالياً المساهمات العظيمة التي قدمها الشهداء، ولا يوجد ما فيه أكثر مساواة من الوقوف المشترك في الجبهة والتضحية بالحياة من أجل ضمان عيشنا".

رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو

وأضاف البيان :"سوف نجتمع بعد عدة ساعات ، عندما تدوّي الصفارات في أنحاء البلاد إيذاناً بالصمت، حول شمعة الذكرى وننطوي حول أنفسنا من باب الحسرة العميقة والشوق الكبير لأعزائنا أبطال المجد. لقد اضطرَّتنا الحاجة منذ أن أصبحنا شعباً للقتال من أجل حريتنا ووجودنا. إذ أقدم أعداؤنا في جميع الأجيال على تهجيرنا وإضطهادنا والإثخان فينا ساعين إلى محو ذكرى إسرائيل عن وجه الأرض. ولا يزال هناك اليوم أيضاً من يهدد بالقضاء علينا، غير أن هؤلاء لم ينجحوا في الماضي ولن ينجحوا أبداً. "رَبُّ إِسرائيلَ جلَ جلالُه لا يكذِبُ" [عبارة توراتية مقتبسة أصلاً من سفر صموئيل الأول، الفصل 15، الآية 29 وتؤكد الثقة في أبدية وجود شعب إسرائيل] إذا فُرض علينا الأمر فإننا سنمسك بسيفنا ونتوجه إلى ميدان المعركة لمواجهة أولئك الذين يضمرون لنا الشرّ. ولا نبتهج للقتال ولا نتعطش للدماء. إن يدنا ممدودة للسلام مع جميع الشعوب والدول قريبة كانت أم بعيدة، بيد أننا أدركنا على مر العصور أن القوة الدفاعية الشديدة كفيلة وحدها بعدم تعرضنا للشرّ".

الإيمان بشعب حر
وأكمل البيان :"أبناء العائلات الثكلى، إن عائلتي – شأنها شأنكم – قد دفعت ثمن نهضة إسرائيل. لقد خبُرت بنفسي عذاب الفقدان والغياب والصرخة المختلجة في القلب. وتعزّيني – كما تعزّيكم – حقيقة أن الأبناء والبنات والآباء والأمهات والإخوة والأخوات لم يسقطوا عبثاً. ذلك لأننا لما كنا نستطيع أن نكون شعباً حراً في بلادنا إلا بفضل تضحياتهم. أتذكر جيداً السيدة ريفكا غوبير التي كانت قد ثكلت ابنيْها إفرايم وتسفي في حرب التحرير [حرب الاستقلال 1948]. إنها لم تدَع الحزن يغلبها بل أفنت عمرها في استيعاب القادمين الجدد إلى البلاد. كما تعجبني الطاقات النفسية الكامنة لدى السيدة مريام بيرتس التي فقدت ابنيْها أوريئيل وإليراز اللذيْن سقطا في لبنان وعلى حدود غزة. وكانت قد قالت إن ما وهبهما الطاقات لم يكن إلا هذا الإيمان المطلق بحقنا في أن نكون شعباً حراً في بلادنا. طوبى للشعب الذي يكون هؤلاء أبناءه طوبى للشعب الذي تكون هذه عائلات أبنائه".

ألم رحيل الأبناء
ومضى البيان :"ها أنني أتطلع في عيونكم وأشخّص هول الألم. كان والدي البروفيسور بن تصيون نتانياهو رحمه الله قد رحل قبل أكثر من عام، أي بعد مضي عقود على موعد سقوط شقيقي يوني (نتانياهو ، في عملية تحرير الرهائن المخطوفين في مطار عنتيبي الأوغندي عام 1976). وكان والدي قد أصدر الدراسة الكبرى التي أعدها طيلة حياته عن يهود إسبانيا ومحاكم التفتيش المسيحية التي تعرضوا لها في القرون الوسطى حيث كتب في الصفحة الأولى من عمله أنه يهدي هذا الكتاب لإبنه يوناتان الذي سقط مخلّصاً أبناء شعبه في عنتيبي. وكتب والدي يقول "إنني أهدي الكتاب من باب الحزن الذي لا يفارقني".

تحية الإجلال للأبطال
وإستطرق البيان :"إن هذا الحزن لا يفارق أيًا منّا، نحن أبناء العائلات الثكلى. غير أنني أشخّص لديكم أيضاً تلك الحقيقة وهي أن جروح الثكل لم تحدّ من عظمتكم النفسية ومن عزيمتكم مما يُعدّ مكمن قوتنا وسرّ عظمتنا. إن عيون الشعب كله تتطلع إليكم. إنه يضمّكم إلى صدره ويكنّ الإحترام لتصرفاتكم النبيلة إزاء الألم الذي لا ينفكّ. إن الشعب يستمدّ القوة من عظمتكم النفسية. وإنني أؤدي اليوم مع جميع أبناء الشعب تحية الإجلال لبطولة خيرة الأبناء والبنات الذين يستحقون المجد الأبدي. ليتنا نحظى برؤية "يَهوذا تَعمُرُ إلى الأبدِ، وأُورُشليمُ إلى جيلٍ فجيلٍ" [نقلاً عن سفر يوئيل ، الفصل 4 ، الآية 20] بفضل محبة إسرائيل والوحدة والإخلاص والتفاني وقوة العقيدة والتضحية.
طيّب الله ذكرى أعزائنا الذين استُشهدوا إلى أبد الأوابد" إلى هنا نص البيان.