أبو وهيب في مقاله:
النكبة المستمرة والتضحيات المتواصلة والحصار والتجويع لن يستعيد لقادة العرب ثقتهم بأنفسهم ولا ثقة شعوبهم بهم
ها هم الفلسطينيون يقدمون الشهيد تلو الشهيد والتضحية تلو التضحية في سبيل الله وسبيل الأرض والوطن والجذور التي عاش عليها الآباء والأجداد
إنّ ما حدث وما زال يحدث في ذكرى يوم النكبة ما هو إلا رسالة لنا جميعا لتخليد هذا اليوم ورسالة أيضا لتوحيد الصفوف وتوحيد التيارات والقوائم لصدع ورأب المؤامرات
بسم الله توكّلنا على الله ولا حول ولا قوّة إلا ّبالله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع انبياء ورسل الله. أهل هذه الديار المقدّسة في الداخل والشتات الجميع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إنّ ما حدث وما زال يحدث في ذكرى يوم النكبة ما هو إلا رسالة لنا جميعا لتخليد هذا اليوم، ورسالة أيضا لتوحيد الصفوف وتوحيد التيارات والقوائم لصدع ورأب المؤامرات من قبل هذه المؤسسة المتآمرة على إحياء ذكرى يوم النكبة نكبة أجدادنا وآبائنا وشعبنا العربي والإسلامي إن النكبة لم ولن تنتهي منذ ولادتها مازالت مستمرة يوما بيوم وساعة بساعة.
النكبة لن تتوقف
ها هم الفلسطينيون يقدمون الشهيد تلو الشهيد والتضحية تلو التضحية في سبيل الله وسبيل الأرض والوطن والجذور التي عاش عليها الآباء والأجداد فالنكبة لن تتوقف ما زالت مستمرة نسأل الله أن يرحم جميع الشهداء آمين..آمين. وقد يسأل سائل لماذا هذه التضحيات أيها الأخوة؟ الإجابة لأن الفلسطيني هو صاحب الأرض فيجب عليه أن يضحّي ويتمسّك ويتمكّن وأن يبقى بها حتى وإن مات بها.
مسلسلات المفاوضات
لقد تعلّم الفلسطيني من معارك 1948 لن ولم يترك الأرض ولو تحولت إلى قبور
حتى لو آمن البعض بالسلام والمفاوضات ألعبثيّة إن مسلسلات المفاوضات التي كانت ما هي إلا مضيعة للوقت وكيف يقوم السلام بين القوي والضعيف أي سلام يكون هذا؟ طبعا سلام من غير حقوق ومن غير الأرض ومن غير عودة والتصريحات والقوانين العنصريّة التي نسمعها يوميّا هي أكبر شاهد على تعنت المؤسّسة الإسرائيليّة ها نحن بدأنا نتنفّس ونشتم من نسائم ثمرات الثورات الشبابيّة المباركة وبالمقابل المصالحة الفلسطينيّة التي أوشكت على السبات العميق وهذا ما يفرح المؤسسة الإسرائيلية.
الشجاعة والنصر
ولو صبرت بعض القادة العرب المنجلية والبائسة لنالت الشجاعة والنصر والتمكين إلاّ أنها مدّت ّ يدها للسلام دون الحسبان بالغير ودون مقابل لن يصبروا على البأساء الضراء ها هم اليوم كٌنسوا إلى مزابل التاريخ من قبل شعوبهم الأبيّة المنتفضة الثائرة البطلة، رؤساء تناسوا قول الله تعالى: (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولائك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)، إن المؤسسة الإسرائيلية يهمّها جدّا إذا سقط واحد من جنودها تكون بمثابة الزلزلة والصاعقة وإن كان هذا الجندي أو الإنسان غريب، وافد، مهاجر، فهو لا ينتمي إلى الأرض وهو يعلم ذلك فالأرض ليست بمسقط رأسه ولا رأس آبائه ولا أجداده.
الضحية والجلاد
إن من الزعماء كانوا وسطاء يتوسّطون بين الفلسطيني والإسرائيلي وهذا خير لأن الصلح خير لا نرفض الوساطة ولكن شريطة أن يكون هذا التوسط مبني على الإنصاف على إعطاء كل ذي حق حقه ولكن نسأل هؤلاء الوسطاء كيف يكون الصلح والسلام بين السكين واللحم، وبين الضحية والجلاد، وبين الذبيحة والجزار أي صلح هذا؟ ها هم اليوم رحلوا دون أي إنجاز ودون أي فائدة. إن النكبة المستمرة والتضحيات المتواصلة والحصار والتجويع لن يستعيد لقادة العرب ثقتهم بأنفسهم ولا ثقة شعوبهم بهم ولن يعيد لما تُسمّى للجامعة العربية حيويتها وقوّتها ولن يستعيد للعرب وقفة الرجل الواحد والجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضوا تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
غليان الزيت فوق النار
ها نحن نرى الشارع العربي يغلي كغليان الزيت فوق النار من القادة وهذا ما نراه في الفضائيات، نرى الشباب بالشارع وفي الجامعات يثور في كل مكان إنّ ما نريده من قادة العرب أن يحسّوا بهذا الغليان ليعبّروا عن حقيقة أمّتهم وشعوبهم المكبوتة والمصفدة الآيادي. إن هذه الأمة المنتشرة في كل المعمورة تُقدّر بثلاثمائة مليون عربي منهم حوالي مليون مسلم ،كيف تُذل هذه الأمة وتُضرب في عقر دارها ويراد لها أن تُساق إلى ما لا تريد، إن روابط الإسلام وروابط العروبة ونداءات الحق والضمير الحي وثورات الشباب كلّها تطالب القادة والمسؤلين هدانا وإياهم الله أن يوقفوا هذه النكبة التي تداهمنا ساعة بساعة ويوما بيوم وإنهاء الاحتلال والانقسام وبالذات القادة الموالية للمؤسسات الإسرائيلية والأمريكية.
الظلم والاستبداد
إنّهم يعرفون حق المعرفة بأنهم يوالون الظلم والاستبداد والتشريد والإستيطان وتدنيس المقدّسات والحصار المستمر وهذه هي الحقيقة أين انتم من الأخوّة الإسلامية والعربية هدانا وإياكم الله لما يحبه ويرضاه. نريد منكم أن لا تقبلوا بكسر جناح إخوانكم ولا تقفوا وقفة المتفرج حتى يُنتف الريش وحتى لا تهتز عروشكم من خلال ثورات الشباب، شباب المستقبل فما عليكم إلاّ أن تعرفوا قدركم وان تعرفوا أنكم خير أمّة أخرجت للناس. إن واجباتكم تجاه هذا الفلسطيني المنكوب إنقاذه من النكبة المستمرّة ساعة بساعة ويوما بيوم واناقذ المقدسات، إن الله سائلكم عن مقدّساتكم وأمتكم وعن شعوبكم وعن أنفسكم فحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا عليها.
بلاد آمنة مطمئنّة
استمدّوا قوتكم من شعوبكم أصبحت طبيعة الفلسطيني تقديم الشهيد تلو الشهيد وجعل أرضه وبيته ومقدّساته قبرا له جُبل دم أجداده ودمه بتراب هذه الأرض فكيف يتركها ويهجرها، الفلسطيني يعلم أنّه منكوب وباقي في أرضه وحريص على مقدّساته ويؤمن بقول الله تعالى: (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فأنّهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما). فإن استمرت النكبة والحصار وتدنيس المقدّسات والتضحيات فإنّا بإذن الله باقون باقون باقون. نسأل الله أن يجعل بلادنا آمنة مطمئنّة وسائر بلاد العرب والمسلمين. آمين..آمين..آمين.
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net