منى جبارين في مقالها:
نظن أنفسنا نعيش معيشة أفضل منهم ونظن أننا أرقى وأعلى درجات من شعب الضفة الغربية
قبل أن نقول كلمة "ضفاوي" وقبل أن تفرقنا دولة إسرائيل أرجوكم لا تنسوا أن لغة واحدة تجمعنا وقضية واحدة وأصل واحد
أصبح الضفاوي اليوم مركز سخرية واهتمام عند غالبية مجتمعنا وأصبحت كلمة ضفاوي كلمة للضحك والاستهتار حتى في أتفه الأمور
عرب إلـ48 يستعملون مصطلح الضفاوي وذلك نسبة لسكان الضفة الغربية وأصبحنا نسخر منهم وعلى معيشتهم وعلى وضعهم الاقتصادي والاجتماعي
الضفاوي كلمة أصبحت دارجة وللأسف في مجتمعنا نحن عرب 48، فكلنا يعلم أنه وقبل الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا كنا شعبا واحدا وإخوانا وأمة واحدة، ولكن منا من لجأ إلى الدول المجاورة وقسم لجأ إلى الضفة الغربية، والقسم الآخر بقي مكانه، تحت سيطرة الحكم الإسرائيلي ألا وهم عرب 48. نجد في أيامنا هذه حساسية بين عرب إلـ48 وبين عرب الضفة الغربية، فأصبحنا ننظر الى بعضنا البعض بوجه آخر عما كان قبل الشتات.
السخرية والإستعلائية
يستعمل عرب إلـ48 مصطلح الضفاوي وذلك نسبة لسكان الضفة الغربية، وأصبحنا نسخر منهم وعلى معيشتهم وعلى وضعهم الاقتصادي والاجتماعي، لأننا نظن أنفسنا نعيش معيشة أفضل منهم ونظن أننا أرقى وأعلى درجات من شعب الضفة الغربية. على سبيل المثال: لو أن شابا لم يعجبه لباس صاحبه، أو فتاة لم يعجبها لباس صاحبتها فتقول لها لها: "ليش هيك لبسك مثل أهل الضفة" وكأن اللبس خلق لعرب إسرائيل!
شعب الضفة الغربية
إذا أرادت فتاة معايرة صديقتها تقول لها " ان شاء الله بتوخذي واحد ضفاوي" نعم هذه حقيقة تتراكم يوميا بين فتيات اليوم، أصبح شعب الضفة الغربية محتقرا –ما عاذ الله- أكثر مما كنا نتصور حتى أننا أصبحنا بسخريتنا ندمجهم، في حديثنا أو إذا جاء أحدهم من الضفة يريد التقدم لخطبة فتاة من عرب 48 لا يقبل أهلها ويقولون "انا ما بودي بنتي لأهل الضفة"، أو إذا تزوج أحد من عرب 48 فتاة من الضفة وأنجبوا أطفالا فهولاء الأطفال سيكونون ضحية سخرية للأطفال الآخرين ألا وهم أطفال عرب 48، لأن والدتهم من الضفة فسيهزأون بهم تحت كلمة " أمك ضفاوية".
ضفاوي كلمة للضحك والاستهتار
أصبح الضفاوي اليوم مركز سخرية، واهتمام عند غالبية مجتمعنا. أصبحت كلمة ضفاوي كلمة للضحك والاستهتار حتى في أتفه الأمور. إذا ذهبنا لشراء شيء ما، إن كان ثياب أو أية احتياجات أخرى فنقول " انا ما بشتري من الضفة شغل ضفة ما بوفي " هذه حقائق حقيقة تحدث يوميا هنا داخل الخط الأخضر، بعدما تشبعنا بعادات وتقاليد اليهود الذين نعيش تحت سيطرتهم. وكما اسمع بعض الفتيات أعيش بإسرائيل الديمقراطية، أفضل من العيش بالضفة وتحت حكم ديكتاتوري! فاسمحوا لي أن أتساءل عن أية ديمقراطية تتحدثون؟! الديمقراطية التي تدخلكم للجامعات لدراسة الموضوع الذي ترغبون؟ الديمقراطية التي تشترط جيل 21 عاما للقبول لبعض المواضيع في الأكاديمية، نسبة لإنهاء خدمة الجيش! لربما تكون إسرائيل دولة ديمقراطية ولكن ليس لنا نحن العرب! قبل أن نقول كلمة "ضفاوي" وقبل أن تفرقنا دولة إسرائيل أرجوكم لا تنسوا أن لغة واحدة تجمعنا وقضية واحدة وأصل واحد.
* الكاتبة هي طالبة أكاديمية من بلدة زلفة
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net