الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 03:02

مؤسسة القدس للتنمية تنفذ مشروع تأثيث منازل أسر مقدسية لخمسين بيتاً

كل العرب
نُشر: 04/06/13 10:52,  حُتلن: 11:14


خالد زبارقة:

لا يخفى على أحد حجم المعاناة التي يتعرض لها أهل القدس فمن المعروف أن أهم الوسائل التي يمارسها الإحتلال على أهل القدس لإجبارهم على الخروج من أراضيهم وترك منازلهم هو "العامل الاقتصادي" 

أمام هذه الحالة الصعبة لسكان القدس أصبحت كثير من العائلات غير قادرة على تلبية متطلبات الحياة فكثير من بيوت القدس متهالكة وبحاجة لصيانة وترميم وكثير أيضا من العائلات في القدس لا تستطيع توفير مستلزمات هذه المنازل

وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب، بيان صادر عن "مؤسسة الأقصى للتنمية" جاء فيه ما يلي: ""مش مصدقة"، "نحن فرحانين جداً"، "كيف كنا وين صرنا"، بهذه الكلمات التي إختلطت بدموع الفرحة التي ارتسمت عريضة على وجه شيرين محمد دحبور، استقبلت المحامي خالد زبارقة –مدير "مؤسسة القدس للتنمية"– الذي شارك وطاقم المؤسسة وشركة متعهدة بتوزيع أدوات منزلية وأثاث منزلي ضمن تنفيذ "مشروع تأثيث منازل مقدسية" لخمسين بيتاً في القدس المحتلة أغلبها في البلدة القديمة في القدس، بتمويل جمعية ميراثنا التركية وبتكلفة 50 ألف يورو( 250 الف شيقل )، ختمت بجولة تفقدية للمشروع من طاقم أدارة "مؤسسة القدس للتنمية " يتقدمه رئيسها أحمد جبارين".


 
وتابع البيان "في غرفة صغيرة لا يتجاوز عرضها 4 أمتار وطولها كذلك مسقوفة بالصفيح، حارّة في الصيف، وبردها قارس في الشتاء، بجانبها زاوية صغيرة وضعت فيها لوازم مطبخية منها غاز طهي قديم، الغرفة يسكنها 8 أفراد (اربعة أولاد وبنتان، أكبرهما في الصف الخامس، بالإضافة الى الوالدين)، الغرفة نفسها هي غرفة الإستقبال، وغرفة المطبخ، وغرفة "الدراسة"، وغرفة اللعب وغرفة النوم في مكان واحد. "خزانة ملابس، سجلون ( أثاث متعدد الاستعمالات، كنبة نهارا وسرير ليلا)، أسرة فردية وزوجية، غسالة،ثلاجة، غاز/فرن، مروحة ومدفئة، كانت هي الأدوات التي قدمتها "جمعية ميراثنا" لهذه الأسر، والتي حوّلت بكاءهم وضجرهم الى فرحة وأمل. "وين كنتو تنامو" سأل الأستاذ خالد- وقد بدت علامات الفرحة والرضا على مثناه- ، أجاب الأطفال "على الأرض" ، لكنهم اليوم ينامون على الأسرة فرحين بما آتاهم الله من فضله، والعائلة كلها فرحة، فتحت الأم الخزانة وإذ بها خزانة مرتبة على أحسن وجه، كانت الملابس بالأمس موزعة عشوائياً في انحاء الغرفة/البيت. وهل يمكن لخزانة او سرير او كنبة، او ثلاجة او غاز/فرن او هوّاية ان تغير وضع وحال أسرة، أو أسر مقدسية، هل يمكن لهذا التأثيث أن يدخل الأمل على قلوب ملّت الوعود والبيانات الرنانة، هل يمكن لها أن تسهم في تعزيز صمود اهل القدس في بيوتهم وحول أقصاهم؟! الجواب: نعم".

"انتهاكات واعتداءات الاحتلال"
وأضاف البيان" "انتظرناكم لساعات وأيام ، والله جابكم"، الحمد لله رب العالمين" ، " الله يجزيكم الخير" ، "الشكر لكم ولجمعية ميراثنا"، جمل رددت وسمعناها في جولة طويلة استمرت يوما كاملا، سبقها جولات من ثلاث أيام لتوزيع الأثاث والأدوات المنزلية لخمسين بيتا مقدسيا محتاجاً، كان آخرها لعريس مقبل على الزواج بعد أيام، بيته في شارع الواد، ليس بعيدا عن المسجد الأقصى. هذه الأسر شبه معدومة، التي تعيش في وضع كالذي وصف أو أصعب، ما زالت منذ 46 عاما صابرة على الألم والمعاناة، تعيش وتكافح، تحاول أن تبني أسرة وتربي أطفالاً وتخرّج جيلاً، في ظروف مأساوية، أتصدقون أن من بين أفراد هذه الأسر أو ربّات البيوت من يحفظ القرآن غيبا، ويجيد الإنجليزية والقراءات في علم التجويد ومنهج الشاطبية في فقه الشافعي، أتصدقون أن من بينهم كثير خريجي جامعات على مستويات عالية". وأردف البيان "أعرف القدس وأزقتها منذ عام 1984م عندما كنت أسكن فيها خلال تعليمي الجامعي، تنفست هواءها وعايشت اهلها ، ومنذ عشر سنين أعيش همومها ومسجدها الأقصى يوماً بيوم، نرصد انتهاكات واعتداءات الاحتلال، نبحث عن الأنفاق والحفريات ونكشف عن مخططات الاحتلال. لكني اكتشفت بعد ثلاثين سنة اني أجهل القدس وحالها، يوم الخميس الأخير رافقت الأستاذ خالد زبارقة لدى مشاركته في توزيع الاثاث والأدوات المنزلية على الأسر المحتاجة، دخلنا البيوت، فوالله لقد صدمنا من هوْل ما رأت عيوننا، أسرة كاملة تعيش في بيوت متآكلة متهاوية، "مشحبرة" ،" مبهدلة"، ووالله – واعذروني ولتعذرني الأسر المقدسية- ان كثير من هذه البيوت لا تصلح للعيش الآدمي، ولا أعرف ان كان تصلح لتربية المواشي وغيرها، ورغم كل ذلك ترى الصمود والإصرار. عائلة مكونة من تسعة بنات، وسبعة أخوة والأبوين ايضا، يعيشون في غرفة واحدة ، لهم ما يشبه المطبخ ، وحمام يستعمله الحوش كله ( أي الحارة الصغيرة) هذه الاسرة التي كل افرادها بالغون ينامون ليلا على الأرض بجانب بعضهم البعض، إنها حياة "جحيم"؟! ".

وضع مأساوي
وأضاف البيان "وضع مأساوي يصعب وصفه، وليس وضع البيوت فقط، بل الوضع الاجتماعي والصحي والاقتصادي، حدثتني وكتبت في تقاريرها الميدانية العاملة الاجتماعية سهى الأطرش – موظفة في "مؤسسة القدس للتنمية"- عن اوضاع الأسر المقدسية، وعلى سبيل المثال :" توجد مشاكل دائمة بين الأولاد نتيجة الفقر والحرمان، فهذه أسرة مقدسية تعاني الأمرّين بسبب الأوضاع المادية الصعبة، وعدم حصولها على الخدمات الصحية لتأمين أولادها، وهي بوضع نفسي اجتماعي صعب، الوضع الصحي للأولاد يتدهور يوماً بعد يوم، ليس هناك قدرة لتلبية الحاجيات الأساسية" .
الفقر والحرمان، والمرض والمشاكل الاجتماعية، والتفكك الاسري، وآفة تعاطي المخدرات، وأجرة السكن، والعطل عن العمل، وثمن الأدوية، وغلاء المعيشة ، وتكاليف التعليم، وقلة المؤسسات الاجتماعية والأطر والفعاليات والمتابعات ، وانسداد الأفق، وهدم البيوت والاستيطان والملاحقة الأمنية ، كل ذلك وغيره يفرضه الاحتلال الاسرائيلي على الاسر والمجتمع المقدسي. لكن في هذا النفق المظلم أطلقت "جمعية ميراثنا" و"مؤسسة القدس للتنمية" مشروع تأثيث منازل الأسر المقدسية، وما ذكر وبحسب ما يأمل المحامي خالد زبارقة سيكون المرحلة الأولى في هذا المشروع وسيتبعه مراحل لأن الحاجة ماسة جداً".

مشروع تأثيث منازل أسر مقدسية: تعريف وأهداف :
وتابع البيان "يقول الاستاذ خالد زبارقة :" لا يخفى على أحد حجم المعاناة التي يتعرض لها أهل القدس ، فمن المعروف أن أهم الوسائل التي يمارسها الإحتلال على أهل القدس لإجبارهم على الخروج من أراضيهم وترك منازلهم هو "العامل الاقتصادي" ، من خلال فرض الضرائب العالية ، مع حرمانهم من الكثير من الخدمات ، ومن المعروف أيضا أن نسبة البطالة في القدس عالية ونسبة الفقر تعدت 50% . أمام هذه الحالة الصعبة لسكان القدس أصبحت كثير من العائلات غير قادرة على تلبية متطلبات الحياة فكثير من بيوت القدس متهالكة وبحاجة لصيانة وترميم وكثير أيضا من العائلات في القدس لا تستطيع توفير مستلزمات هذه المنازل من أدوات كهربائية وأثاث وأن معظم منازل القدس تحتوي على أثاث متهالك لا يصلح للإستخدام، ولذلك جاء هذا المشروع لسد هذه الحاجة قدر الإمكان " ".

أهمية المشروع
واختتم البيان "أما عن أهمية المشروع ومبرراته فيقول:" المكانة العظيمة التي تتمتع بها القدس عند كل مسلم، الحملة المستمرة لتفريغ أهلها منها، ما للسكنى فيها من فضل واجر، وضرب للمخططات الاحتلال الهادفة لإخلائها من أهلها، الحالة الصعبة التي وصل إليها قطاع السكن في القدس عموما والبلدة القديمة خصوصا". وعن أهداف المشروع فيحدث المحامي زبارقة:" إشعار المقدسي أنه ليس معزولا عن محيطه العربي والإسلامي مما يعزز من ثباته وتحمله للصعاب، تثبيت المقدسي في منزله ودعمه في مواجهة الاستيطان ومحاولات الاستيلاء على المنازل وخاصة في البلدة القديمة، جعل بيئة السكن قابلة للعيش وتوفير ما يلزم من حياة كريمة مما يسهم في تعزيز صمود قاطني البيوت القديمة وتخفيف المعاناة عنهم،تنشيط السوق التجاري في القدس وتحريكه من خلال شراء كافة الاثاث والمواد الكهربائية منه" ".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
288514.86
BTC
0.52
CNY
.