ضحى حبيب الله في مقالها:
المجتمع العربي في وضع لا يحسد عليه مجتمع يعيش الرعب والخوف في كل دقيقة من لحظات حياته
ما زال وضع العنف في المجتمع العربي مزريا جدا والى الآن لم يستطِع احد أن يجد حلا لهذه الظاهرة
يبقى السؤال متى سنجد هذه الحلول ومتى سنستطيع العيش بسلام دون عنف وقتال؟ ومتى ستزول هذه الغمامة السوداء عن المجتمع العربي ويعم السلام والأمان حياة المواطنين؟
قال سبحانه وتعالى: " وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" .
في الآونة الأخيرة أخذت ظاهرة العنف في الوسط العربي بالازدياد بشكل غير معقول، إذ لا يمر يوم دون أن نسمع عن وفيات وقتلى وكل ذلك بسبب تعرضهم لأنواع عنف عديدة. إحدى هذه الجرائم المؤلمة هي جريمة القتل التي تعرضت لها الشابة منى محاجنة (29عاما)، من مدينة أم الفحم التي قتلت رميا بالرصاص، أمام عيني طفلها. وهنا أتساءل: ما الذنب الذي قتلت به هذه الشابة وهي ما زالت في مقتبل العمر؟.
الجرائم في الوسط العربي
أصبح المجتمع العربي في وضع لا يحسد عليه، مجتمع يعيش الرعب والخوف في كل دقيقة من لحظات حياته، إذ أن بنيامين نتنياهو من خلال جلسة له في الكنيست قال" إن 40% من المواطنين العرب أصبحوا يخافون من التعرض للأذى، وكذلك شبه نتنياهو المجتمع العربي بالشمال والجنوب والغرب المتوحش حيث أن نسبة الجرائم في الوسط العربي تسير في دالة تصاعدية".
تنمية العنف
ويبقى للصراع مكانا في تنمية العنف، فكما هو معروف في كل منطقة ودولة بالعالم يوجد صراع سياسي وعرقي ولا بد كذلك من وجود العنف، والمقصود بذلك أن احد الأسباب الرئيسية المؤدية للعنف هي الصراعات. حيث قال الدكتور سامي معياري : "إن الأقلية العربية في المجتمع الإسرائيلي ما زالت تعانى إلى يومنا هذا من تمييز على المستوى الاقتصادي، إذ أن هذا التمييز ينبع من مؤشرات اقتصادية عديدة منها: البطالة، الفقر، وضع المدارس. فإذا قمنا بمقارنة هذه المؤشرات مع مؤشرات المجتمع اليهودي نجد بأنها متفاوتة حيث أن المؤشرات الاقتصادية تؤثر بشكل سلبي على حياة الفرد العربي وعلى داخل القرى العربية". من هنا ندخل إلى عمق المشكلة حيث ما زال وضع العنف في المجتمع العربي مزريا جدا، والى الآن لم يستطِع احد أن يجد حلا لهذه الظاهرة.
ضائقة اجتماعية
ويبقى السؤال، هل من الممكن أن تتفاقم ظاهرة العنف وتنتشر بين أبناء المجتمع ككل أم أنها ستبقى محصورة بين أبناء الوسط العربي؟ حيث قال رؤوبين ريفلين رئيس الكنيست السابق: "إن ظاهرة العنف في المجتمع العربي هي ضائقة اجتماعية صعبة وخطيرة، التي من الممكن أن تنتشر في المجتمع الإسرائيلي ككل وليس فقط فى الوسط العربي". إلى الآن لا يستطيع أحد أن يجد حلا للحد من هذه الظاهرة، وهذا كله يعود لسبب واحد وهو لعدم معرفة الأسباب وقد أكد هذا الأمر النائب الطيبي: حيث قال أن العنف والقتل في المجتمع العربي من أهم القضايا التي تقلق المواطنين ولذلك نحن مطالبون ببذل أقصى الجهود لمعرفة الأسباب وتقليص هذه الظاهرة. ويبقى السؤال متى سنجد هذه الحلول، ومتى سنستطيع العيش بسلام دون عنف وقتال، ومتى ستزول هذه الغمامة السوداء عن المجتمع العربي ويعم السلام والأمان حياة المواطنين؟
* الكاتبة هي طالبة إعلام من بلدة عين ماهل
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net