الدكتور ابراهيم يحيى:
هذا الإكتشاف الكبير يرتبط بالعالم العربي البارز ابن الهيثم والذي كان من أوائل العلماء الذين أولوا التجربة العملية أهمية كبيرة الى جانب تطوير النظريات كما هو الحال في اكتشافاته الكثيرة
استضاف مركز أبحاث المثلث في مقره في بلدة كفرقرع البروفيسور ايرز عتصيون، العالم الفيزيائي من جامعة تل أبيب والمختص بالفيزياء النووية والتي تبحث بعلم الجزيئات النووية متناهية الصغر، حيث ألقى محاضرة بعنوان "ثورة في الفيزياء"، اكتشاف الجسيم الذي يفسر نشأة الكون والملقب بـ "الجزيء الإلهي". وقد استعرض البروفيسور إيرز عتصيون آخر التطورات في هذا العلم والتي أدت الى اكتشاف عملي من خلال التجربة للجزيء بوزون هيغز.
جانب من المشاركين بالمحاضرة
يجدر بالذكر أن بحثا متطورا كهذا يحتاج الى معدات ومختبرات في غاية التقدم وباهظة التكلفة، ولذلك يتم هذا البحث في المركز للبحث النووي (CERN) في جنيف والذي يعد الأكثر تطورا بالعالم في هذا المجال. وقام الدكتور ابراهيم يحيى، المدير العلمي لمركز أبحاث المثلث، بتقديم العالم للجمهور الكبير والذي تعدى الثمانين مشاركا. من خلال كلمته قام الدكتور ابراهيم بربط "أهمية هذا الإكتشاف الكبير بالعالم العربي البارز ابن الهيثم والذي كان من أوائل العلماء الذين أولوا التجربة العملية أهمية كبيرة الى جانب تطوير النظريات، كما هو الحال في اكتشافاته الكثيرة في علوم البصريات والرياضيات والتي تلائم كثيرا قصة البوزون هيغز التي تنبأت النظريات بوجوده منذ أكثر من أربعين عاما".
"الجسيم الإلهي"
البروفيسور ايرز عتصيون أمضى شوطا طويلا في السنوات الأخيرة ضمن مجموعة كبيرة من العلماء في البحث عن الجزيء المذكور. الجزيء "بوزون هيغز" والذي يسمى بـ"الجسيم الإلهي" يعتبر حتى هذه المرحلة الجزيء الأخير والذي يغلق مجموعة الجزيئيات النووية التي تفسر الفيزياء النووية والمواد بشكل عام. النظريات الفيزيائية والمعادلات الرياضية توقعت وجود هذا الجزيء منذ أكثر من أربعه قرون مما أدى الى توظيف كم كبير من التجارب والعلماء للبحث عنه، مما يفسر الضجة الإعلامية التي تلت هذا الإكتشاف. فيزيائيا، تفاعل الجزي هيغز مع باقي الجسيمات النووية يعطيها صفة الكتلة، ولذلك يعد هذا الجزيء الجسيم الحامل لقوة الجاذبية كما هو الحال مع باقي القوى الفيزيائية الثلاثة والتي تم التعرف سابقا على الجسيمات التي تحملها. وفي نهاية الندوة تم افتتاح باب الأسئلة والنقاش، والذي أظهر مرة أخرى مدى اهتمام الجمهور المشارك بالعلوم بشكل عام وبعلم الفيزياء وعلوم الطبيعة بشكل خاص.