الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 22:02

ليدي كل العرب- الاعلامية لوريت اشقر:احلم بفضائية فلسطينية

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 14/05/13 20:57,  حُتلن: 14:06

الاعلامية لوريت أشقر:

ما يجري اليوم عبر الفضائيات خطير من حيث عدم الدقة وانعدام الموضوعية والتمويه في نقل بعض الاخبار والصور يخدم أجندات معينة

دور المذيع وتأثيره قد يتفاوت وفقًا للموقف او الحالة بين امكانية التأثير الكلي او النسبي او عدم القدرة على التاثير باي شكل

كيف لك أن تكون إعلاميًّا فلسطينيًّا وتوجه اهتماماتك المهنية لمجالات بعيدة عنك وعن قضية مصير شعبك فجذوري تنحدر من أقدس بقاع الأرض وهي قرية اقرث المهجرة

المشاهد اليوم لم يعد ساذجًا أو بسيطًا ليصدق كل ما يسمعه او يشاهده وعليه أن يدرك فقط كيفية ترجمة ما يسمعه من مقدم النشرة الاخبارية من خلال التمييز بين القنوات ومن يقف وراءها ولصالح من تعمل

أرجو أن نصل لمرحلة نستطيع فيها القول اننا كفلسطينيين لدينا فضائية فلسطينية تمثل كافة الفلسطينيين في الداخل والخارج تعمل بمستوى مهني لا يقل عن أفضل الفضائيات المتواجدة في العالم العربي والغربي

كإعلامية فلسطينية اعتبر الحوار الخاص الذي اجريته مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن من أهم الحوارات، وذلك انطلاقًا من رمزيته الوطنية كقائد ورئيس لدولة فلسطين التي نحلم بتحررها وقيامها على ارض الواقع

عادت الاعلامية لوريت أشقر ابنة كفرياسيف من روسيا، بعد أن خاضت تجربة إعلامية فريدة، حيث تولت تقديم نشرات الاخبار في قناة "روسيا االيوم"، لمدة ستة أعوام، وحظيت بفرصة العمل في مقر الفضائية الدولية الروسية، وسط عدد كبير من الاعلاميين العرب الذين أتوا من كافة الاقطار العربية. تجربة مثيرة مليئة بالتحديات والاثارة، وعلى وجه الخصوص في خضم التغطية الاخبارية لاحداث ما يسمى بالربيع العربي. في هذا اللقاء الخاص لمجلة "ليدي" تحدثنا لوريت أشقر، عن تجربتها الاعلامية وكيف تصنع الاخبار في " النيوزروم" غرفة الأخبار، وعن حقيقة الصراعات الداخلية والخارجية التي تتدخل في صناعة الخبر، وطبيعته ومضمونه وطريقة بثه، والصراعات الشخصية بين العاملين في نفس غرفة الأخيار، وكيف يؤثر هذا على النتيجة النهائية التي يتلقاها المشاهد، وعن سبب عودتها الى البلاد.

ليدي: لماذا عدت الى البلاد بعد أن حققت نجاحًا عبر تقديم نشرات الاخبار في قناة "روسيا اليوم"؟
لوريت: نعم، قررت العودة الى الوطن، وهو قرار يحمل معاني عديدة، أولها واهمها الاستجابة لنداء الوطن، فوطننا أولى بنا كما يقولون، ومهما حققنا نجاحات في الخارج فإن دليل النجاح والتميز الأقوى هو استثمار هذا النجاح في الداخل، أي في بلدك، من الجميل جدًّا أن تحقق نجاحات واسعة على الصعيد المحلي والدولي، ولكن الأجمل أن تدرك كيفية استثمار ذلك في وطنك وبالتوقيت المناسب، وفي هذا السياق لدينا الكثير مما نفعله وما نقدمه في هذه المسيرة. في الفترة الاخيرة أصبحت كل الظروف مواتية لتنفيذ قرار العودة الهام هذا.

ليدي: هل سنراك على الشاشة قريبا؟
لوريت: مشاريعي المستقبلية هنا في بلدي، فلدي خطة عمل ومشروع أعتقد أنه سيكون مميزًا، اما عن التفاصيل فاعتذر عن تقديمها في هذه المرحلة وسأتركها للوقت المناسب.


ليدي: كيف تقيمين عمل مذيعي الاخبار في الفترة الحالية، تحديدًا في خضم الاحداث الغنية الجارية، وهل من دور للمذيع في التأثير على ما يُبث للمشاهد؟
لوريت: أعتقد ان ما يجري اليوم، عبر الفضائيات الدولية خطير جدا، من حيث عدم الدقة وانعدام الموضوعية والتمويه في نقل بعض الأخبار والصور خدمة لأجندات معينة، وهذا الامر ليس من الصعب تمييزه أو رويته بوضوح على شاشات بعض الفضائيات الاخبارية، ان لم يكن اغلبها، فلكل قناة اخبارية سياستها واجندتها التي حسبها يتم تحديد طبيعة الخبر الذي سيتم بثه، وتلقينه للمشاهد.

ليدي: ينطبق هذا الكلام ايضًا على قناة "روسيا اليوم" التي عملت بها؟
لوريت: ليس بالضرورة أن ينطبق هذا الكلام على الجميع، وطبعًا الفضائية التي عملت بها مدة ستة اعوام، لم تضعني يومًا ما في موقف تناقضات مع الذات او صراعات داخلية.. على العكس تمامًا، فالموقف الروسي كان واضحًا في كافة الاحداث، وكنت شاهدة على الأقل على عدم فبركة الاحداث، خاصة أن السياسة التحريرية عكست وجهتي النظر للأنظمة والمعارضة، في كافة بلدان ما عهد على تسميته " الثورات العربية"، إن كان ذلك من منطلق مهني موضوعي لفسح المجال لوجهتي النظر، أو من منطلقات أخرى، وهي الصراعات الداخلية في فرض سياسة الخبر أو مضمونه، ليعكس مصلحة وسياسة محرر او رئيس تحرير، وبما أن غرفة الاخبار تضم محررين ولكل رأيه، كانت المحصلة أن شاشة القناة عكست الرأيين المتعلقين بالأنظمة ومعارضاتها. وهو ما يهمني في نهاية الأمر، الا يتم تبني سياسة تخدم طرفًا ما على حساب طرف آخر، لانه ابسط قواعد المهنية، وهو ما نفتقر له اليوم في العمل الاعلامي، في غالبية الفضائيات التي تخدم سياسات واجندات حكوماتها او الغرب.
أما عن دور المذيع وتأثيره، فقد يتفاوت ذلك وفقًا للموقف او الحالة بين امكانية التأثير الكلي او النسبي، او عدم القدرة على التأثير بأي شكل، كما هو الحال لدى تقديم الأخبار التي لا يتدخل في مضمونها المذيع، بحيث يقتصر دوره على قراءة الخبر وتقديمه باسلوبه الذي يميزه، بينما يستطيع أن يفرض موقفه او دوره من خلال طرح الأسئلة والحوارات، او في حال توفرت لديه امكانية اجراء اللقاءات الخاصة على مستوى برامج، حينها تتجلى إبداعاته المهنية او تتكشف العورات ونقاط الضعف.


ليدي: ذكرت أن ما يرى الآن على الفضائيات خطير من حيث عدم المصداقية ببث الاخبار والصور، كيف للمشاهد العادي أن يميز أو يدرك حقيقة الاخبار التي يتلقاها؟
لوريت:
ببساطة على المشاهد أن يفعّل ما يمكن تسميته "المترجم الذاتي" لدى سماعه للنشرة الاخبارية. المشاهد اليوم لم يعد ساذجًا أو بسيطًا ليصدق كل ما يسمعه او يشاهده، وعليه أن يدرك فقط كيفية ترجمة ما يسمعه من مقدم النشرة الاخبارية، من خلال التمييز بين القنوات ومن يقف وراءها ولصالح من تعمل، وبمعادلة بسيطة يمكنه فك الالغاز وترجمة الخبر، اضافة لضرورة تفعيل عنصر المنطق لدى سماع الخبر. بكلمات أخرى على المشاهد أن يكون حكيمًا ويدرك أن غالبية الفضائيات التي يشاهدها هي أبواق لجهات وانظمة سياسية، او حكومات معينة تخدم اجنداتها.


ليدي: تحديات وصعوبات وتعقيدات كبيرة تواجهونها في عملكم ما اصعبها بالنسبة لك؟
لوريت: صحيح، الكثير من التعقيدات والعقبات نواجهها في عملنا، ولكن بالنسبة لي الاصعب عندما يختلط الشق الانساني بالمهني، عندما يُطلب منك كمقدم لنشرة اخبارية أن تتعامل مع مآسي وآلام البشر كمعلومة أو خبر، ولتتحول الضحايا الى مجرد ارقام لتصبح بعدها منسية.


ليدي: هناك العديد من مقدمات الاخبار، ما الذي يميز تقديمك؟
لوريت: اعتقد أن الجواب على تساؤلك هذا ستجده لدى المشاهد الكريم، ولكن انا من جانبي اسعى دومًا للأفضل، الظهور اللائق بالمشاهد العربي الحكيم المطّلع، والمتعطش لمتابعة لقاءات ومقابلات سياسية مثيرة غنية عميقة وشاملة، وأن تفي المشاهد والضيف ايضًا حقهما على حد سواء، كما تقديم النشرات الإخبارية بأسلوب تلقائي طبيعي، بعيدًا عن التصنع وارتداء الأقنعة. ببساطة اتباع قاعدة " كن ذاتك" وهي الطريق الاقصر لاكتساب الشرعية والمصداقية لدى الآخر.

ليدي: لو لم تختاري موضوع الاعلام أي موضوع كان سيجذبك لاحترافه؟
لوريت: ربما تتفاجأ لو اجبتك بأنني كنت سأختار التحليق أيضًا، ولكن ليس عبر القنوات الفضائية هذه المرة، بل ربما في عالم الفضاء الذي كان يشغل حيزًا كبيرًا من تفكيري في مرحلة معينة من حياتي، ولو كان واقعنا السياسي مختلفًا ربما كنت ساسعى لتحقييق حلم ريادة الفضاء.. على كل أرجو أن نعاصر في زمننا توفير إمكانية الوصول لهذا العالم المثير، لكل انسان عادي يرغب بزيارة الفضاء، حتى لو لم يكن رائد أو عالم فضاء.

ليدي: ما هي البرامج التي تحلمين بتقديمها مستقبلاً؟
لوريت: أرجو أن نصل لمرحلة نستطيع فيها القول، اننا كفلسطينيين لدينا فضائية فلسطينية تمثل كافة الفلسطينيين في الداخل والخارج، تعمل بمستوى مهني لا يقل عن أفضل الفضائيات المتواجدة في العالم العربي والغربي، بل تتفوق عليها وتتميز، ويشرفني أن أكون حينها عضوًا في هيئة العاملين بمثل هذه الفضائية، التي لا يعتبر حلم إنجازها الفعلي بعيد المنال. حينها قد نبحث بطبيعة برنامج يتناسب والظرف والمكان.

ليدي: ما اهم انجاز اعلامي حققته في مسيرتك؟
لوريت: اعتقد أن الإعلامي الذي لا ينسى شرف مهنته ورسالته المقدسة، التي يُفترض أن تكون دليل دربه ولاجلها قد يدفع اثمانًا باهظة احيانًا، هذا الإعلامي يُمكن أن نعتبره أفضل سفير يمثل قضية ما، وفي حالتنا كإعلاميين فلسطينيين مغتربين ومحليين ايضًا، يمكن أن يمثل كل واحد فينا سفيرًا للقضية ولكن شرط أن يحسن الأداء، ارجو أن أكون قد وُفقت بفعل ذلك ولو بشكل نسبي، مع التأكيد أنني لا زلت في بداية الطريق بالنسبة لهذه النقطة تحديدًا، ولا زال امامنا شوطا كبيرا في هذه المسيرة المهنية التي نخوضها الان ومستقبلاً ايضًا.

ليدي: من المذيعة المفضلة بالنسبة لك من نجمات الاعلام في العالم العربي، او الاعلامي الذي تقدرين اسلوبه؟
لوريت: هناك العديد من المذيعين والمذيعات المميزات، لكن تعجبني ليلى الشيخلي باسلوبها الواثق والتلقائي، كما يشدني غسان بن جدو بجرأته وقوة حواراته وعمقها.

ليدي: ماذا عن الشخصيات السياسية هل هناك من تكنين له التقدير الخاص؟
لوريت: في المرحلة الحالية بالذات، لا استهوي ا لسياسة ولا السياسيين، حيث تدفعني الاحداث الجارية في العالم الى الشعور بأن عالم السياسة ليس بعيدًا عن لعبة الدماء.. ولكن بالتأكيد هناك من يستحق التقدير الخاص... فالرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز صديق الشعب الفلسطيني ونصير القضية الفلسطينية، كانت مواقفه مشرفة قوية وشجاعة، ويا ليت زعماء العالم، خاصة العرب منهم، يتمثلون بما قدمه هذا الرئيس العظيم للقضية الفلسطينية، ويكفي أن أذكر هنا كيف استقبل تشافيز الرئيس الفلسطيني والوفد المرافق له لدى زيارتهم العاصمة كراكاس، وكيف انحنى الزعيم الفنزويلي للعلم الفلسطيني، ووضعه على وجنتيه وقبله في مشهد مؤثر.

ليدي: اهم اللقاءات التي قمت بإجرائها خلال عملك؟
لوريت: الكثير من الشخصيات العالمية قمت بإجراء الحوارات معها، بالطبع خلال عملي التلفزيزني، على مستوى رؤساء، وزراء، ديبلوماسيين، محللين، ناطقين، ولكن بالنسبة لي كإعلامية فلسطينية، اعتبر الحوار الخاص الذي اجريته مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن، من أهم الحوارات، وذلك انطلاقًا من رمزيته الوطنية كقائد ورئيس لدولة فلسطين، التي نحلم بتحررها وقيامها على ارض الواقع.


ليدي: ما هي المواضيع التي تستهويك في التقديم بعيدًا عن السياسة؟
لوريت: لم أقدم خلال عملي الإعلامي ابدًا ما هو بعيد عن السياسة، ولا اعتقد انني قد أجد نفسي في مكان آخر، فالسياسة ليست جزءًا من حياتنا فقط، بل اعتقد انها تحتل القسط الاهم، ولا أظن أن الشيء غريب عمن يولد ليجد نفسه منذ اليوم الأول لولادته، صاحب قضية ترافقه في كل تفاصيل الحياة، قضية تهجير ولجوء في الوطن، قضية شعب يصبو الى التحرر والاستقلال، فكيف لك أن تكون إعلاميًّا فلسطينيًّا وتوجه اهتماماتك المهنية لمجالات بعيدة عنك وعن قضية مصير شعبك، وجذوري تنحدر من أقدس بقاع الأرض، قرية اقرث المهجرة، الأرض النابضة بالصمود والتحدي، رافعة راية الحرية والعودة، انها مسألة إيمان والتزام.

 

موقع العرب يتيح المجال امام النساء الناجحات مهنيا وعلميا واجتماعيا التواصل معه عن طريق البريد الألكتروني لاجراء المقابلات الصحفية والكتابة عن نجاحات المرأة في زاوية إمرأة ناجحة الجديدة التي يقدمها موقع العرب لزواره تشجيعا للمرأة وخروجها الى سوق العمل والمنافسة وتعميق مكانتها في المجتمع، لذا يدعو موقع العرب كل امرأة ترى بنفسها ناجحة إما من خلال مشروع أو مهنة أو علم أو أي شيء آخر التواصل معنا على البريد الإلكتروني التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.