منى جبارين في مقالها:
من ينادي بكلمة عانس فليتفضل مشكوراً ولة كل الاحترام والتقدير لأنة وبكل صراحة "متخلف"
عانس هي كلمة لا استطيع قولها فهي تحبطني وتجعلني اشعر انني في زمن لا يوجد فيه أي تطور فهي تقتل فكرا بأكمله
أنا وجميع الفتيات ننادي ونتوسل باستبدال كلمة "عانس" بكلمة أخف قساوة وإهانة وبدلاً ان تقولوا عانساً قولوا هذه الفتاة عزباء
تخبرنا المعاجم اللغوية أن كلمة "عانس" تطلق على من يبقى بلا زواج لزمن وتطلق على النساء والرجال ولكن في مجتمعنا تطلق على النساء فقط!
هل العانس لديها "عيب" لانها لم تتزوج!! هل تريدها ان تأخذ أي شخص لكي تقول انها تزوجت وليست عانسا؟ هل اصبح لقب مطلقة اخف قساوة من عانس؟!
"عانس" ما اصعبها من كلمة، وما أقساه من معنى. هل تعرفون ما معنى هذه الكلمة؟ لا استطيع قولها فهي تحبطني وتجعلني اشعر انني في زمن لا يوجد فيه أي تطور فهي تقتل فكرا بأكمله. يحمل لقب "عانس" في واقعنا العربي عددا من الصور الذهنية السلبية القاسية والمؤلمة التي يضغط بها المجتمع على الفتاة التي تأخر سن زواجها وفاتها قطار الزواج، فكلمة عانس تعني غصن الشجرة اليابس الذي ينكسر بسرعة! هل تنكسر الفتاة بسرعة بسبب نظرة المجتمع؟ لماذا تحبطوها وتكسروها بهذه الكلمة؟ هل لأنها ضعيفة وحساسة وبريئة يجب أن تعاقب وتهان وتتحمل مجتمعا لا يعرف سوى "الزواج".
من هي العانس!؟
هل العانس هي من تكون فوق سن الـ30 عاماً أم هي في سن 25 عاماً؟ هل لانها عانس لا تستطيع أن تعيش وتأكل وتشرب وتنام وتعمل وتذهب؟! ما ذنبها أن تسجن بين قيود مجتمع لا يعرف سوى الظلم ولا يعرف سوى الاهانة؟ ما ذنبها أن تعاقب على جريمة لم تفعلها بل هي ضحيتها. تخبرنا المعاجم اللغوية أن كلمة "عانس" تطلق على من يبقى بلا زواج لزمن وتطلق على النساء والرجال ولكن في مجتمعنا تطلق على النساء فقط! إذ من المستحيل أن يكون الشاب عانساً. الشاب يمارس حياتة رغم وصوله الى عمر 30 أو حتى 40 عاماً فلكونه شابا يحق له العيش بحرية وسعادة ويختار من يشاء.
عريس يا محسنين
عندما الفتاة تصل الى جيل معين ولم تتزوج، فتريد أن تذهب مع صديقاتها إلا أن أمها تقول لها "العيون عليكي لانك مش متزوجة". ما ذنبها ايتها الأم؟ هل ترمين ابنتك لمن يأتي لماذا لا يحق لها العيش والسعادة؟!. أتريدون من الفتاه أن تجلس أمام المسجد وتتسول "عريس يا محسنين"؟ هل تصرخ وتقول اين انت يا عريس انا هنا هل تراني؟ هل العانس لديها "عيب" لانها لم تتزوج!! هل تريدها ان تأخذ أي شخص لكي تقول انها تزوجت وليست عانسا؟ هل اصبح لقب مطلقة اخف قساوة من عانس؟! كثيراً اسمع "اكون مطلقة افضل من عانس"!
العرض والشرف
وعندما تذهب الى إحدى جارتها أو تكون في جلسة مع نساء، وكل واحدة منهن تقول العرض والشرف وكأن عليها أن تقبل بالعريس رغماً عنها لانها اصحبت في قاموس "العوانس" ويجب أن تأحذ شخصا كبير السن او لدية اولاد، فهذا هو رجل الذي يناسبها مثل: الأرمل، المطلق، المتزوج! فلا يحق لها غير ذلك لأن قطار زواجها قد فات وهذا نصيبها.
عندما تنهي الفتاة المرحلة الثانوية، فإن أول ما يخطر على بال الأم هو زواج ابنتها، لأن باعتقادها فإن الفتاة كالزهرة، سيأتي يوم وتذبل فيه "وانها فرصة لا تعوض". هل الزواج شهادة تفخرين بها لابنتك أم ماذا؟ لماذا ترسخين صورة لابنتك بأن زواجها كل شيء في حياتها وأنه اجباري أن تتزوج وكأنها "مغصوب على امرها" فتقبل الفتاة الزواج ليس لأن الشخص المناسب أتى بل خوفا من كلمة "عانس".
قضاء وقدر
هل تأمنون بالقضاء والقدر؟! الموت هو قضاء وقدر والحياة هي قضاء وقدر وكذلك الزواج قسمة ونصيب وهو شيء ذو أجل واذا وصل أجله صار دون تخطيط مسبق وركض وراء النصيب هنا وهناك. فأنا وجميع الفتيات ننادي ونتوسل باستبدال كلمة "عانس" بكلمة أخف قساوة وإهانة وبدلاً ان تقولوا عانساً قولوا "هذه الفتاة عزباء". فمن ينادي بكلمة عانس فليتفضل مشكوراً ولة كل الاحترام والتقدير لأنة وبكل صراحة "متخلف".
* الكاتبة من زلفة، طالبة أكاديمية في مجال الصحافة والإعلام
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net