الأم الواعية تذكري:
إياكِ أن تنساقي في ركب من ليس جهده إلا حشو المعلومات في الرؤوس بل من أفضل ما يكون في البداية تعلم كيفية التفكير وترتيب الذهن لتلقى المعلومات
إياكِ أن تغفلي عن أن طفلك الصغير بعقله الصغير لا يمكنه تصور مستقبله وصورة حياته التي يتمناها وأن هذه المرحلة بالنسبة له ليست كما تبدو لكِ فساعديه على رسم صورتها بالطريقة الصحيحة فأنت مدرسته الحقيقية
لا تنسي أن تزرعي فيه أن النجاح في الحياة يبدأ من النجاح في الخطوة الأولى فالمؤجلون لا يحصدون شيئًا سوى الوهم
تمر الأيام متلاحقة سريعة وإذا بنا وقد كنا على أبواب بداية عام دراسي نقف الآن أمام أبواب نهايته، وتبدأ مرحلة الختام بالاستعداد لخوض الامتحانات. ولكل مرحلة ترتيب وإعداد يعين على تجاوزها بالتوفيق والسداد، وعلينا ألا نغفل أن ما بذل مع الطفل الصغير وهو يبدأ أولى مراحل دراسته يجب أن يتوج ببذل جديد وهو على مشارف امتحانات آخر العام. فقد نرى بعض الأسر لا تقيم وزنا لهذا الموضوع بل تراه تافها ولا يستحق أي عناية فهو عام قد بدأ وينتهي الآن، وبخاصة إذا كان الطفل صغير وانتقاله من عام إلى الذي يليه يتم بطريقة تلقائية، فلا داعي عندهم لبذل أي جهد. لذلك يجب التنبيه أولا على أن ثمة فارق كبير بين التعامل مع دراسة الأولاد وامتحاناتهم ببساطة ويسر وهدوء أعصاب، وبين التعامل بإهمال وعدم اكتراث.
لذلك أيتها الأم الواعية تذكري:
أولًا: أن قواعد النجاح ترسم من الصغر، وأن الغرس في الوجدان بكيفية مواجهة أحداث الحياة في كل مراحلها يسهل جدا إذا بدأ مع النبتة الصغيرة وتم نقشه في عقل الطفل وهو يتخطى أول باب يخرج منه من مرحلة إلى أخرى، والأمر مع أهميته يسير وسهل إذا تم أخذه بمأخذ الجد والعناية.
ثانيًا: عليك أن توازني بين الاهتمام بما حصله طفلك طوال العام، وتجميعه مع عدم إشعاره بأي توتر أو قلق.
ثالثًا: اعلمي أنه كلما بدأتي مع طفلك الاستعداد مبكرا فإن هذا يعين على التخلص من الضغط ويقيكي ويقي طفلك العصبية.
رابعًا: إذا كان طفلك في الأعوام الدراسية الأولى التي تحدثنا عنها فاعلمي أن هذه فرصة سانحة للتعامل مع الأمر بثقة، وفيها يمكنك أن تعلميه كيف يرتقى من مرحلة إلى أخرى بأخذ الأسباب وحسن الاستعداد، لذا استغلي هذه السنوات لبث الثقة والتشجيع وتوسيع المدارك والمهارات.
خامسًا: لا تنسي أن تزرعي فيه أن النجاح في الحياة يبدأ من النجاح في الخطوة الأولى، فالمؤجلون لا يحصدون شيئًا سوى الوهم.
سادسًا: إياكِ أن تغفلي عن أن طفلك الصغير بعقله الصغير لا يمكنه تصور مستقبله وصورة حياته التي يتمناها، وأن هذه المرحلة بالنسبة له ليست كما تبدو لكِ، فساعديه على رسم صورتها بالطريقة الصحيحة فأنت مدرسته الحقيقية.
سابعًا: مع الاهتمام والجد والمتابعة لا تهملي التشجيع والحوافز والوعود الصادقة بالتقدير والمكافآت عقب نهاية العام وبدء الأجازة الصيفية.
ثامنًا: ليكن من أهم ما يزرع في هذه المرحلة الاعتماد على النفس، وأن عليه أن يتعود أن يجنى ثمرة تعبه وتحصيله، وأن يرفض أن يغش، وأن هدى رسولنا صلى الله عليه وسلم هو: {من غشنا فليس منا}.
تاسعًا: إياكِ أن تنساقي في ركب من ليس جهده إلا حشو المعلومات في الرؤوس بل من أفضل ما يكون في البداية تعلم كيفية التفكير وترتيب الذهن لتلقى المعلومات.
عاشرًا: وهي وإن كانت النقطة الأخيرة ولكنها الأكثر أهمية، وهى زرع القيم الإسلامية من مراقبة الله والاعتماد عليه والرضا بالأمر بعد حدوثه، والطموح والهمة العالية ولا تنسى أن الأطفال أمانة، ومن الأمانة أن نربى سادةً لا أن نربى للحياة عبيدًا.