الرد على العدوان الآن .. أو لن يكون!/بقلم:سعيد الشيخ

كل العرب
نُشر: 01/01 12:45,  حُتلن: 08:00

سعيد الشيخ/ كاتب فلسطيني:

لنجد ما يمكن أن يبرر استمرارنا في تأييد هذا النظام وأول الفعل الذي ننتظره ان يتصرف النظام بخياراته الوطنية والقومية وعملا بشعارات المقاومة وليس بخياراته السلطوية
 

اذا كان هذا النظام لم يستطع في اوقات بحبوحته ان يمتلك هذين الزمان والمكان فهل يستطيع الآن وهو في أضيق اوقاته ومنشغل في الدفاع عن بقايا سلطاته المتهاوية تحت ضربات قوى المعارضة التي تتمدد في مساحات مربعاته الامنية؟

استطاع النظام السوري بسبب هزائمه تحويل المقاومة اللبنانية الشريفة الى اداة بيده لمحاربة قوى المعارضة السورية ومهما حاول السيد حسن نصر الله تبرير تدخل حزبه في الاقتتال السوري الاهلي فإن هذه التبريرات لا شأن لها بإستراتيجية او تكتيك تتبعه المقاومة

لا يحتاج النظام السوري لإصدار أي بيان يؤكد فيه أن الرد على الغارات الاسرائيلية المتتابعة على اهداف مختلفة داخل سوريا سيكون في زمان ومكان مناسبين لهذا النظام. فهذا القول بات اسطوانة مشروخة لا يترنم لها احد لفقدانها الايقاع الجاد والمجدي. اذا كان هذا النظام لم يستطع في اوقات بحبوحته ان يمتلك هذين الزمان والمكان، فهل يستطيع الآن وهو في أضيق اوقاته ومنشغل في الدفاع عن بقايا سلطاته المتهاوية تحت ضربات قوى المعارضة التي تتمدد في مساحات مربعاته الامنية؟. الميوعة التي اتسم بها هذا النظام تاريخيا بمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، ما عادت تجديه الآن والمعركة صارت في قلب دمشق. صار الحريق في ثيابه الرسمية.. فماذا ينتظر لدرءها عن جسده؟.


الهجوم الاسرائيلي هو اعلان حرب من قبل اسرائيل

في اوج تغنيه بالممانعة والمقاومة، كنت ارى بصمت أن هذا النظام على عكس ذلك. اراه يشكل عبئا على قوى المقاومة العربية ومنها الفلسطينية واللبنانية. والمسألة ما كانت تحتاج الى شروحات ودلائل طالما مرتفعات الجولان المحتلة ظلت تتسم بسكون نادر قلما نراه في اي بقعة من العالم. وها نحن نشهد بواقع ملموس كيف أن هذا العبء يترجم الآن بتغيير حزب الله لجبهته من الجنوب الى الشمال.. لقد استطاع النظام السوري بسبب هزائمه تحويل المقاومة اللبنانية الشريفة الى اداة بيده لمحاربة قوى المعارضة السورية. ومهما حاول السيد حسن نصر الله تبرير تدخل حزبه في الاقتتال السوري الاهلي، فإن هذه التبريرات لا شأن لها بإستراتيجية او تكتيك تتبعه المقاومة.. إن الامر هو غوص في وحول الحرب الاهلية كما اراد لها رعاة الحروب تحت مسمى "الربيع العربي". لا وقت لبيانات يصدرها النظام تفسر وتشرح طبيعة الغارات الاسرائيلية، فالطبيعة العدوانية الاسرائيلية منذ نشأة الكيان الصهيوني قالت وتقول عن بربرية هذا الكيان العنصري ما يكفي. فلا حاجة ان يخرج فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ليعيد على مسامعنا "ان الهجوم الاسرائيلي هو اعلان حرب من قبل اسرائيل" وكأن اسرائيل لم تكن كذلك منذ ايار 1948 .و يضيف بأن العدوان " يدخل ضمن التحالف الاسرائيلي مع القوى الارهابية التكفيرية".


تعزيز المقاومة في ترجمة معانيها على ارض الواقع

هل من جديد يضيفه خطاب المقداد عن رؤية النظام السوري لطبيعة الصراع الدائر في سوريا، ليعود بعد عدة ساعات وزير الاعلام عمران الزعبي وفي عملية اجترار كلامي ليكرر ما قاله المقداد ويطالب المجتمع الدولي ان يعي ذلك؟ المجتمع الدولي المعني بأمن اسرائيل لا يحتاج الى الرؤية السورية ليعيها، ولو اشعل النظام السوري اصابعه العشرة من اجل اسرائيل. ولكن نحن الذين ايّدنا خيار المقاومة وراهنّا على جيش سوريا في صراعنا مع العدو نحتاج ان نعي حقيقة خياراتنا ، وان نلمس القليل من فعل هذا النظام لتعزيز المقاومة في ترجمة معانيها على ارض الواقع. ولنجد ما يمكن ان يبرر استمرارنا في تأييد هذا النظام. وأول الفعل الذي ننتظره ان يتصرف النظام بخياراته الوطنية والقومية وعملا بشعارات المقاومة وليس بخياراته السلطوية.


لا يمكن لسياسة العدم ان تستمر في سوريا
وان اعتقدت قوى المعارضة السورية أن التدخل الاسرائيلي هو انتصار لها، فذلك سيكون مقتلها. إذ أن هذا الوقت هو محك ايضا لوطنيتها خاصة انها متهمة بولائها للخارج ولا مبرر لها بالتقاعس والتخاذل وهي تمتلك من السلاح الذي كسبته من النظام وما تلقته من الخارج مما يؤهلها للدفاع عن تراب الوطن السوري. وليكن واضحا لهذه القوى ان طريق الكرامة والحرية لا يفترقان حين مواجهة الاستبداد الداخلي والعدو الخارجي. لا يمكن لسياسة العدم أن تستمر في سوريا.. فإن الرد على العدوان هو واجب كما ذكر وزير الاعلام، فهل يقوم النظام بواجبه الوطني كما يفعل عندما يتعلق الامر بالدفاع عن سلطته؟ اذا لتكون كل الاحتمالات مفتوحة نحو ما يجعل العدو الاسرائيلي ان يندم على دخوله الجحيم السوري!

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة