مرعي حيادري في مقاله:
نشهد الصراعات على التعيينات في المدارس والبلديات والمؤسسات ومن له وساطة اكبر يكون له النصيب الأكبر
القيل والقال الحدث والحديث لن يغلب على نفوسنا الشريرة تربية لإضاعه وقتنا في اللهو واللغو الباطل والنفاق الحاصل
نحن في الداخل والخارج سنبقى نحيي النكبات المتتالية ما دمنا نسلك طرق النفاق والفساد الاجتماعي وحتما الاشاعات والتضليل
ناقل الاشاعات ومرددها هو الفيروس بعينه ولا بد من أن يعود إليه ويصيبه بحرقة وألم بقدر الافتراء والكذب الشديدين فحذار من ذلك
نتحدث في الخامس عشر من أيار عام 2013 عن يوم نكبتنا للسنوات الخمس وستون عاما على التهجير من بلادنا وقرانا ومدننا، فما كان ذلك يحدث لولا الجهل والتقاعس والظلم والأكثر معالم التآمر والنفاق والنفوس ألضعيفة التي طغت في ايامها وما زالت تسيطر جيناتها وراثيا حتى يومنا هذا في تنامي النفاق والفساد والإشاعات المغرضة، حبا في سريان الخيانة في عروق الاخرين، ونقمة على الغير ممن هم أفضل منهم مراتبا، ومكانة بشرية وإنسانية تتمثل في الانتماء للعمل والحب للوطن والقومية المنزرعة والمتأصلة في نفوس الشجعان، والمفقودة في الجانب الآخر لمثل هؤلاء البشر الذين لا قلوب ولا ضمائر عندهم في التآمر ونشر الفساد والنفاق الاجتماعي والسياسي بكل معانيه.
التهجير
للدول العربية شأن لا يقل أهمية في تناول الحدث والحديث، وسريان مفعول التهجير من المدن والقرى إلا ما ندر من بعض الجيوش العربية، التي كانت تجهل ما يدور ويحاك ضدها قاطبة وتحديدا لقضية الشعب العربي الفلسطيني وإبعاده مشرذما ومقسما على ما يسمى أنحاء العالم العربي المجاور، وهذا تم فعلا وبالدقة المتناهية دون مقاومة في بعض المدن والقرى الفلسطينية في حينها، قلة في الموارد العسكرية والدفاعية وعدم الدعم من الدول العربية، والتي كان التآمر من نصيبها مع حلفائها الغربيين المعتمدين اليوم بنفس الحجم والمقدار، ولكن بأساليب جديدة ومتجددة، تنامت وتطورت من خلالها عظمة وقوة العسكر والسلاح والهيمنة الغربية على تلك الدول وسرقة ثرواتها وعطائها للغير ممن حولها دون التفوه بكلمة واحدة مقابل، الكرسي والنفاق والفساد المتأصل في نفوسهم التي ما زالت ضعيفة يغلب عليها طابع الاشاعات والترديد والكذب والافتراء اعلاما وتضليلا خاطئا.
الثقافة والفكر
التربية هي عنوان الثقافة والفكر هو امتدادا لها، وما وصولنا لأعلى القمم والدرجات في مجتمعاتنا حضارة، إلا التربية ونمط أسلوب العلم والحياة تعاملا راقيا، يجعل منا بشرا يتحكم في نفسه وعقله، ويجعله بشرا متميزا في شتى الجوانب العملية والعلمية نصا، نهجا، وروحا، فحينها نرقى لأعلى القمم والمراتب، لأن القيل والقال، الحدث والحديث، لن يغلب على نفوسنا الشريرة تربية لإضاعه وقتنا في اللهو واللغو الباطل والنفاق الحاصل والإشاعات الكاذبة بل سنكون أمة تعمل وتكدح وتصنع وترقى بأهلها وصولا لأعلى المراتب، حبا في التقدم والتطور والسباق مع العلم والزمن الذي أضحت سرعته تفوق كل أثمان الرغو واللهو، فإن كنا أمة لها شأن ومستقبل، ذلك هو العنوان الصحيح تعاملا ولا بد من لفظ الاشاعات وتناقلها، لأن ناقلها ومرددها هو الفيروس بعينه ولا بد من أن يعود إليه ويصيبه بحرقة وألم بقدر الافتراء والكذب الشديدين فحذار من ذلك.
حياتنا اليومية
أما دور المؤسسات التي هي جزء مهم في حياتنا اليومية تعليما ودراية وفهم، فهي الجزر الأهم في التعليم والنهج السليم إن وجدت النية الحسنة والضمير لدى هؤلاء لأنهم يستلمون أكبر وأغلى هدايا الاهل من الاولاد تلاميذ وطاقات ستكون هي الجيل الذي يخدم المستقبل المجهول لهم بعد، ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم. كنت ارغب انا والغير من الاهل في مجتمعاتنا أن يكون الأمل على قدر التوقعات المتوخاة، ولكن للأسف الجواب الشافي لم يصل بعد من تلك المسيرة ولأسباب كثيرة قانعة ومقنعة ومتمثلة في الوضع الذي نحياه والتمييز القابع على صدورنا سياسيا واجتماعيا متمثلا بكل انواع الطيف الحياتي. نحن نحصل على ما نحصل عليه من قوانين تسن للدولة وأهلها، ونحصل على اجزاء منه؟! والتوظيف والتعيين ما زال قيد المسئولين الكبار في السلطة يتحكمون فيه في الزمان والمكان المناسبين، وهذا يعود على مباشرة على التعيينات ومن يستحقها ولا يسـتأهلها؟!.. ونحن نشهد الصراعات على التعيينات في المدارس والبلديات والمؤسسات، ومن له وساطة اكبر يكون له النصيب الأكبر. هل نتوخى من سياسات كتلك التي يتخللها التفشي والنفاق والمداهنة أن تكون صالحة لنفسها وأجيالها في ظل كل ما ذكرت سابقا؟!!
مدننا وقرانا العربية
إذا تلك العينات مما يحدث في اعماق صميم مدننا وقرانا العربية، وهو نموذج صغير مما تدور رحاه في الاقطار العربية الاخرى بنفس الاتجاه والنمط المماثل وربما الاعمق نفاقا وأشاعت مضللة في نفوس الضعفاء والجبناء هي جينات لا يمكن التخلص منها في ظل وجودها وانتشارها من سنة الى سنوات عبر الزمن والمستقبل الآتي من شباب سيتربى على نفس الاسلوب عملا ونهجا إلا قلة قليلة يهديها رب العالمين، وأستبعد عنها جينات النفاق والفساد المستشري، مما جعلنا نشهر ببعضنا ونطلق عنان الاشاعات دون رحمة على الآخرين، فحذار أخواني من تلك العادات السيئة وحاولوا أن تقطعوا دابرها، لأنها تسيء إليكم قبل أن تسيء للغير، وحتما ستعود إليكم بردة فعل أقوى وبأسلوب متحضر ومتمكن، وعلاجها رباني لا رحمة فيه سيجعل من هؤلاء الجبناء وضعفاء النفوس عبرة لمن يعتبر.
مسيرة مؤلمة
ونهاية اختتم بأن التهجير الذي عانيناه منذ سنوات خلت وواكبنا مسيرته المؤلمة، وما زلنا متمسكين بمفاتيح العودة حبا في الرجوع للديار عودة، رائعة الفكرة والتربية والتمسك على النهج والأسلوب والحق الذي لا يضيع، ولكننا نحن في الداخل والخارج سنبقى نحيي النكبات المتتالية، ما دمنا نسلك طرق النفاق والفساد الاجتماعي وحتما الاشاعات والتضليل بحقنا وبحق الغير ممن ليسوا منا، فتوقفوا وحاربوا تلك الظواهر السيئة والمسيئة حتى نرقى بجيل أفضل وحياة كريمة أجمل من القيل والقال والاتهامات الباطلة تجاه الغير منا، وحتى لا نعود على نكبات أخرى.
اللهم أني قد بلغت..
وإن كنت على خطأ فيصححوني
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net