الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:02

طوبى ليارا عباس شهيدة المعركة/بقلم:شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 01/06/13 15:37,  حُتلن: 08:08

شاكر فريد حسن في مقاله:

قتلوا يارا بدم بارد بهدف إسكات وإخراس صوت الحقيقة، حيث انها كانت تغطي الأحداث وتنقل حقيقة ما يجري على أرض سورية النازفة دون كذب وتزييف وتلفيق

تلوها لانهم خشيوا دورها ولانها رفضت أن تكون صوتاً مدجناً مأجوراً وإختارت الوقوف الى جانب النبض الحقيقي للشارع السوري في قلب المعركة وفي الخنادق والميادين ووسط المعارك الدامية تحت البنادق

تخطىء قوى وجماعات الإرهاب التكفيرية التي تنضوي تحت "جبهة النصرة" اذا كانت تعتقد وتظن أن إغتيال يارا عباس سيغيب ويسكت الحقيقة

يارا عباس لن تنصفك الكلمات لانك اكبر من الكلام وطوبى لك فقد كنت وستظلين مثالاُ وقدوة في شجاعة القول والفكر والانتماء والالتزام والعمل الصحفي الحر النزيه والشريف والى جنان الخلد

يارا التي اكتب عنها هي ليست "يارا اللي جدايلها شقر" التي غنت لها فيروز، وليست "يارا" ابنة صديقي الشاعر الشعبي تميم سعود الاسدي النصراوية، وإنما هي يارا عباس الصحفية السورية ومراسلة قناة "الاخبارية" السورية، التي إستشهدت وقتلت غدراً وغيلة برصاص عصابات الإرهاب الظلامية الغوغائية، عدوة الحرية والكلمة والحياة والمستقبل والفكر التحرري التقدمي الإنساني، خلال قيامها بواجبها المهني وتغطيتها لأحداث معركة القصير.
لقد قتلوا يارا بدم بارد بهدف إسكات وإخراس صوت الحقيقة، حيث انها كانت تغطي الأحداث وتنقل حقيقة ما يجري على أرض سورية النازفة دون كذب وتزييف وتلفيق.

النبض الحقيقي للشارع السوري 
قتلوها لانهم خشيوا دورها، ولانها رفضت أن تكون صوتاً مدجناً مأجوراً، وإختارت الوقوف الى جانب النبض الحقيقي للشارع السوري، في قلب المعركة وفي الخنادق والميادين ووسط المعارك الدامية تحت البنادق.
قتلوها لانها رفضت الخنوع والخضوع، ورفضت أن تكون مطية ولعبة وورقة خاسرة في صف ودائرة أعداء الأمة، أعداء الوطن، أعداء سورية، أعداء المستقبل. ولانها رفضت بأن تكون المراة مسلوبة الإرادة والحرية ومكانها المطبخ والفراش وماكنة للإنجاب والتفريخ وعنوانا لصحف ومجلات الإثارة والجنس والتعري ونكاح الجهاد.

يارا شهيدة الوطن والحرية 
كانت يارا عباس صوتاً جريئاً شجاعاً متمرداً مسلحاً بالإرادة القوية، تحلت بشخصية قوية واعية واثقة، وكانت تتحدث بطلاقة وبدون خوف او رهبة، وإختارت حباً وطواعية الميدان وساحة المعركة مكاناً لعملها الصحفي والإعلامي الى جانب صوت البنادق. يارا شهيدة الوطن والحرية والحقيقة والإعلام الحر المقاوم، وشهيدة الضمير والحق والأمل بالإنتصار على قوى البغي والعمالة والظلام. وهي ليست الشهيدة الأولى، ولن تكون بالطبع الأخيرة في معارك الدفاع عن الوطن السوري والارض السورية ، ومواجهة الارهاب الذي يستهدف سورية، شعباً ووطنا وحضارة وتاريخاً وممانعة ومقاومة.

معارك البطولة 
ويارا ليست الصحفية الأولى ايضاً، التي سقطت في معارك البطولة والشرف والكلمة، فقد سبقتها الى درب الشهادة والموت الإعلامية الفلسطينية نغم فارس، صاحبة الصوت الجميل الدافئ، التي كانت تعمل في صوت الثورة الفلسطينية في لبنان، وكانت تمد المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين بالصمود والتحدي والمعنويات وبث الثقة والتفاؤل والأمل في نفوسهم، وإستشهدت خلال معارك بيروت الصمود في ثمانينيات من القرن الماضي. إضافة الى الصحفية العراقية اطوار بهجت السامرائية التي ذبحت في العام 2006 واثار منظر قتلها وذبحها الإشمئزاز والغضب الشعبي، وغيرهن من صحفيات وصحفيين.

جبهة النصرة
تخطىء قوى وجماعات الإرهاب التكفيرية التي تنضوي تحت "جبهة النصرة" اذا كانت تعتقد وتظن أن إغتيال يارا عباس سيغيب ويسكت الحقيقة، فزملائها الإعلاميين والصحفييين السوريين والعرب الشرفاء والأحرار باقون على عهدها وماضون في إنتهاج طريقها، طريق الصحافة الحرة المقاتلة الرافضة للكبت وتشويه الحقائق، ولن يكونوا يوما سوطاً بايدي المتآمرين على سورية .
يارا عباس لن تنصفك الكلمات ، لانك اكبر من الكلام ، وطوبى لك فقد كنت وستظلين مثالاُ وقدوة في شجاعة القول والفكر والانتماء والالتزام والعمل الصحفي الحر النزيه والشريف ، والى جنان الخلد.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.