نجيب ميقاتي وقارب الأسد/ بقلم: مازن حايك

كل العرب
نُشر: 01/01 21:11,  حُتلن: 21:15

مازن حايك في مقاله:

الاسد اطاح الرئيس الحريري في ليلة ليلاء وعبر "القمصان السود" ليأتي بـ"صديقه" ميقاتي

هل "قارب الاسد" سيغرق قريبا كما "جزمت" الصحيفة ام انه سيطفو من جديد ومتى؟!

قد يكون من المبكر معرفة ما اذا كان ميقاتي هو "الرابح الاعظم" ام "الخاسر الاكبر" بعد كل الذي حصل معه ومع "حكومته" قبل الاستقالة وبعدها

ميقاتي يقفز من قارب الاسد، عنوان تصدر صحيفة لبنانية ناطقة باسم "تيار المستقبل"، صباح اليوم الذي تلا استقالة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. واضاف التحليل الصحافي: "حسم نجيب ميقاتي امره امس (الجمعة 22 آذار 2013) بعدما تأكد من ان ايام بشار الاسد باتت معدودة، ولمس التحول في الموقف الاميركي والاوروبي، فاختار توقيتا محليا طرابلسيا لقراره بالقفز من قارب الاسد الذي يغرق، واعاد مفاتيح الحكومة الى من سلمها اليه". للوهلة الاولى، يبدو الكلام وكأنه "يدين" الرئيس المستقيل، لكنه، في الواقع، "يبرئ" الرجل، خصوصا بعد الكلام الاخير للرئيس الاسد، الذي انتقد فيه بشدة سياسة "النأي بالنفس" التي انتهجها ميقاتي، وان لم يتمكن الاخير من اقناع الجميع بصوابها، ولاسيما "حزب الله" الممارس خيار "الزج بالنفس" في سوريا، و"الحلفاء" والوزراء من مطلقي "النيران الصديقة"، اضافة الى قوى "14 آذار" المساندة لـ"الثورة السورية".

التواصل مع دول الخليج
فهل قفز ميقاتي فعلا من "قارب الاسد"، ام انه لم يكن اصلا على متنه، اقله في السنتين الاخيرتين؟ نجح ميقاتي في انتزاع الدعم الدولي لسياسة "النأي بالنفس"، بعدما كانت "دول القرار" نأت بنفسها عنه، بالتزامن مع وفائه بالتزامات لبنان الدولية، واحترام العقوبات الدولية على سوريا (وايران)، ومساندة الجهد الدولي في مكافحة الارهاب وتبييض الاموال، اضافة الى ابقائه على التواصل مع دول الخليج التي قاطعت "حكومة حزب الله"، فضلا عن مقاربته الهادئة والواقعية للملفات الامنية الصاخبة... كل ذلك، بعكس ما كان يتمناه "المريدون"، وفي مقدمهم الرئيس الاسد، العائد الى استقبال اللبنانيين "الممانعين" وتزويدهم التوجيهات.

 التضامن "المفترض"
تساؤل آخر يفرض نفسه استطرادا عن مدى دقة المقولة بأن الاسد اطاح الرئيس الحريري في ليلة ليلاء وعبر "القمصان السود"، ليأتي بـ"صديقه" ميقاتي، الذي رضي أن يصبح رئيسا لمجلس الوزراء في اعقاب "عملية انقلابية"، وعلى رغم معرفته بأن "حكومته" لن تأتمر بأوامره... لكنه، سرعان ما استدرك الامر، وتمسك بـ"الوسطية" و"النأي بالنفس"، عوضا عن التضامن "المفترض" مع النظام السوري والسعي الى التخفيف من عزلته.

الرابح الاعظم أم الخاسر الاكبر
قد يكون من المبكر معرفة ما اذا كان ميقاتي هو "الرابح الاعظم" ام "الخاسر الاكبر" بعد كل الذي حصل معه ومع "حكومته"، قبل الاستقالة وبعدها، وخلال "التكليف" وفي انتظار "التأليف"، لكن الاكيد أن الجواب يرتبط، بشكل او بآخر، بمعرفة ما اذا كان "قارب الاسد" سيغرق قريبا، كما "جزمت" الصحيفة اياها، ام انه سيطفو من جديد... ومتى؟!

*نقلا عن "الحياة" اللندنية

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة